أكرم القصاص - علا الشافعي

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1947.. أحمد السكرى لحسن البنا ردا على فصله من الجماعة: «أذكرك بما وصلت إليه أسهم الإخوان من انحطاط»

الخميس، 11 أكتوبر 2018 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 11 أكتوبر 1947.. أحمد السكرى لحسن البنا ردا على فصله من الجماعة: «أذكرك بما وصلت إليه أسهم الإخوان من انحطاط» حسن البنا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أرسل حسن البنا، المرشد العام لجماعة الإخوان، خطابا إلى رفيق رحلته أحمد السكرى، الذى يعده البعض المؤسس الفعلى لجماعة الإخوان.. كان الخطاب فى أول أكتوبر 1947، وحسب الوثائق المنشورة فى كتاب «الإخوان المسلمين - قراءة فى الملفات السرية» للدكتور عبدالرحيم على، نص الخطاب: «نظرا لظروفكم الصحية وظروفكم الخاصة الشخصية كذلك، وبناء على تفويض الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين، رأيت إعفاءكم من عضوية الجماعة، متمنيا لكم كل صحة وعافية وقوة فى الصحة والبدن وخير فى الدنيا والآخرة، وسأظل لكم إلى الأبد الصديق الوفى والأخ المخلص».
أرسل «البنا» مع «خطاب الفصل»، خطابا آخر شخصيا، يوضح فيه للسكرى أسباب فصله، ويطالبه بأن يتقدم هو باستقالته، وإن لم يفعل فسيسرى قرار الفصل، ويكشف الخطابان عما يدور خلف الستار داخل الجماعة، ويؤكد أن نهج التضليل والكذب والانتهازية أصيل فيها، حسبما يشهد رد «السكرى» على «البنا»، المنشور بصحيفة «صوت الأمة» 11 أكتوبر، مثل هذا اليوم 1947».
 
يبدأ السكرى: «لا أكتمك الحق يا أخى ما كنت لأتصور يوما أن يبلغ بك الأمر، فيطاوعك قلبك وضميرك، وتطاوعك هذه العاطفة التى دامت بيننا سبعة وعشرين عاما كانت المثل الأعلى لوفاء المحبين وإخلاص المؤمنين.. أردت أن تبطش بأخيك الذى عاش معك أكثر من ربع قرن من الزمان.. عرفك بالمحمودية يافعا لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرك وكان هو فى سن العشرين، واستعان بك أول الأمر فى الدعوة المباركة، حتى إذا ما صلب عودك وأتممت دراستك وزاولت عملك بالإسماعيلية وأنشأت بها شعبة أخرى، وفتح لكما القلوب وتعددت فروع الجماعة، آثرك على نفسه، وبايعك على الرياسة وطلب إلى الناس أن يبايعوك حتى ارتفع نجمك».
 
تكشف هذه المقدمة عن حقائق، يرصدها اللواء فؤاد علام فى مذكراته «الإخوان وأنا» وهى: «مؤسس الجماعة الحقيقى هو أحمد السكرى سنة 1920 فى«المحمودية» بمحافظة «البحيرة» مسقط رأسه، وكان معه حامد عسكرية وعلى عبيد.. وبحكم زمالة حسن البنا لعلى عبيد دعاه الأخير لمشاركتهم فى اجتماعات الشعبة، التى انضم إليها كثير من أبناء المحمودية، وعين «السكرى» رئيسا للشعبة وحسن البنا مساعدا»، والحقيقة الثانية: «كان «البنا» عمره 14 سنة والسكرى 20 سنة، وتكونت بينهما صداقة قوية، وكان السكرى وراء استكمال البنا لدراسته، حيث اعتزم الأخير على التوقف عن الدراسة فى المرحلة الأولى، وأقنعه السكرى بالاستمرار حتى دخل كلية دار العلوم».. الحقيقة الثالثة: «بعد أن أتم البنا دراسته تم تعيينه مدرسا إلزاميا بمدينة الإسماعيلية، وحشد عددا كبيرا من عمال القناة الذين كانوا يعملون بالمعسكرات البريطانية، وأسس معهم أول فرع لشعبة الإخوان فى المدينة سنة 1928، ونشط بعد ذلك وأنشأ فروعا للجماعة فى بعض المدن، إلى أن انتقل للقاهرة سنة 1932، ومع عمق العلاقة بالسكرى ظلا يجوبان مصر لإقناع الناس بدخول الجماعة، وعندما أثيرت فكرة البيعة وتعيين مرشد فضل السكرى البنا على نفسه، وقدمه للناس، وطالبهم بمبايعته مرشدا، وعين السكرى وكيلا».
 
مضت العلاقة بين الاثنين ورغم قوتها، فإن الأسباب الحقيقية لفصل «السكرى» متعددة منها، خلافه وآخرين من قيادة الجماعة مع عبدالحكيم عابدين صهر البنا، الذى قرر مكتب الإرشاد فصله بأغلبية ثمانية من تسعة، وثار البنا على هذا القرار، ولم ينفذه، أما قرار فصل السكرى فذكر البنا أسبابه، وكشفها السكرى فى مقاله يوم «11 أكتوبر» وهى: «أننا اختلفنا فى أسلوب التفكير وتقديم الظروف والأشخاص والأحوال.. واختلفنا فى وسائل العمل.. واختلفنا فى الشعور نحو الأشخاص».. وبعد أن يفند السكرى هذه الأسباب، يكشف عن «أسباب الخلاف الحقيقية»: «لا تبالى بصيحات الأحرار، بل عملت على إقصائهم الواحد تلو الآخر، ولم تبال كذلك بما نسب من المسائل الخلقية إلى بعض من صدرتهم للقيادة والإرشاد، بعد أن ثبت ما ثبت، واعترفت أنت بما وقع «فى إشارة إلى عبدالحكيم عابدين».. ولم تكن المسائل الخلقية وحدها بيت الداء، بل وجدت الدسائس والفتن الداخلية والدعايات الباطلة ضد الأحرار، وارتباك النظم وفساد الإدارة مرتعا خصبا داخل صفوفها، فإذا ما أضفنا إليها أمرين رئيسيين، استطعنا أن ندرك سر ما وصلنا إليه من تدهور واضطراب، لا يخفيه هذا الطبل الأجوف والدعايات الفارغة التى تمتلئ بها الجريدة «جريدة الإخوان» كل يوم».
 
يضيف السكرى: «الأمران هما، دخول بعض العناصر الانتهازية المأجورة فى صفوفنا بإيعاز من رجال السياسة وتدخل سادتهم فى شؤوننا، وتضحيتك بأغلى رجال الدعوة فى سبيل رضاهم، والإغراق فى السياسة الحزبية مما جعلنا موضع مساومة الجميع، ولا أظننى فى حاجة إلى أن أذكرك ولو على سبيل الإيجاز بما وصلت إليه أسهم الإخوان، من الانحطاط عقب تولى «صدقى باشا» الحكم، بسبب تغلب هذه العناصر النفعية عليك فى مهادنته ومسايرته.. سارت الأمور من سيئ إلى أسوأ، حتى اكتشفت عن طريق المصادفة لاتصالاتك ببعض الشخصيات الأجنبية والمصرية، وهالنى ماحدثنى عنه أحدهم يوم7 فبراير سنة1947».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة