أسدل أمس الأثنين الستار على أسماء الفائزين بجائزة ساويرس الثقافية لعام 2017، خلال حفل مؤسسة ساويرس للتنمية بالمسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية.
وأعلن أعضاء لجان التحكيم لأفرع المجالات الفائزة بالجائزة هذا العام، عن حيثيات فوز كل عمل بالجائزة.
وتشكلت لجنة جائزة الرواية فرع كبار الأدباء من القاص سعيد الكفراوى والدكتور أحمد عبد الحميد والكاتب محمد شمروخ والدكتور محمود الضبع والكاتب ياسر عبد الحافظ، وكانت حيثيات اللجنة للأعمال الفائزة كالتألى:
رواية "العشب" للكاتب سعد عبد الفتاح
"العشب" تمثل مغامرة فنية فى اختيار سياق زمانى ومكانى غريب على الرواية المصرية المعاصرة بوصفه موضوعا للتخييل السردى: السودان فى نهاية ستينيات القرن الماضى. والهجرة إلى التاريخ هنا لا تسعى لإثارة أسئلة بالمسكوت عنه تاريخيا، أو لطرح إشكاليات الهوية من منظور مغاير، أو ربما لإعادة الاعتبار لأقليات وثقافات همشها التيار المصرى الرئيسيى، بل تخوض المغامرة طلبا للذتها الخالصة، وتسعى لإعادة اكتشاف الإنسانى العام فى المحلى الخاص.
رواية "بولو" للكاتب يوسف رخا
تحتفل الرواية بالمغامرة السردية التى يلهث القارئ متتبعا إياها، بين لغة تجريبية تتأبى على التصنيف السهل، تقفز بين الفصحى المعاصرة والفصحى الممزوجة بالعامية، وخيال سردى لا يأبه بتابوهات الجنس والجسد، يستدعى المكبوت السادى والمازوخى ويحيله لحما ودما على الورق، وبناء يتعالى على الفكرة التقليدية عن الحبكة، ويستبدلها بحبكات "انشطارية" صغيرة ما أن يستغرق القارئ فى تتبع الإيهام إزاها حتى تفاجئه، وتفجعه، سوها على إيقاع السرد اللاهث.
بينما لجنة التحكيم الرواية (فرع شباب الأدباء) والقصة القصيرة تضم كلا من نبيل عبد الفتاح، والكاتب الروائى عادل عصمت، والكاتب الصحفى على عطا، والدكتور محمد سليم شوشة، والكاتب الصحفى محمد شعير. وكانت حيثيات اللجنة للأعمال الفائزة كالتألى:
رواية "أنثى موازية" على سيد
تتسم الرواية بعدة أبعاد جمالية ناتجة عن لغتها وإحكامها، وتماسك عالمها، وكذلك اقتصاد لغتها وابتعادها عن الترهال أو الزيادات غير الموظفة، فكل مركب أو عنصر فى بنيتها له وظيفته ودوره الفنى، وتتم بقدر كبير من العقوية ومقاربة الواقع بقدر كبير من الاختلاف فى الرؤية فيتجاوز مجرد نقل الأحداث اليومية أو المعتادة إلى نوع من التدقيق فى الاختيار والانتقاء من هذا الواقع حتى يخدم نصه الأدبى فقط.
رواية "فى غرفة العنكبوت" محمد عبد النبى
تمثل الرواية خالة خاصة، وتقارب عالما يتسم بالغموض النفسى وقد ركز الكاتب على الغوص فى نفوص الشخصيات وبخاصة البطل، ولم يقتصر على المقارنة النفسية المنغقلة على ذاتها بل ارتبطت قصة البطل بالعالم الخارجى وتماست مع قضايا الهوية الجنسية والتباسها وحدود علاقة وغيرها من المسائل الإطارية أو السيوسيولجية والثقافية والدينية وغيرها من المسائل النابعة من الإطار الاجتماعى الذى أحاط بهذه الحال الملتبسة التى تطرحها الرواية، كما أن هذا الربط بين الخاص والعام صنع قدرا من التوتر الدرامى وخلق نوعا من الصراع الذى جعل الرواية على قدر كبير من التشويق.
"حكايات الحسن والحزن" للكاتب أحمد شوقى على
العمل يتجاوز السردية ومجرد البوح أو الإخبار إلى شكل فنى فيه قدر كبير من السيطرة على عناصر الحكاية والإحاطة بها بشكل جيد وعرضها وفق كيفيات سردية فيها قدر كبير من التنوع والمرونة. تحضر فى هذه الرواية أجواء صعيد مصر بطريقة مباشرة وخالية من الزخارف، واستخدام الكاتب تقنيات متعددة وحافظ برهافة على إيقاع العمل وتداخل عوالمه.
"مقام غيابك" للكاتب مينا هانى
لغة سردية على قدر كبير من الشعرية والرقى الأدبى، تطرح عالما متكاملا ومكثفا برغم تنوعه وتعدد شخوصه، الرواية تتسم بقدر من الدفء والحميمية والقدرة على الاتصال العميق مع مشاعر القارئ وإيهامه بحقيقة هذا العالم وفرضه عليه. الرواية إجمالا تعد تصا ثريا بالدلالات والقيم الجمالية، قارب عدة قيم مثل الحب العذرى والصداقة وجماليات الفقد والألم وشعريتهما.
المجموعة القصصية "كشك الأورام" سعيد نوح
فانتازيا تصل حد الواقعية: ملائة تتحدث، وشموس تتواطأ ليحيط ضياؤها، وخيول مرسومة فى اللوحات تراقب المشاعر الإنسانية، ويختلط ذلك جميعا بشخصيات الواقع التى تئن بالشكوى من حياتاها المستلبة والمقهورة، تتجاور وتتحاور العوالم وتستعرض تفاصيلها فى دهشة وطرافة، ليصبح الحكى مركزا لتقويض سلطى الواقع التقليدية، وفتح أفق الدلالات لعوالم أرحب، تبنى المجموعة على خيال متوحش ينبع من استغلال كل إمكانية لتنشيط التخييل السردى: من تفجير الاستعارات الميتة، وتراسل الحواس، والكتابة، واجتراح المقدس بجرأة شاعرة.
المجموعة القصصية "فى بيت مصاص دماء" سمر نور
مرارة ذات نسوية مغتربة فى عالم ضاغط لا تفجع القارئ كمن يتجرع كأسا من السم دفعة واحدة، بل هى مرارة مقطرة، صفاها الخيال النزق، وتجسدت عبر حس تراجيدى ناعس يتخلى عن أى نبرة خطابية.
المجموعة القصصية "خط انتخار" أمير زكى
مجموعة تجريبية لغة وموضوعا وبناء، لكنه التجريب الواعىى بما سبقه، بلا قطيعة معرفية مع ما مضى. لسنا أمام حكايات أو سرد بلا هدف، وإنما بوعى فلسفى عميق واطلاع على تجارب اخرى. 12 قصة تحمل رؤية الإنسان فى المجتمع الحديث، الإنسان الفرد الوحيد المنعزل عن العالم غير المكترث، او اللامنتمى، العاجز عن فهم سر الوجود أو الحياة، يطرح اسئلته لا اسئلة الآخرين، كاتب يمتلك صوته الخاص كاشفا عن الحيرة، ليس فقط حيرته الشخصية بقدر ما هى حيرتنا جميعا. فى المجموعة خيال متجاوز، ونهايات تفتح النص على قراءات عديدة يبنى على الثابت والمتكرر، منشغلا بالإنسانى فى اتساعه ليكون خطابه قابلا للقراءة فى ثقافات أخرى.
المجموعة القصصية موسم الهجرة لأركيديا" محمد علاء الدين
تتميز المجموعة بالإحكام فى البنية، وسلاسة اللغة وملكة السرد، فى المجموعة طاقات سردية كبيرة تأتى من الترابط والانتقال السلس والمعلومات التى يقدما السرد فى درجة دقيقة من الإيقاع غير المفتعل بما يسهم بسرد فنى ينجسم معه المتلقى ويندمج فيه. تعتمد حبكة القصص على تفاصيل صغيرة، وهو ما أعطى النص حيوية، ومنح فرصة لأن يظهر الحدث الكبير من خلال التفاصيل، نظهر أحداث ثورة 25 يناير فى عملين يستخدم فيهما الكاتب تفاصيل صغيرى تمنح الشخصيات حيويتها، وتحررها من النماذج المنسوجة والحكى الاعتيادى".
أما لجنة تحكيم أفضل نص مسرحى فضمت كلا من الدكتور مصطفى رياض، والدكتورة إيمان عز الدين، والمخرج المسرحى خالد جلال، والدكتورة داليا الشيال، والمخرج ناصر عبد المنعم. وكانت حيثيات فوز الأعمال كالتألى:
النص المسرحى "الساعة الأخيرة من حياة الكولونيل" تأليف عيسى جمال الدين
"المسرحية تجسد الدقائق الأخيرة التى سبقت وفاة الكولونيل المنقاعد توماس ويلسون، قائد عملية إلقاء القنبلة الذرية الأولى على مدينة هيروشيما اليابانية التى خلفت وراءها مقتل عشرات الآلاف من البشر ودمارا هائلا لم يسبق له مثيل فى تاريخ الحروب. ولا يقتصر الحدث الدرامى على الساعة الأخيرة من حياة الكولونيل وحدها وأنما تعرض منذ بدايتها مشاهد تسجيلية من الحرب العالمية الثانية ومشاهد تمثلية من حياة الكولونيل منذ صباه إلى شبابه الذى شهد منافسة بينه وطيار أمريكى من أصل إفريقى اختير ليكون ثانى من يلقى بقنبلة ذرية على ناجاساكى، مما يثرى العرض ويدعو المخرج إلى إبداعات بصريةوسمعية وحركية تتراوح بين الماضى والحاضر.
النص المسرحى "كان يا مانيكان" تأليف تامر عبد الحميد
"كان يا مانيكان" مسرحية تتسم بالخيال الخصب والابتكار والجدة، حيث تتصارع مجموعة من الماتيكانات بعد أن دبت فيها الحياة مع البشر فى صراع يكشف ما يعترى المجتمع من نقائص ورذائل بل وجرائم، والمسرحية مكتوبة بلغة عامية سلسة لا تخلو من فكاهة وطرافة.
النص المسرحة "فردة حذاء واحدة تسع الجميع" تأليف ياسمين إمام
النص هو إعادة كتابة لحكاية من عالم الخيال وهى حكاية سندريلا وتبرع المؤلفة فى إعادة صياغة شخصيات الحكاية الأصلية لتقدم لنا شخصيات تعانى من نقائص شخصية لا تأخذها الحكاية الأصلية فى الحسبان. ويحسب للمؤلفة إضافتها لشخصيات من العامة أسهمت فى إثراء النقد الاجتماعى بل والسياسى فى محيط الاحداث.
بينما تشكلت لجنة التحكيم من الدكتور هيثم الحاج على، والدكتور سيد ضيف الله، والدكتور عبد الناصر هلال، والدكتورة فاطمة قنديل والدكتورة هالة فؤاد. وأعلنوا عن حيثيات فوز الأعمال فرع النقد الأدبى وكانت:
كتاب "المواطنة فى الرواية المصرية: إدوار الخراط نموذجا" الدكتور محمود أحمد عبد الله
يتسم العمل بالرصانة باحتوائه على دراسة جادة متفردة وتحليل واف مستفيض لظاهرة المواطنة فى روايات أدوار الخراط، حيث قدم الكتاب إجابات عن مجموعة من الأهداف، مثل التعرف على البنية السردية والدلالية لأعمال إدوار الخراط والوقوف على مفهوم المواطنة فى إطار دراسة النص الروائى عند إدوار الخراط من حيث تكوينه والمؤثرات التى تلافحت فى إنتاجه، كما وقف كتاب على صلة مفهوم المواطنة عند إدوار ببنية المجتمع وتحولاته".
كتاب "العائش فى السرد" الدكتور رضا عطية إسكندر
تأتى أهمية هذا الكتاب فى انحيازه إلى إجراءات قرائية دون الوقوع أو الاستسلام لمناهج السرد التقليدية، فقدم تصورا قرائيا للتحليل السردى لمنتوج نجيب محفوظ واختار المعطيات السردية المخاتلة التى تتوزع بين المقطوعة السردية الصغيرة والمتوالية أو الجدارية السردية الكبرى، ومن خصوصية هذا الكتاب وتفرده تنواله لظاهرة "سرديات الاحلام" التى تؤكد أمن الكتاب قراءة أخرى فى سرديات نجيب محفوظ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة