علاء عبد الهادى

الكلاب الضالة من الشارع إلى السوشيال ميديا

الأحد، 14 أكتوبر 2018 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تعانى مصر من ظاهرة انتشار الكلاب الضالة، ونحن نتصدر دول العالم فى استفحال الظاهرة التى تفاقمت فى السنوات الأخيرة.. الكلاب الضالة أشكال وألوان، ورغم أنها ضالة، فإنها موجودة ومنتشرة فى كل مكان، وليس فى الشوارع أو الأماكن الخربة فقط كما نظن، ولكنها موجودة فى أماكن لا تتخيل أنها يمكن أن تكون موجودة فيها، الكلاب الضالة تناسلت وتكاثرت وزاد عددها وأصبحت عصية على القتل، أو حتى قطع النسل بتعقيمها، ولكنها تنجنب وتتكاثر، وترعى أطفالها وتنشرهم فى كل مكان.
 
الكلاب الضالة موجودة فى الشوارع والخرائب، وأيضا فى أماكن العمل، وفى مدارسنا وفى جامعاتنا، تعوى على من يريد أن يطردها، وتعقر من يريد أن يغير، ويبنى، ويطور.. امتد نشاط الكلاب الضالة ووصل إلى الفضاء الإلكترونى، وأصبحت تجيد استخدام وسائل التواصل الاجتماعى، وما إن تظفر بضحيتها حتى ينطلق قطيعها بمجرد عواء كبيرها، لتنهش عرض وسمعة من يروج عكس ما تريد، أو تقول، أو تعتقد.. الكلاب الضالة، للأسف، تعيش بين ظهرانينا، تدخل مخابئها بإشارة، وتخرج من الجحور وتعوى وتهاجم ضحاياها بإشارة.. أصبحت جزءا لا يتجزأ من مفردات حياتنا، تعايشنا معها، وألفنا وجودها، تماما، كما تعايشنا مع الكثير من ظواهر الحياة السلبية، مثل القمامة التى لم تعد أكوامها المنتشرة على النواصى، وعلى الطرق الدائرية تمثل شيئا عجيبا، ألفنا الحياة مع القبح، وهنا مكمن الخطورة أن نعتاد القبح و«الأباحة» فى حياتنا، ونراه شيئا عاديا، أو لا مفر منه.
 
كانوا فى الماضى يطاردون الكلاب الضالة بفرق خاصة محترفة ومدربة، تطلق طلقة واحدة فى رأس الكلب الضال، أو تقوم بسمه، ولكن جماعات حقوق الحيوانات أقامت الدنيا ولم تقعدها، واعتبرت هذا عمل غير إنسانى، وأنه ضد حقوق الحيوان فى التناسل، وفى عقر الناس، لا ضرر، وتناسوا حقوق الإنسان الضحية وأقصى تنازل كان هو السماح بتقليص أعدادها بخطة طويلة الأمد بتعقيمها حتى لا تزداد أعدادها.
 
وإذا كان هذا هو علاج الكلاب الضالة فى الشارع، فماذا نفعل فى تلك التى تعوى ليل نهار عبر فضائيات مأجورة تطلق علينا من يسبون ويلعنون ويشككون فى كل شىء وأى شىء، ولديهم تفسير آخر لكل شىء غير التفسير الذى ربما تراه بعينك، وتسمعه بأذنك، ويطلقون بدل الشائعة مائة وبدل المائة ألف، وبدل الألف «20 ألف»، وهذا ما أطلقوه فى ثلاثة شهور ليهدموا البيت المصرى على كل من فيه، وكل نجاح يريدون النيل منه وتحويله إلى فشل، وأية مبادرة ناجحة يزرعون فيها قنبلة لتنفجر، وكل مشروع ليس لوجه رضاء المواطن، ولكن للنيل من المواطن، إلى آخر الأكاذيب التى يروجونها ليل نهار، وللأسف هناك من البسطاء والمغيبين الذين يسمعون ويصدقون.. هناك كلاب ضالة شرسة «عقورة» لجأت إلى الجحور والجبال، وراحت تقتل، وتنهش باسم الدين، وباسم الله، وحاشا لله فهم أشبه بكلاب جهنم.
 
الكلب لديه وفاء يندر أن يكون لدى كثيرين من البشر، الكلب لا يخون صاحبه، ولا يغدر به، ولا يبيعه، كما يفعل بنو البشر، وأنا هنا أشعر بنوع من الذنب وأنا أشبه هؤلاء الذين يريدون أن يسودوا حياتنا، ويصدروا لنا الفشل والعجز، وتثبيط الهمم، بالكلاب حتى ولو كانت ضالة.
الكلاب الضالة ظاهرة تحتاج إلى مواجهة شاملة، فى الشارع، وفى الخرائب، وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وفى الفضائيات.. أول مراحل المواجهة تبدأ منى ومنك.. لا تخشى الكلب، لأنه لا يهاجم إلا الضعيف، فلا تكن ضعيفا وثق فى بلدك، وفى نفسك، وفى جيش بلدك، لا تدع أحدهم يعقرك ويسمم أفكارك بلعابه المسمم، لا تصدق إلا ما تقتنع به، ولا تشترى بضاعة معلبة، ولا تكن إمعه، ابعد عن العقورين، ولا تجالسهم، ولا تجاريهم، لأنك يوما بَعُد أو قَرُب سيعقرونك!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة