فى ذكرى ميلاده.. هل أحرق عبد الرحمن شكرى دواوينه حقا؟

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 08:00 م
فى ذكرى ميلاده.. هل أحرق عبد الرحمن شكرى دواوينه حقا؟ الشاعر عبد الرحمن شكرى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الشعراء الأكثر إحساسا بالواقع المؤلم، وهم أكثر الناس تأثرا بالأحداث، وأكثر البشر إحساسا بقبح الماضى وغموض المستقبل، وكثيرا منهم كانت نهايته مريرة بعدما امتلكه اليأس وسيطر عليه الاكتئاب، وكانت نهايته مسيرة حزينة أكثر درامية مما تناولوه فى أشعاره وقصصه.
 
واحد من هؤلاء الذين وجد اليأس له طريقا وتسلل التشاؤم إلى داخله، كان الشاعر الكبير عبد الرحمن شكرى، رغم مقاومته الشلل فى جانبه الأيمن، ورغم صعوبات المرض كى يتبعد الكتابة، لكنه أبى أن يترك محبوبته، وقرر تدريب ساعده الأيسر على الكتابة، لكن يبدو أن اليأس كان أقوى، والتشاؤم وجده هادئا فتسلل إليه ليكون صاحبة قبل رحيله.
 
وعبد الرحمن شكرى، والذى نحتفل اليوم بذكرى ميلاده الـ 132، هو شاعر مصرى من الرواد فى تاريخ الأدب العربى الحديث، فهو ثالث ثلاثة من أعمدة مدرسة الديوان التى وضعت مفهوماً جديداً للشعر فى أوائل القرن الميلادى الماضى، أما صاحباه فهما العقاد والمازنى، وما أكثر الدراسات عنهما وما أقلها عن شكرى.
 
لم يبق الكثير عن الشاعر الكبير، فرغم كل ما كتبه لكنه قرر التخلص من كل مؤلفاته، ولم يبق منها سوى ديوان واحد، وبعض الدراسات عنه.
 
بحسب دراسة بعنوان "التشاؤم عند عبد الرحمن شكرى" قدمتها الباحثة ثريا بنت بشير بن محمد الكعكى" قدمتها لحيازة درجة الماجستير بجامعة أم القرى بالمملكة العربية السعودية عام 2009، نقلت ما أشار إليه الدكتور شوقى ضيف، بأن شكرى كان متأثرا بالشعراء الرومانسيين، وانطباع شعره بالحزن والتشاؤم حيث يقول: إن أكثر النغم فى الديوان نغم الحب وهو حب محروم يائس وشجى ووراء هذا الحب تصور واسع لنفسه الشرية، وأحاسيسها إزاء الكون وهى أنغام استمدها مما قرأه فى الشعر الإنجليزى.
 
وتابعت الباحثة: إنه ورد عن أحد الباحثين أن الغرابة والجد فى شعر شكرى جعلت الجمهور يرفض معظم ما قدمه ويصدم ذوقه، ويعلل شوقى ضيف عدم إقبال الجمهور على أشعار شكرى، وبالتالى عدم فوزه بالهتافات، التى كان من قبله يحصل عليها مثل أحمد شوقى وحافظ إبراهيم، سببان هما: أن الجمهور لم يكن قد بلغ من النضج العقلى ما يمكنه من تذوق هذا النوع، وثانيها يرجع إلى أن شكرى لم يستطع أن يوازن بين الجديد وبين الصياغة القديمة كما وازن شعراء النهضة.
 
وجمع ما سبق أدى إلى تلك النزعة التشاؤمية لدى الشاعر، وانتهى الأمر به إلى اليأس المطلق، وحرق جميع ما لديه من نسخ ومؤلفات ودواوين وأصيب بضغط الدم ثم بالشلل فى شقه الأيمن سنة 1952، ويوم الاثنين 15 ديسمبر 1958 انتقل إلى ربه واستراح نهائيا منت ظلم الحياة ولؤمها، بحسب ما وصفت الباحثة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة