حين تقرأ لقب "أقوى امرأة عربية" بالتأكيد ستخطر ببالك صورة امرأة مفتولة العضلات بجسم ضخم تشبه "البودى جارد"، وحين تعرف أنها فى الطريق إلى هذا اللقب جرت عربة وزنها 150 كجم فوقها رجل وفتاة لمسافة 25 مترًا، وحملت ثقل وزنه 160 كجم ستتوقع أن ترى امرأة خارقة ومن المستحيل أن تصدق أن تلك الفتاة التى ترتدى فستانًا ورديًا وتبتسم بخجل ورقة هى "مريم محمود" صاحبة لقب "أقوى امرأة عربية تحت 60 كجم" وأن وزنها يصل بالكاد 49 كيلوجرامًا، كما حصلت على المركز الثانى على مستوى جميع الأوزان فى المسابقة نفسها.
مريم خلال المسابقة
بشغف شديد تحكى مريم عن حبها لألعاب القوى وتقول لـ"اليوم السابع": "من صغرى كان حلم حياتى أدخل جيم وألمس الأثقال" وتضيف: مارست الرياضة منذ العاشرة، بدأت كالكثير من الفتيات بالكاراتيه الذى لعبته لمدة 3 سنوات ثم توقفت واتجهت إلى رفع الأثقال.
كانت مريم تشعر أن داخلها طاقة وقوة جذبتها إلى رفع الأثقال ولكن القدر لم يكتب لها الاستمرار فتقول: تعرضت لأكثر من إصابة ثم توقفت تمامًا حين اكتشف الأطباء بالصدفة أنى مصابة باعوجاج فى العمود الفقرى منذ الولادة ويجب أن أنسى تمامًا رفع الأثقال.
مريم فى الجيم
اضطرت "مريم" لهجر عالم رفع الأثقال بناء على تعليمات الأطباء بعد عام لتكتشف بعدها شغفها الأكبر فى مصارعة الذراعين وتقول: اتجهت لمصارعة الذراعين وفى وقت قصير حصلت على المراكز الأولى فى مختلف المسابقات، وشاركت فى بطولة العالم بعد 8 شهور فقط من بدء ممارسة اللعبة.
لم تتعلم مريم اللعبة على يد مدرب وإنما عن طريق "يوتيوب" فتقول: لم يكن لدى مدرب إنما كنت أشاهد يوتيوب وأدرب نفسى، ولم أجد مدرب لديه وقت وإيمان بى، ولذلك أعترف لا أجيد فنيات اللعبة بشكل كبير ولكن لدى قوة هى التى أهلتنى للاشتراك فى بطولة العالم واقتناص برونزية الناشئين.
مسابقة أقوى امرأة عربية
بعد تاريخ حافل بالبطولات فى مجال مصارعة الذراعين حصدت خلالها بطولة الجمهورية لأعوام 2016 و2017 و2018، والمركز الأول على مستوى أفريقيا والعرب لعام 2016 والمستوى الثالث على مستوى العالم للنائئين فى بلغاريا أضافت مريم لبطولاتها لقب "أقوى امرأة عربية تحت وزن 60 كجم".
وحصلت مريم على اللقب قبل أيام فى البطولة التى أقيمت فى لبنان فى نهاية شهر سبتمبر، حيث كانت المتنافسة المصرية الوحيدة بين 12 متسابقة. وتقول لـ"اليوم السابع": حين شاهدت المنافسين راودنى القلق لأنهن صاحبات أجسام ضخمة فقلت لأمى إننى لن أفوز فى المسابقة، ولكننى تقدمت مرحلة بعد أخرى.
المتسابقات الـ 12
أقيمت المسابقة تحت إشراف الاتحادين اللبنانى والعربى للتراث والرياضات التقليدية الشعبية، وتتضمن عدة مراحل بدأت بجر عربة لمسافة 25 مترًا ذهابًا و25 إيابًا بوزن 150 كيلوجرام يرقد فوقها رجل وفتاة، ثم رمى طابات مختلفة الأوزان إلى الخلف على ارتفاع 3.5 مترًا، وبلغ وزن إحداها 8 كيلوجرامات.
جر عربة 25 مترا
أما المرحلة الثالثة فهى حمل جزع شجرة بوزن 40 كيلو جرامًا وجرن بوزن 50 كيلوجرامًا ومحدلة بوزن 65 كيلوجرامًا. وفى المرحلة الرابعة تحمل ثقل بوزن 160 كيلوجرامًا.
مريم فى إحدى مراحل المسابقة
واجتازت مريم كل هذه المراحل رغم تحذيرات الأطباء لها من حمل أوزان ثقيلة، لكنها لم تتمكن من اجتياز المرحلة الخامسة وهى حمل ثقل بوزن 70 كيلوجرامًا ذهابًا وإيابًا.
الوجه الآخر لـ"أقوى امرأة عربية"
بعيدًا عن الرياضة ومصارعة الذراعين وحمل الأثقال ولقب "أقوى امرأة عربية" تعيش مريم كأى فتاة فى العشرين من عمرها، فهى طالبة فى الفرقة الثانية بكلية التربية الرياضية تعشق الفساتين وتقول "هى استايل الملابس الأقرب لقلبى لأن بها أنوثة"، وتعشق المكياج وتعترف أنه يأخذ النصيب الأكبر من نفقاتها.
مريم مع عدد من المتسابقات فى منافسة أقوى امرأة عربية
تؤمن "مريم" بالأبراج وتعتز بكونها من مواليد برج الميزان وترى أن أبرز صفاته الواضحة فيها هى العصبية والتردد والعفوية، أما على مستوى المشاعر فلا تعتبر نفسها "أقوى امرأة عربية" وتعترف أنها عاطفية جدًا يمكن أن تبكى إن رأت طفلاً صغيرًا أو قطة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة