على الرغم من وجود العديد من المؤشرات التى تعكس حالة الانهيار فى الاقتصاد الإيرانى، إلا أن الطماطم تبقى أحد أبرز العلامات الدالة على ارتباك الأسواق فى المرحلة الراهنة، حيث ظهرت مؤخرا حالة من الهلع لدى المواطنين الإيرانيين لشراء أنواع معينة من الصلصة وتخزينها فى المنازل خوفا من جراء احتمالات تلاشيها من الأسواق فى الأيام القادمة.
المصانع الإيرانية اعتمدت لسنوات طويلة على الكميات الكبيرة التى تحظى بها الحقول من الطماطم، إلا أن العقوبات التى فرضتها إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لعب دورا سلبيا على السوق المحلى، حيث كان انهيار قيمة الريال الإيرانى بأكثر من 70% خلال الأشهر الماضية دافعا لبعض المزارعين للاتجاه نحو تصدير غالبية الانتاج الزراعى من الطماطم للحصول على أكبر قدر من النقد الأجنبى وتحقيق مكاسب أكبر، وهو بالطبع ما أدى إلى حالة من الفوضى سادت الأسواق نتيجة النقص الكبير فى المعروض.
أحد العمال تقوم بترتيب منتجات الطماطم الإيرانية
وتظهر الفوضى بجلاء فى تعارض السياسات التى تتبناها كبرى المحلات، حيث أن بعضها قرر وضع حد أقصى للشراء فيما يتعلق بمنتجات الطماطم الإيرانية، بينما البعض الآخر ترك الأمر مفتوحا، وهو ما يعكس حالة الغموض التى تهيمن على مستقبل السوق فى المرحلة المقبلة.
الحكومة الإيرانية، من جانبها، سعت إلى احتواء الأوضاع من خلال حظر تصدير الطماطم، إلا أن القرار لم يجد استجابة كبيرة بين المزارعين الذين اتجهوا نحو تهريب محاصيلهم بطرق غير مشروعة للحصول على أكبر قدر من المكاسب، فى ظل حالة الانهيار الاقتصادى الذى تعيشه طهران فى المرحلة الراهنة.
الحكومة الإيرانية حاولت حظر تصدير الطماطم دون جدوى
ونقلت وكالة "رويترز"، فى نسختها الإنجليزية، عن رئيس نقابة صناعة التعليب فى العاصمة الإيرانية، قوله بإن الشاحنات المليئة بالطماطم مازالت تغادر البلاد خاصة إلى العراق، موضحا أن المزارعين يضعون مربعات من الطماطم الخضراء فى القمة، بينما يضعون الطماطم الطبيعية المحظور تصديرها فى القاع.
الصلصة الإيرانية تتواجد بوفرة فى أحد محلات النجف بالعراق
ولعل حالة الفوضى فى سوق الطماطم ومنتجاتها بإيران دليلا دامغا على تأثير العقوبات الأمريكية على طهران، على خلفية الانسحاب الأمريكى من الاتفاقية النووية الإيرانية، حيث لم يعد يقتصر الضغط الأمريكى على مجرد النظام الحاكم، ولكنه امتد إلى المواطن الإيرانى، وهو ما قد يراه البعض محاولة أمريكية لتأجيج الغضب المتأجج أصلا فى الشارع الإيرانى بفضل تردى الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى القيود الكبيرة التى تضعها الحكومة الإيرانية على المواطنين.
وتعد اللافتات التى تكسو بعض المتاجر للحد من شراء الإيرانيين لمنتجات الصلصة دليلا، والتى تضع حدا أقصى للشراء بعلبتين فقط للعميل، بالإضافة إلى تضاعف أسعارها، دليلا دامغا على نقص المعروض، فى الوقت الذى تتواجد فيه الصلصة الإيرانية بوفرة فى المتاجر العراقية.
الطماطم الخضراء وسيلة خداع المصدرين لحملات التفتيش الإيرانية
وعلى الرغم من القرارات الحكومية بمنع التجار من رفع أسعار الطماطم، ومنتجاتها، لتقويض محاولات البعض بالتلاعب فى الأسعار، نجد أن قطاع كبير من التجار يردون على هذه القرارات بعدم البيع على الإطلاق، خاصة وأن التخزين ربما يحقق مكاسب أكبر مع امتداد تأثير العقوبات المفروضة على طهران.
منتجات الطماطم قد تسبب فوضى فى الأسواق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة