قال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن الشعب المصرى رفض فى 30 من يونيو سيطرة التيارات الدينية لرؤيتها الطائفية، والسلام بالنسبة لمصر خيار استراتيجى، مؤكدا أن معركة مصر مع الإرهاب جزء من الحرب العالمية ضد التنظيمات الإرهابية.
وثمن الرئيس السيسى الدور الذى يقوم به أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فى المنطقة لضمان استقرارها وأمنها، وذلك خلال لقاءه مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية ومجلس إدارة جمعية الصحفيين الكويتية بحضور سفر الكويت لدى مصر محمد النويخ.
وأشاد السيسى بالعلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا أنها مسيرة ممتدة للتعاون والتفاهم وتمثل نموذجا يحتذى به فى التعاون والأخوة والصداقة بين الدول العربية وبين أشقاء تجمعهم روابط تاريخية وطيدة.
وقال السيسى إن ما يجمع الدول العربية هو مصير مشترك وليس فقط المصالح المعتادة فى العلاقات الدولية فالمصير المشترك يعنى أننا فى قارب واحد وما يؤثر على أحدنا ينعكس على الباقيين.
وذكر السيسى امتزاج الدماء المصرية والكويتية فى حرب السادس من أكتوبر وحرب الخليج، مشيرا إلى أن ذلك دليل قاطع على المصير المشترك وهو الأمر المستمر حتى الآن.
وأكد السيسى وقوف مصر قيادة وشعبا بجانب الكويت وأن أمن الكويت من أمن مصر.
وفى رده على سؤال حول رؤيته لما حدث فى عام 2011، قال:" ما حدث فى المنطقة من أحداث غير مسبوقة كان علاجا خاطئا لتشخيص خاطئ وغير حقيقى، مؤكدا أن التشخيص السليم يتطلب من مثقفى ومستنيرى الأمة العربية للقيام بدورهم فى إنارة الطريق للجموع وللأجيال المقبلة من خلال التوصيف السليم للأوضاع فى بلادنا.
وأضاف " كما أن عليهم عبئا كبيرا فى استخلاص الدروس مما حدث لكى لا تتكرر هذه الأحداث التى تتسبب فى ضياع دول بأكملها ومقتل وتشريد الملايين من العرب وتهديد مقرات شعوب بأسرها.
وأكد الرئيس السيسى " وجوب المحافظة على الدولة الوطنية وترسيخ مفهومها فى نفوس الأجيال الجديدة كى ينشأوا على فهم دورها ومسئولياتها بدقة وواقعية ومن ثم يدركون أهمية الحفاظ عليها وعدم هدم مفهوم وكيان الوطن لصالح من يريد ذلك.
وقال " بالنسبة لمصر فقد رفض الشعب المصرى فى مشهد تاريخى فريد فى 30 يونيو 2013 سيطرة التيارات التى تنتمى لعالمنا المعاصر وتريد دفع عجلة الزمن إلى الوراء وفرض رؤيتها الطائفية المغلقة على أغلبية الشعب" .
وأضاف أنه " ولأول مرة ربما فى التاريخ يخرج الملايين بهذه الغزارة والكثافة إلى الشوارع لينقذوا وطنهم وهويتهم ومقدراتهم".
وأردف " وأنا بمنتهى الوضوح لا أملك إلا تلبية الإرادة الشعبية الواضحة التى تجلت فى ثورة 30 يونيو، مشددا على أن الإرادة " أمر لا يرد ونداء يتوجب علي تلبيته".
وعن جهود مصر فى الملف الفلسطينى للتهدئة بين حركة حماس وإسرائيل وفى المصالحة الفلسطينية قال " السلام بالنسبة لمصر خيار استراتيجى.. حاربنا من أجل السلام وحافظنا عليه ونبذل أقصى الجهود للتوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية".
وأضاف أن التسوية يجب أن تحقق للشعب الفلسطينى أمله المشروع فى إقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية وفقا للمرجعيات الدولية ذات الصلة وبما يوفر واقعا جديدا فى المنطقة يسمح لجميع شعوبها بالعيش فى أمان وتحقيق التنمية".
وشدد على أن مصر مستمرة فى القيام بدورها التاريخى مع جميع الأطراف وعلاقاتها متميزة بالجميع لأن يعرفون أن مصر تسعى لأهداف نبيلة وهى السلام والتنمية.
وأشار السيسى إلى أن مصر تبذل جهودا فى هذا الإطار كبير لإنهاء الانقسام الفلسطينى الداخلى وتوحيد الصف وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وأوضح أن ذلك سيساعد فى دفع مساعى إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والتوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وحول الأزمات فى سوريا واليمن وليبيا قال السيسى " أن أخطر ما حدث فى المنطقة خلال السنوات التى تلت عام 2011 هو انهيار الدولة الوطنية لصالح الميليشيات والتنظيمات الإرهابية وهذا خطر وجودى غير مسبوق.
السيسى: هناك تحسن ملموس بالنسبة للوضع الأمنى فى سيناء
وعن المعركة ضد الإرهاب فى سيناء والوضع الأمنى قال " هناك تحسن ملموس يشعر به الجميع ونحمد الله على ذلك " معربا عن الشكر لأبناء مصر الأشداء الأوفياء من الجيش والشرطة الذين تحملوا الكثير خلال السنوات الماضية.
ووجه الرئيس السيسى " تحية من القلب" لأبطال الجيش والشرطة وللشهداء ولأسرهم مشيرا إلى أن هذه التضحيات " الغالية من هؤلاء الأبطال هى السبب الأساسى للتحسن الذى يحدث وسيستمر إن شاء الله وهو ما يدركه الشعب المصرى العظيم الذى يقف وراء قواته المسلحة والشرطة ويدعمهما بلا حدود.
وشدد على ضرورة أن يواكب التقدم المحرز فى مكافحة داعش تحرك مكثف لمنع تحرك العناصر الإ رهابية إلى ملاذات آمنة أو قيام أطراف إقليمية بتوفير ممرات آمنة لهذه العناصر للانتقال إلى أماكن أخرى فى شمال أفريقيا ومنطقة الساحل والصحراء.
وأكد أن ذلك يعد عنصرا أساسيا فى مكافحة الإرهاب والقضاء عليه فى كل مكان " مبينا أنه ليس من المقبول أن يتم القضاء على بؤر الإرهاب فى مناطق معينة دون التأكد من ظهور بؤر جديدة فى مناطق أخرى.
وقال مخاطبا الوفد الصحفى " أنتم تعلمون أن هناك منبعا واحدا للفكر الإرهابى المتطرف وهو فكر غير قابل للحياة والجماعات الإرهابية تتناوب الأدوار من مرحلة لأخرى
وأكد أن لمصر وقيادتها " موقف واضحا فى التعامل مع هذا الأمر فى إنه " لا مكان فى مصر لمن يرفع السلاح فى وجه المواطنين أو يروعهم أو يرهبهم ولا مكان لمن يرفض التعايش السلمى ولا يؤمن بحق جميع المواطنين فى الحياة الآمنة الكريمة."
وشدد على أن هذه " قناعة شعب مصر التى أكدها أكثر من مرة مضيفا " وأنا حريص على تأدية هذه الأمانة"
وحول مسيرة التنمية والأوضاع الاقتصادية فى ظل المشاريع الضخمة التى تنفذها مصر قال " لقد نجحنا بفضل الله وبشهادة المؤسسات الدولية فى تحقيق العديد من الإنجازات خلال فترة زمنية قياسية حيث تم وما يزال جاريا بناء العديد من المدن"
وأضاف أن هناك مشروعات ضخمة للإسكان منها مليون شقة للإسكان الاجتماعى فضلا عن نقل 200 ألف أسرة من المناطق العشوائية وغير الآمنة إلى مجمعات سكنية متكاملة ومساكن حضارية تتوافر فيها جميع الخدمات.
وذكر أن هذا " عمل غير مسبوق ويحق لنا كمصريين الشعور بالفخر أننا استطعنا مساعدة مواطنينا الذين عانوا طويلا من ظروف الحياة غير الكريمة التى تليق بنا".
ووجه الرئيس السيسى دعوة للوفد الصحفى الكويتى لزيارة هذه المجمعات السكنية المتكاملة فى أحياء الأسمرات والمحروسة وروضة السيدة بحى السيدة زينب وغيرها من مشروعات تطوير المناطق الخطرة وغير الآمنة " لتشاهدوا بأنفسكم حجم الإنجاز الذى تحقق على الأرض"