تأتى زيارة رئيس اريتريا أسياس أفورقى إلى القاهرة، فى إطار التنسيق والتشاور بين مصر ودول القارة السمراء، وعودة مصر للعب دورها الريادى فى إفريقيا، وهو ما يؤكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى مع المسئولين وفى المحافل الدولية.
ووصل رئيس إريتريا اليوم فى زيارة تستغرق يومين يرافقه وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الإرترى عثمان صالح، ويمانى جبر آب المستشار السياسى للرئيس.
وقالت مصادر مطلعة إن لقاء الرئيس الإريترى مع كبار المسئولين فى مصر يتناول مستجدات الأوضاع فى منطقة القرن الإفريقى وتطورات القضايا الإقليمية والدولية المشتركة، لاسيما فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، بما يحقق السلم والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
و تشهد المباحثات بين البلدين بحث تعزيز التعاون الثنائى فى القطاعات المختلفة، ومنها الزراعة واستغلال الثروات الحيوانية والسمكية والبنية التحتية والتجارة والثقافة والتعليم والصحة، والجهود المصرية للإسهام فى تحقيق التنمية فى الدول الأفريقية، والتى تجلى أحد مظاهرها فى إنشاء الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية التى بدأت فى مباشرة عملها منذ يوليو 2014.
وذكر السفير بسام راضي أن المباحثات تطرقت إلى سُبل تعزيز العلاقات المصرية الإريترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.
كما شهد اللقاء تباحثاً حول المستجدات والتطورات الإقليمية، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن سعياً لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وخاصةً في ضوء أهمية منطقة القرن الأفريقي ودور إريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.
وأضاف المُتحدث الرسمى، أن الرئيس الإريترى أكد اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تاريخية ممتدة وتعاون استراتيجي، مشيداً بدور مصر الريادي بالمنطقة وحرصها على تحقيق التنمية والأمن والاستقرار بالقارة الأفريقية.
كما أكد الرئيس أفورقى تطلع أريتريا لتكثيف التعاون الثنائى مع مصر في مختلف المجالات بما يحقق مصلحة الشعبين الشقيقين، والعمل على تفعيل المشروعات المشتركة بين البلدين بالقطاعات المتنوعة.
وأعرب الرئيس الإريترى عن تقدير بلاده لما تقدمه مصر من دعم فنى وبرامج لبناء القدرات، فضلاً عن التعاون القائم في إطار المحافل الدولية، مشيراً إلى ما يعكسه ذلك من عمق العلاقات بين الجانبين.
كما أكد الرئيس أفورقى حرص إريتريا على تكثيف التشاور والتنسيق مع مصر حول مختلف القضايا والتطورات الإقليمية والدولية والعمل على مواجهة التحديات القائمة.
وذكر السفير بسام راضى أن المباحثات تطرقت إلى سُبل تعزيز العلاقات المصرية الإريترية في مختلف المجالات التنموية والأمنية، حيث تم الاتفاق على تبادل زيارات الوفود بهدف تفعيل أطر التعاون القائمة وتنفيذ المشروعات المشتركة.
كما شهد اللقاء تباحثاً حول المستجدات والتطورات الإقليمية، حيث اتفق الجانبان على الاستمرار في التنسيق المكثف بينهما إزاء كافة الموضوعات المتعلقة بالوضع الإقليمي الراهن سعياً لتدعيم الأمن والاستقرار بالمنطقة، وخاصةً فى ضوء أهمية منطقة القرن الافريقى ودور اريتريا بها وما لذلك من انعكاسات على أمن البحر الأحمر ومنطقة باب المندب.
وتعد زيارة الرئيس أسياس أفورقى لمصر هى الرابعة منذ تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى الحكم فى 2014، حيث جرت آخر زيارة إلى القاهرة فى نوفمبر 2016، حيث يشير المراقبون إلى أن العلاقة بين مصر وإريتريا تاريخية ومن أكثر العلاقات تميزًا، فيمكن وصفها بالعلاقات الأخوية المبنية على الاحترام المتبادل، و ترتبط الدولتان بعلاقات قوية عبر بعض الآليات التى تضمهما ودول أخرى، ومن تلك الآليات الكوميسا ومبادرة حوض النيل، وهناك أيضاً مساحة واسعة من التعاون والتفاهم الإستراتيجى لوجود مشتركات فى الأمن القومى لكلا الدولتين، فضلاً عن أمن وسلامة البحر الأحمر الذى يواجه عدة تحديات.
ويؤكد اللواء حاتم باشات عضو لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، أن اللقاءات بين الرئيس المصرى ونظيره الإريترى، تتسم بأهمية خاصة فهى دولة محورية فى أزمة حوض النيل وشاهداً على العلاقات المصرية الاثيوبية ودول حوض النيل، مشيراً إلى أن إريتريا شريك أساسى فى مكافحة الإرهاب وداعمة للموقف المصرى وعلاقاتنا معها متميزة و متنامية معها، وتحتاج إلى المزيد من التنامى فى الفترة القادمة .
وأضاف باشات فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع": هناك تطابق فى وجهات النظر بين مصر وإريتريا و من المهم أن نرتقى بالعلاقات الثنائية مع أسمرة فى هذه الفترة لأسباب عديدة أهمها أمن البحر الأحمر الذى يحتاج إلى دعم وتنسيق فهناك زيارات تتم فى المنطقة سواء لقوى حليفة أو لقوى الشر و التنسيق مهم ومطلوب.
وأكد باشات أن الرئيس الإريترى كان له مواقف داعمة للتحركات السياسية و الدبلوماسية المصرية فى المنطقة وبصفة خاصة ما يتصل بحوض النيل وفى أغلب المحافل كان تواجد إريتريا بجانب مصر.
وكان لمصر اهتمام ملحوظ بالقضية الإريترية بدءا من الأربعينيات فى القرن الماضى وتبلور ذلك فى اتخاذ القاهرة مقرا لتأسيس جبهة التحرير الإريترية فى يوليو 1960، ومن قبل كانت قد افتتحت إذاعة لقادة الثورة عام 1954 بالقاهرة لتكون منبرا لإثارة الروح الوطنية بين الإريتريين، وبعد انطلاق الثورة كانت مصر من أوائل البلدان التى ساندتها وقدمت لها مختلف أنواع الدعم السياسى والمادى والتعليمي حيث قدمت القاهرة وإلى الآن العديد من المنح الدراسية والجامعية للإريتريين المتواجدين واللاجئين على أرض مصر.
كما أيدت مصر فى منتصف السبعينيات فكرة الحكم الذاتي فى إطار اتحاد فيدرإلى مع إثيوبيا وفى 1991 رحبت مصر بإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين ليكون هناك قناة شرعية بين القاهرة وأسمره.
كما كان للدبلوماسية المصرية دور بارز عندما نشأ النزاع بين إريتريا وإثيوبيا (1998-2000) فقد سعت مصر حثيثا فى جهود السلام بين البلدين وحرصت على وحدة الصف الأفريقى انطلاقا من أن مصر هى رئيس منظمة الوحدة الأفريقية آنذاك.
و اتسمت العلاقات المصرية الإريترية بدرجة عالية من التميز على مر التاريخ، وبدأ ذلك من ما قبل استقلال إريتريا عام 1991، حيث جاءت التحركات المصرية لتعكس اعترافاً بإريتريا ككيان منفصل عن الكيان الإثيوبى آنذاك، الأمر الذى عكسه، تكوين كيان طلابى إريترى بالقاهرة عام 1955 تحت اسم (الجمعية الخيرية لأبناء إريتريا، و إنشاء النادى الإريترى بالقاهرة عام 1964، والمنح الدراسية التى قدمتها وزارة التعليم العالى المصرية للطلاب الإريتريين منفصلة عن الطلاب الأثيوبيين قبل عام 1993، وعقب استقلال إريتريا فى 24 مايو 1991 كانت مصر من أولى الدول التى أقامت علاقات سياسية ودبلوماسية مع إريتريا حيث قامت بفتح سفارة فى نفس عام الاستفتاء على الاستقلال 1993.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة