إسلام الغزولى

إصلاح العقول

الجمعة، 12 أكتوبر 2018 01:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ فترة أثير الحديث عن تكلفة الدعاية الحكومية على المستوى الداخلى والخارجى وما تم تناوله من أنها تعد من أكبر الميزانيات التى تتضاعف قيمتها فى الموازنة العامة للدولة كل عام خلال الخمس سنوات الماضية.
 
هناك العديد من المبررات والأسباب التى يمكن الارتكان إليها حول ضرورة أن تمتلك الدولة المصرية أداوت إعلامية قوية وفاعلة وقادرة على التواصل مع الجمهور العام على اتساع طبقاته واختلاف ثقافاته.
 
لكن هذه المرة استوقفتنى الحملة الدعائية التى صاحبت حملة مائة مليون صحة، التى هدفها الكشف عن مرضى السكر وفيروس سى، فى أكبر عملية مسح طبى فى تاريخ جمهورية مصر العربية بغرض الكشف عن هذه المراض والقضاء عليها مبكرا، وفى ذات الوقت تم تدشين حملة أخرى لمواجهة ظاهرة التنمر بين طلاب المدارس وتفعيل هذه الحملة من خلال ربطها بخط نجدة الطفل بالمجلس القومى للطفولة والأمومة، وقبلها كان هناك حملة تليفزيونية للترويج لبرنامج الإصلاح الاقتصادى، وأخرى للتعريف بخطوات إعادة توزيع الدعم على بطاقات التموين، ثم حمله عن الزيادة أسعار الوقود والمحروقات، ومن المعروف أنه سيتم تدشين حملة إعلامية للترويج لبرنامج إصلاح التعليم الذى يتم تطبيقه لأول مرة مع العام الدراسى الحالى.
 
ووفقا لكل تلك الحملات فإن التساءل الذى يفرض نفسه بطريقة ملحة، هل الحكومة تروج إعلاميا لكل أفكارها الإصلاحية الجديدة من باب الشفافية والتواصل مع الجمهور، أم أن الحكومة تحاول إقناع المواطن بالإصلاح.
 
وهذا هو الأمر الملفت فهل يعقل أن تقوم الحكومات بحملات إعلامية لإقناع المواطنين بأن الإصلاح فى مصلحته ومصلحة الأجيال القادمة، وهل يعقل أن يكون هناك تيار بين الشعب المصرى رافض للإصلاح والتجديد ومواجهة الفساد والبيروقراطية، إلى هذه الدرجة أصبح هناك تشوهات حادة فى الوعى الجمعى للشعب المصرى.
 
بعد مرور ثورتين متتاليتين على المصريين، كان وقودها الأساسى محاربة الفساد والقضاء على الفقر وتحقيق العدالة فى توزيع الثروات، والتى استشرت كنتيجة منطقية لضعف التعليم وانتشار الجهل والمقصود هنا ليس جهل القراءة والكتابة ولكن فقدان الوعى والإدراك وتصديق الشائعات والأكاذيب بالإضافة إلى نقص المرافق والخدمات وضعفها وانتشار البيئة العشوائية.
 
وعلى الرغم من ذلك، فلا يزال هناك بين المصريين من يرفض الإصلاح والتغيير ويدفع لأن يبقى الوضع على ما هو عليه.
 
إلى هذه الدرجة أصابنا التشوه واختلط علينا الصالح بالطالح، كنت أظن أن التشوه الذى تركه جماعات الإسلام السياسى أصاب فقط بعض الشباب وشوه لديهم أولويات الواجب نحو الدين والوطن، وفصلهم عن بعضهم البعض، واستغل ضعف معرفتهم بصحيح الدين لتشويه عقولهم ومنطقهم فى التفكير، كنت أدافع عن ضرورة المواجهة الثقافية لما تم نشره من أفكار خبيثة فى المجتمع المصرى، وكيف يجب أن نعود للهوية المصرية المتسامحة المتقبلة لكل اختلاف، تلك الثقافة التى انصهر فيها العرب والأوروبيين.
 
ولكن ما هو الحل أمام العقول الفاسدة التى تتبنى الفساد وتسعى للحفاظ عليه، وما تفسير وجود من يرفض الإصلاح ويرفض التغيير نحو الأفضل.
 
كيف نقى الأجيال القادمة شر هذه الفتن، كيف نسيطر على هذه الأفكار المشوهة حتى لا يتم نقلها للأجيال القادمة.
 
إن صناعة الأجيال القادرة على البناء تحتم علينا محاربة من يرفض البناء والتغيير.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة