تعالى وشوف صندوق الدنيا فى الإسكندرية.. محمد بندق عاشق للسينما ويعرض أفلامها القديمة "ببلاش".. يملك أسطوانات وأدوات عرض سينمائى يتعدى عمرها 113 عام ويقوم بتعديلها وإعادة تشغيلها

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 10:15 م

الإسكندرية – أسماء على بدر

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يحفر التاريخ ذكرياته فى عروس البحر المتوسط ويرسم أحداثا عديدة فهى مدينة الرب كما يطلق عليها مواطنيها والعديد من الأدباء، احتضنت أول دور عرض سينمائى فى مصر وصاحبة الريادة فى الإنتاج السينمائى ثم انتقلت صناعة السينما من العاصمة الثانية حتى القاهرة ولكنها وضعت خط البداية لتاريخ السينما فى مصر عام 1896 ببورصة طوسون بشارع فؤاد.

محمد بندق عاشق للسينما (1)

وفى نفس الشارع، تجد مواطنا فى الخمسينات من عمره يضع المقتنيات القديمة والكاميرات النادرة على الشارع الرئيسى، ويتباهى فى طريقة عرضه لها فهو "محمد بندق"، الذى دعانا لدخول صندوق الدنيا، كما يطلق عليه وهى حجرة صغيرة بجوار سينما رمسيس أشهر دور عرض سينمائى قديماً، وبمجرد دخولك للغرفة الصغيرة ستجد نفسك وقد عادت بك آله الزمن أكثر من مائة عام، أفيشات أفلام قديمة وماكينات عرض سينمائى عمرها يتعدى الـ 113 عام بأشكال وأنواع مختلفة، وأسطوانات العرض السينمائى والأفلام القديمة فهى هواية لديه اقتناء أدوات صناعة السينما قديماً.

محمد بندق عاشق للسينما (2)

يقول محمد بندق، لـ"اليوم السابع" إنه يعشق صناعة السينما والأدوات التى كانت تستخدم قديماً ويقتنى أقدم ماكينة للعرض السينمائى، منها ماكينة العرض الأمريكية "ويستر" التى تعمل بالفحم وهى من أولى الآلات التى استخدمت لعرض أفلام السينما فى مصر.

محمد بندق عاشق للسينما (3)

ويشير محمد بندق إلى أنه يقتنى عدد من الآت العرض السينمائى منها "زاى" الألمانية والتى تم استخدامها بعد تطور الآلات بعد ذلك وهى تعرض فى مساحة 30 متر وتخرج صوت وصورة بدرجة مميزة، بالإضافة الى العديد من الآلات التى استخدمت فى العرض السينمائى فى بداية القرن العشرين.

محمد بندق عاشق للسينما (4)

ويضيف "بندق": "إسكندرية دايما رائدة أهم الفنانين ولدوا فى إسكندرية وكان عندهم حب للفن وروح مميزة كمان أول استوديو فى مصر كان فى إسكندرية وهو أستوديو بيومى أول استوديو فن وتم استبداله بعد ذلك بدور عرض سينمائى سمى بسينما الحضرة".

محمد بندق عاشق للسينما (5)

ويشير محمد بندق إلى أن أول دور عرض سينمائى كان فى إسكندرية للأخوين لومين اتعرض فى فرنسا ثم تم عرض فى البورصة فى إسكندرية وهى مكانها مركز الإبداع الفنى حالياً، لذلك مدينة الإسكندرية هى الرائدة الأولى فى مصر لصناعة السينما فى كافة المجالات الفنية وكان لها البصمة الأولى فى النهوض بالصناعة".

محمد بندق عاشق للسينما (6)

وعن سر عشقه للسينما يقول "بندق": "والدى كان صاحب الفضل عليا فى حبى للسينما وعندما شاهدت أول دور عرض فى سينما بلازا انبهرت بالذى يحدث داخل السينما والماكينة التى تعرض الفيلم ومنذ كان عمرى 15 عام بدأ تعلقى بالسينما والفن".

محمد بندق عاشق للسينما (7)

ويستكمل "تعلقت بمعلمى الفنان فاروق ويطلق عليه الفنانين " عم فاروق" وهو أشهر مصور سينمائى فى مصر عملت معه لسنوات وازداد تعلقى بالسينما خاصة أنه كان يرافق كافة الفنانين فى الأفلام الخاصة بهم".

ولم يقتصر حب محمد بندق للسينما وأدواتها القديمة فقط بل يستطيع أن يطور ويحدث طفرة فى هذه الآلات والأدوات حيث يقوم بتعديل وإعادة تشغيل أسطوانات الأفلام القديمة التى تسمى بـ"الماستر" ويقوم بعرضها على الآلات، بينما يقوم بتشغيل بعض بمنها فى ما يسميه بـ"سينما الشارع" وهى فكرة ابتكرها لتشجيع الشباب على حب السينما ومشاهدة الأفلام السينمائية ويقوم بشرح أدوات والآلات القديمة التى كانت تستخدم فى السينما.

ويقول "ببدء العرض فى الشارع فى أى مكان مثل شارع فؤاد او محطة الرمل، اصطحب معى شاشة كبيرة وأقوم بعرض الأفلام القديمة المميزة مثل ميرامار، زقاق المدق، الطاووس، الحفيد وعدد من الأفلام اليونانية القديمة وعلى الرغم من أنها أفلام قديمة إلا أنه تلقى إعجاب شديد من المواطنين بالإسكندرية".

وفى نهاية حديثة يقول محمد بندق أن مدينة الإسكندرية تحتاج إلى دعم حقيقى فى السينما ورعاية لهذه الأدوات التى يبلغ ثمنها آلاف الجنيهات ولها قيمة كبيرة سواء بإقامة متحفا لها وتوثيق هذه اللحظات التى كانت بداية فى صناعة السينما ليعرفها جيدا الأجيال الجديدة ويعلمون أن التكنولوجيا ليست بداية ولكن الأدوات البدائية كانت البداية الحقيقية لهذا الفن وأن مدينة الإسكندرية خرجت العديد من الفنانين والأدباء فى كافة المجالات وكانت مصدراً لإلهام الأدباء بأشهر الروايات التى تم تجسيدها كأفلام سينمائية.