بعد جولة السيسى وبوتين.. كيف أصبحت دبلوماسية "كسر البروتوكولات" وسيلة القوى الدولية للتقرب من مصر؟.. الرئيس الروسى يستخدم البروتوكول لتقديم رسائله للعالم.. وترامب تبنى نفس السياسة مع الرئيس لإصلاح حماقات أوباما

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 05:30 م
بعد جولة السيسى وبوتين.. كيف أصبحت دبلوماسية "كسر البروتوكولات" وسيلة القوى الدولية للتقرب من مصر؟.. الرئيس الروسى يستخدم البروتوكول لتقديم رسائله للعالم.. وترامب تبنى نفس السياسة مع الرئيس لإصلاح حماقات أوباما السيسي وبوتين
كتب - بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"هذا هو صديقنا.. رئيس جمهورية مصر العربية".. هكذا قال الرئيس الروسى فلاديمير بوتين إلى أحد المواطنين الروس على كورنيش سوتشى خلال الجولة الليلية التى قام بها بصحبة الرئيس عبد الفتاح السيسي مساء الثلاثاء، للترحيب به، فى انعكاس صريح لحفاوة الترحيب الروسى بالزعيم المصرى الذى يقوم حاليا بزيارة إلى الأراضى الروسية، فى إطار التعاون والتنسيق فى مختلف المجالات بين البلدين، خاصة وأن روسيا تؤمن بأن الدور المصرى فى منطقة الشرق الأوسط يبقى محوريا، رغم المحاولات التى تقوم بها بعض الدول، وربما الأقزام لتهميشها دون جدوى.

 

الجولة التى نظمها الرئيس الروسى للرئيس السيسى تمثل خروجا واضحا عن قواعد البروتوكول الرئاسى المعمول به فى روسيا، للإعراب عن حفاوة الترحيب بالزعيم المصرى، وهو ما يمثل امتدادا للعلاقات الطيبة التى تجمع بين البلدين منذ انطلاق حقبة 30 يونيو، والتى شهدت حرصا متبادلا على تطوير العلاقات بين البلدين، بما يعكس قراءة متأنية للمستقبل، الذى سيشهد انتهاء حقبة النفوذ الأمريكى الأحادى الجانب فى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى عودة الدور المصرى إلى سابق عهده على اعتبار أن القاهرة ستستعيد مكانتها سريعا بعد سنوات من الفوضى التى حاولت الولايات المتحدة نشرها فى المنطقة.

كسر البروتوكول.. وسيلة بوتين لتقديم رسائل للعالم

إلا أن كسر البروتوكول الرئاسى فى روسيا ربما لا يمثل سابقة جديدة للرئيس بوتين، وبالتالى فإن حفاوة استقبال الرئيس السيسى لم تكن مصادفة، فقد حرص الرئيس الروسى على استخدام قواعد البروتوكول مرات عدة لتقديم رسائل واضحة إما لضيوفه أو للمجتمع الدولى، ولعل أبرزها قيامه بإهداء نظيره الأمريكى كرة قدم خلال قمتهما الأخيرة التى عقدت فى هلسنكى فى شهر يوليو الماضى، فى إشارة واضحة أن الكرة فى ملعب الولايات المتحدة إذا ما أرادت تحسين العلاقات مع روسيا، بالإضافة كذلك إلى سماحه بدخول كلبه إلى غرفة المحادثات التى جمعته بالمستشارة الألمانية انجيلا ميركل، رغم معرفته بإصابتها بفوبيا الكلاب.

بوتين يهدى ترامب كرة قدم
بوتين يهدى ترامب كرة قدم

وهنا تصبح الحفاوة الكبيرة التى تلقاها السيسى بعد وصوله إلى منتجع سوتشى، من قبل الرئيس الروسى، والتى تجاوزت البروتوكول الرئاسى، تمثل رسالة واضحة، مفادها أن العلاقات المصرية الروسية وصلت إلى مستوى الشراكة السياسية والإستراتيجية، كما أنها تمثل استمرار الدعم السياسى الذى قدمته موسكو للقاهرة منذ ثورة 30 يونيو، والتى كانت السبب الرئيسى فى توتر العلاقات بين مصر وعدد من القوى الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، خلال عهد الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، وبعض حلفاءه فى أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط.

رؤية واحدة.. السيسى وبوتين يحملان نفس الأولويات

ولعل التزامن بين الزيارة التى يقوم بها الرئيس السيسى إلى روسيا من جانب، ومناورة "حماة الصداقة" العسكرية المشتركة بين البلدين من جانب أخر، تمثل أحد جوانب الشراكة، خاصة وأن الأولويات تبقى واحدة، خاصة فيما يتعلق بالقضاء على تهديد الإرهاب، وهو ما انسجم مع مبادئ 30 يونيو التى قامت فى الأساس من أجل تحقيق هذا الهدف، كما أنه كان بمثابة محور الدور الروسى فى سوريا منذ البداية، حيث وضعت موسكو على عاتقها هدف القضاء على تنظيم داعش الإرهابى كأولوية قصوى، فى تحد صريح للولايات المتحدة وتحالفها الدولى الذى سعى إلى مهادنة الإرهاب لتحقيق أهداف سياسية.

بوتين والسيسى
الرئيس السيسى مع نظيره الروسى

ويعد اتفاق إدلب الأخير، الذى عقده بوتين مع نظيره التركى رجب طيب أردوغان، لإرغامه على تفكيك الميليشيات التى سبق له وأن دعمها، دليلا دامغا على حالة الانسجام بين مصر وروسيا، خاصة وأنها تعكس وحدة الرؤية المصرية الروسية ليس فقط حول ضرورة القضاء على الإرهاب، إنما أيضا حول داعميه ومموليه، وفى القلب منهم النظام الحاكم فى أنقرة، والذى قدم ملايين الدولارات طيلة السنوات الماضية لدعم الجماعات الإرهابية فى مختلف دول المنطقة من أجل تحقيق حلم الخلافة المزعوم.

 

استقطاب دولى.. ترامب تبنى نفس النهج لإصلاح حماقات أوباما

ولكن تبقى استقلالية القرار المصرى هى أحد أهم محاور نجاح الدبلوماسية المصرية فى التعامل مع مختلف الأطراف الدولية الفاعلة، خاصة وأنها تمكنت من تحويل القاهرة إلى مركز استقطاب دولى، تسعى كافة القوى للفوز بعلاقات قوية معها، وهو الأمر الذى لا يقتصر على موسكو، وإنما امتد كذلك إلى واشنطن، والتى سعت خلال حقبة الرئيس الحالى دونالد ترامب إلى إصلاح الحماقات التى ارتكبها سلفه باراك أوباما، والذى تبنى فلسفته على استبدال حلفاء بلاده التقليديين بحلفاء جدد، على رأسهم تركيا، وهو الأمر الذى كلف الولايات المتحدة نفوذها.

السيسى وترامب
السيسى وترامب

ولم تكن دبلوماسية "كسر البروتوكول" بعيدة عن سياسة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاسترضاء القاهرة، وإصلاح الأخطاء التى اقترفها سلفه باراك أوباما، ففى لقائهما بالبيت الأبيض فى أبريل 2017، ذكرت تقارير إعلامية أن الرئيس ترامب كسر بروتوكول يحرص عليه كافة رؤساء الولايات المتحدة، حيث اعتذر عن افتتاح دورى البيسبول للقاء الرئيس السيسى بالبيت الأبيض، كما أنه كسر البروتوكول للمرة الثانية خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى العام الماضى، حيث حرص على لقاء الرئيس السيسى فى مقر إقامته بنيويورك.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة