دندراوى الهوارى

إلى مصر ودوّل الخليج.. مقاطعة تركيا سياسياً واقتصادياً وسياحياً..فرض الضرورة..!!

السبت، 13 أكتوبر 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وجهان لعملة الخيانة، والتآمر، تتشابهان فى كل شىء.. فالدولتان تدعمان كل التنظيمات الإرهابية، خاصة، جماعة الإخوان، وداعش وتنظيم القاعدة، بكل وسائل الدعم، وتوفران لها منابر إعلامية، وتأويان قياداتها وتمنحهم الغطاء السياسى الشرعى.
 
كما تتشابه الدولتان فى توثيق علاقتيهما مع ألد أعداء الأمة العربية، إسرائيل وإيران، ولعبتا دور البطولة فى هدم سوريا وليبيا واليمن والعراق.
 
كما تتفق الدولتان على كراهية مصر والسعودية والإمارات والبحرين، واعتبارها شوكة قوية فى الحلق، تعوق عملية ابتلاعهما للدول المجاورة، فتركيا تطمع فى سوريا والعراق ومصر وإعادة مجد الأجداد العثمانيين، وقطر «القزم» تطمع فى السعودية والإمارات والبحرين والكويت وليبيا.
 
واللافت أن الدولتين تتناحران بعنف فى سباق الفوز بجائزة أكثر الدول انحطاطًا وغدرًا وخيانة، ومحاولة البحث عن دور على المسرح السياسى الدولى، بكل الوسائل المنحطة، ومن هنا يظهر بوضوح التشابه إلى حد التطابق بينهما، فى الشكل والمضمون.
 
وتركيا تحديدًا، وكما قال عنها عالم الجغرافيا الشهير «جمال حمدان» فى كتابه المهم «شخصيات مصر وتعدد الأبعاد والجوانب»: «ليس أكثر من تركيا نقيضًا تاريخيًا وحضاريًا لمصر من الاستبس كقوة «شيطانية» مترحلة، واتخذت لنفسها من الأناضول وطنًا بالتبنى، وبلا حضارة هى، بل كانت «طفيلية» حضارية خلاسية استعارت حتى كتابتها من العرب، كما تمثل قمة الضياع الحضارى والجغرافى، غيرت من جلدها وكيانها أكثر من مرة، الشكل العربى استعارته ثم بدلته بالشكل اللاتينى والمظهر الحضارى الآسيوى نبذته وادعت الوجهة الأوروبية، أنها بين الدول بلا تحامل، الدولة التى تذكر بـ«الغراب» يقلد مشية الطاووس، وهى فى كل أولئك النقيض المباشر لمصر ذات التاريخ العريق والأصالة الذاتية والحضارة الانبثاقية... إلخ.
 
تأسيسًا على هذا الرأى المقدر والمحترم، فإن سياسة تركيا، قائمة على النفعية والطفيلية، ولديها استعداد «فطرى» فى انتهاج أى وسيلة أو سياسة منحطة لتحقق مصالحها، وفى الآونة الأخيرة، تعرت مواقفها وافتضحت مزاعمها، الاقتصادية والأمنية والديمقراطية، وحتى عقيدتها الدينية، وأصبح العربى بشكل عام، والخليجى بشكل خاص، حياته مهددة بالقتل والاختفاء فى شوارع اسطنبول وأنقرة وباقى المدن «العثمانية».
 
وما فشلت فيه من مخططات ومؤامرات لإسقاط مصر فى وحل الفوضى، تكرره الآن مع المملكة العربية السعودية، من خلال توظيف تمثيلية اختفاء وقتل الصحفى الإخوانى «جمال خاشقجى» لتنفيذ المؤامرة، وتسليم مفاتيح أبواب التدخل فى الشأن الداخلى للمملكة لأعدائها، وهناك أسباب قوية لهذه المؤامرة..!!
 
فمن المعلون أن السعودية اتخذت خطوات كبيرة ومحورية فى الإصلاح، لدرجة أن معظم الخبراء وكبار المثقفين وصفوا ما يحدث فى المملكة على يد ولى العهد محمد بن سلمان، بالثورة الثقافية والتنويرية والإصلاحية الكبرى، وهو ما أثار غضب وسخط الجماعات الظلامية والتنظيمات المتطرفة والإرهابية، خاصة الإخوان المسلمين، والذى يتخذ معظم قياداتها من تركيا وقطر، مقرًا لهم.
 
وكما قال الكاتب السعودى الشهير، عبدالرحمن الراشد، إن الهجوم على السعودية الآن كونها اتخذت خطوات جريئة وبعيدة فى الإصلاحات الداخلية، وتواجه قوى معارضة واسعة لها فى المنطقة برمتها، ومن ثم لا يمكن النظر إلى هذه الأزمات المتكررة بأحجام مختلفة إلا على أنها معركة سياسية وإعلامية واسعة.
 
ويتساءل عبدالرحمن الراشد: فى مثل هذه التحديات، هل يمكن تقليم القوى الفكرية والتنظيمية فى المنطقة إلى آخر الطريق الصعبة؟ ويجيب: لابد أن ندرك أن عملية إزاحة البناء الفكرى والتنظيمى المتشدد فى المنطقة، الذى شُيد على مدى أكثر من أربعة عقود ليست بالسهلة، وستكون أصعب مع تقادم الأيام.
 
إذن وبشكل قاطع، فإن استهداف السعودية كان متوقعًا لأنها الدولة الرمز فى العالم الإسلامى، وتقود عملية تغيير كبرى، ستمس مساحة جغرافية وبشرية شاسعة ربما تمتد من إندونيسيا إلى كاليفورنيا، وتعيد صياغة مفاهيم سياسية ودينية معتدلة على حساب النظام القديم فى المنطقة الإسلامية، وهو ما ترفضه الجماعات التى نصبت نفسها المتحدث الحصرى للدين الإسلامى، بجانب قطر وتركيا.
 
ومن هنا فإن المملكة العربية السعودية على وجه التحديد، ستتعرض لمواجهات نوعية فى المرحلة الحالية والمستقبلية، عمادها خلق صورة عامة عربية أو دولية ضد الفكرة نفسها، تقول إن مشروع التحديث مبالغ فيه، وهو ليس إلا عملًا شخصيًا لحكم فردى، أو أن التحديث لا يكفى وأقل مما هو منتظر، مستشهدين بالعقبات المستمرة والموروثة، وكذلك الخلط بين ممارسات الأفراد والحكومات.
 
وهنا يقول الكاتب عبدالرحمن الراشد: «لنعترف بالحقيقة، وهى أن الخروج من الوضع القديم لن يكون بلا ثمن».
 
واختفاء «خاشقجى» بذاته قضية تستحق التمعن، يتم توظيفها واستثمارها وتحويلها إلى معركة ضد المشروع السعودى الجديد، الذى كسب فى عامين فقط زخمًا دوليًا، ويهدم البنية المتطرفة، ويبنى أفكار التنوير والتقدم، لذلك كان متوقعًا، محاولة استخدام الأزمات للتشكيك فى المشروع وتعطيله، وتأليب الرأى العام الدولى ضده.
 
وبناءً على هذه المعطيات، فإن على الدول العربية بشكل عام، ومصر ودول الخليج على وجه التحديد، إعلان مقاطعة تركيا اقتصاديًا وسياسيًا، وسياحيًا، وتحذير كل العرب من السفر لتركيا، لأنها ليست آمنة، كما أنها توظف جرائم الخطف والاغتيال لصالح تحقيق أهدافها الإجرامية ضد الدول..!!
 
وأيضًا، لابد للدول العربية والخليجية المحورية، وعلى رأسها مصر والسعودية والإمارات العربية، إدراك أن تركيا وقطر وإيران بجانب جماعة الإخوان الإرهابية ورفاقها لن يتركوا مشروع التنوير وبناء الإنسان، يمر مرور الكرام، لأن المشروع يتصادم بعنف مع مشروعهم الظلامى، القائم على السمع والطاعة والقتل والتخريب..!!






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة