"تحاول الهرب من مختطفيها دون جدوى ويصرون على ربطها فى مكان بعيد حيث لا تقوى على الحركة، ثم يقررون ضربها ومحاولة قتلها، إلا أن مسار الأحداث يختلف تمامًا بعد أن تتناول بعض العقاقير الجديدة التى يحاولون تهريبها لتصبح عبقرية وخارقة معًا، فتسترد قوتها وتبدأ فى القضاء على أعدائها والهرب".. مشهد من مشاهد فيلم لوسى الذى قدمته الفنانة سكارليت جوهانسون عام 20014 لتستكمل أحداث تفاصيل مثيرة مستندة على معلومة شائعة وهى أن البشر يستخدمون 10% من دماغهم، وأنه إذا كان بإمكانك الوصول إلى بقية القدرات العقلية الخاصة بك، فيمكنك فعل أكثر من ذلك بكثير، مثلاً يمكن أن تصبح عبقريًا خارقًا أو تكتسب قوى نفسية مثل قراءة العقل والتحريك الذهني.
وفى هذا الإطار أجرت مؤسسة مايكل جيه فوكس الأمريكية للأبحاث دراسة حول مدى تصديق هذه الأسطورة المتعلقة بالـ10%، فوجدت أن نسبة 65% من العينة يؤمنون بها، ولكن المفاجأة أنه على النقيض من هذه النتائج أكد العلماء أن البشر يستخدمون دماغهم كاملة طوال اليوم.
لوسي
أدلة علمية تنفى الأسطورة
وفقا لما ذكره موقع "thoughtco"، يدرس علم النفس العصبى كيف يؤثر تشريح الدماغ على سلوك شخص ما وعاطفته وإدراكه، وعلى مر السنين، أظهر علماء الدماغ أن الأجزاء المختلفة منه مسئولة عن وظائف محددة، سواء كانت تدرك الألوان أو تحل المشكلات، فخلافًا للأسطورة، أثبت العلماء أن كل جزء من الدماغ هو جزء لا يتجزأ من عملنا اليومي بفضل تقنيات تصوير الدماغ مثل التصوير المقطعي بالإصدار البوزيترونى والتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفى.
كما أن الدراسات التي تقيس النشاط على مستوى الخلايا العصبية المنفردة لم تكشف عن أي مناطق غير نشطة في الدماغ، فالعديد من دراسات تصوير الدماغ التي تقيس نشاطه عندما يقوم الشخص بمهمة محددة، تظهر كيف تعمل الأجزاء المختلفة من الدماغ معًا.
وعلى سبيل المثال، عندما تقرأ هذا الموضوع على هاتفك الذكي، فإن بعض الأجزاء من عقلك، بما في ذلك المسئولة عن الرؤية، وفهم القراءة، وإمساك هاتفك، ستكون أكثر نشاطًا وتعمل معا وليس جزء واحد منه أو نسبة محددة كما جاء عن الأسطورة.
وماذا يعنى إضاءة أجزاء من الدماغ عن غيرها؟
ومع ذلك، فإن بعض صور الدماغ تقدم دون قصد الدعم لأسطورة الـ10% لأنها غالبًا ما تظهر بقع صغيرة مشرقة على دماغ رمادي، وقد يعني هذا أن المناطق المضيئة فقط هي التي تمتلك نشاطًا دماغيًا، لكن ليس هذا هو الحال، فالحقيقة أن هذه المناطق الملونة هى مناطق الدماغ التي تكون أكثر نشاطًا عندما يقوم شخص بمهمة مع بقاء النقاط الرمادية نشطة ولكن بدرجة أقل لذلك لا تكون بنفس درجة الإضاءة ولكنها تعمل.
الدماغ
ما يحدث خلال السكتة الدماغية إثبات آخر
هناك إثبات واضح لدى الأفراد الذين عانوا من تلف في الدماغ مثل السكتة الدماغية أو صدمة الرأس أو التسمم بأول أكسيد الكربون فقد أظهرت الدراسات أن إتلاف جزء صغير جدًا من الدماغ قد يكون له عواقب مدمرة.
فإذا تعرض شخص ما لأضرار في منطقة بروكا "هى منطقة تقع فى الفص الأمامي في أحد جانبي المخ وغالبا ما تكون في الجانب الأيسر من العقل"، فسيمكنه فهم اللغة ولكن لا يمكنه تكوين الكلمات بشكل صحيح أو التحدث بطلاقة.
وبالفعل فقدت امرأة في فلوريدا قدرتها الدائمة على "الأفكار والمفاهيم والذكريات والمشاعر التي هي جوهر كونها إنسانية" عندما أدى نقص الأكسجين إلى تدمير ما يشكل نحو 85% من الدماغ.
أصل الأسطورة أية؟!
حتى مع وجود أدلة كثيرة تشير إلى العكس، لماذا لا يزال الكثير من الناس يعتقدون أن البشر يستخدمون 10% فقط من أدمغتهم؟
ما تسبب فى انتشار وقوة أسطورة الـ10% هى فكرة أنك تستطيع أن تفعل أكثر من ذلك بكثير لو كنت فقط تستطيع تنشيط بقية دماغك.
وعلى سبيل المثال، تقول مقدمة لويل توماس لكتاب ديل كارنيجي الشهير بعنوان "كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس" أن الشخص العادي يطور فقط 10% من قدرته العقلية الكامنة"، هذا البيان، الذي يعود إلى عالم النفس ويليام جيمس، يشير إلى إلى قدرة الشخص على تحقيق أكثر من كمية الدماغ التي استخدمها، حتى أن آخرين قالوا إن أينشتاين شرح تألقه باستخدام الـ10%، رغم أن هذه المزاعم لا أساس لها من الصحة.
ولكن بغض النظر عن كيف أو أين نشأت الأسطورة، فإنها لا تزال تعمل فى الفكر الثقافي على الرغم من وجود الكثير من الأدلة العلمية التي تبين أن البشر يستخدمون دماغهم بأكمله، ومع ذلك، فإن فكرة أنك يمكن أن تصبح عبقريًا من خلال تنشيط مخك بالكامل هى بالفعل تستحق وتثير الكثير من الحيرة.
فصوص الدماغ
كيف يعمل الدماغ فى الأساس؟
وفقا لما ذكره موقع "mayfieldclinic" الطبى، يتحكم الدماغ في جميع وظائف الجسم، ويفسر المعلومات من العالم الخارجي، وهو منبع الذكاء والإبداع والعاطفة والذاكرة وذلك من خلال المخ والمخيخ وجذع الدماغ.
ويتلقى الدماغ المعلومات من خلال حواسنا الخمس: البصر، والرائحة، واللمس، والتذوق، والسمع، وفي كثير من الأحيان في وقت واحد، ثم يقوم بتجميع الرسائل بطريقة لها معنى بالنسبة لنا، ويمكن تخزين تلك المعلومات في ذاكرتنا، وكذلك يتحكم الدماغ بأفكارنا، ذاكرتنا، وطريقة حديثنا وحركة الذراعين والساقين، وعمل العديد من الأعضاء داخل أجسامنا.
وتشمل مكونات الدماغ:
المخ: هو الجزء الأكبر من الدماغ ويتكون من نصفي الكرة الأيمن والأيسر، ويؤدي وظائف أعلى مثل تفسير اللمس والرؤية والسمع، وكذلك الكلام، والاستدلال، والعواطف، والتعلم، والسيطرة الدقيقة على الحركة.
المخيخ: يقع تحت المخ، ويتمثل مهمته في تنسيق حركة العضلات، والحفاظ على التوازن.
جذع المخ: يعمل كمركز تتابع يربط بين المخ والمخيخ إلى الحبل الشوكي، ويقوم الجهاز بالعديد من الوظائف التلقائية مثل التنفس ومعدل ضربات القلب ودرجة حرارة الجسم ودورات الاستيقاظ والنوم والهضم والعطس والسعال والتقيؤ والبلع.
فصوص الدماغ
تقسم الدماغ إلى فصوص، ويحتوى كل نصف من النصفين الأيمن والأيسر من الدماغ على 4 فصوص: الجبهي والزمني والجداري والقذالي، ويمكن تقسيم كل فص إلى مناطق تخدم وظائف محددة للغاية.
ومن المهم أن نفهم أن كل فص من الدماغ لا يعمل بمفرده، فهناك علاقات معقدة للغاية بين فصوص الدماغ وبين النصفين الأيمن والأيسر.
الفص الجبهي
هذا الفص تحديدًا يتحكم فى عواطف ومشاعرك وليس كما هو شائع أن القلب هو ما يشعر فهو مشغول بدورة الدم فى الجسم، بينما الحب والعواطف والقرارات كلها إشارات هو فقط من يعالجها.
- الشخصية، السلوك، العواطف.
- الحكم والتخطيط وحل المشكلات.
- الكلام: التحدث والكتابة.
- حركة الجسم.
- الذكاء والتركيز والوعي الذاتي.
الفص الجداري
- يفسر اللغة والكلمات.
- الشعور باللمس والألم ودرجة الحرارة.
- يفسر الإشارات من الرؤية والسمع وكذلك الاشارات الحركية والحسية والذاكرة.
- الإدراك المكاني والبصري.
الفص القذالي
- يفسر الرؤية (اللون، الضوء، الحركة).
الفص الصدغي
- فهم اللغة.
- الذاكرة.
- السمع.
- التسلسل والتنظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة