فى التاريخ حكايات وأساطير، عن الملوك والحكام وحكاياتهم، بعضها يدونها التاريخ ويحفظها التسجيل الرسمى، وبعضها يبقى روايات شعبية، يختلف البعض عليها وعلى مدى مصداقيتها.
ومن بين الحكايات فى تاريخ مصر، نذكر الخديوى توفيق الابن الأكبر للخديوى إسماعيل بن إبراهيم باشا بن محمد على، من شفق هانم وهى جارية كان يمتلكها إسماعيل ولم يعترف بها زوجة شرعية إلا عند الاحتفال بقناة السويس، وحول علاقة الابن بأبيه، وهل هى متوترة منذ البداية، أم أن العرش من أجبر إسماعيل على تركه زاد من الجفاء الذى كان بينهما وأدى للغضاضة التى ذكرها التاريخ عند موت "توفيق".
إسماعيل وابنه توفيق
وتمر اليوم الذكرى الـ126 على رحيل الخديوى توفيق، إذ رحل فى 7 يناير عام 1892 عن عمر ناهز حينها 40 عاما.
ويروى الكاتب الصحفى سعيد الشحات فى موسوعته التاريخية "ذات يوم (المجلد الأول)"، تفاصيل الوفاة وكيف استقبل والده "إسماعيل"، خبر وفاة ابنه، واستعان الكاتب بمقتطفات من كتاب "ليبراليون وشموليون وقصة الديمقراطية الحزبية"، للكاتب محمد عودى، إن عندما واقعة وفاة توفيق وقعت قصره بحلوان، نتيجة حالة تسمم، وكان "إسماعيل" حينها فى منفاه فى تركيا حيث عاش بعد عزله من منصبه، واستقبل الخبر ببرود وصمت.
الخديوى إسماعيل فى آواخر أيامه
الدكتورة زبيدة عطا الله، أستاذ التاريخ، وعميد كلية الآداب جامعة حلوان سابقًا، قالت إن العلاقة كانت متوترة بين توفيق ووالده إسماعيل، كونه أكبر أبنائه، ورأى كيف تعامل والده مع أمه، بجانب تعدد زوجاته، فتأثر الابن من معاملة والده، وكان يراها غير مريحة.
زبيدة عطا الله
وأضافت "عطا الله" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن اختلاف الشخصيات بين الخديوى الأب وابنه، كانت متباينة للغاية، خاصة أن "إسماعيل" كان رجلا مثقفا وكان مهتما بنهضة مصر، وربما أثر ذلك بشكل على عدم الاهتمام بأولاده ورعايتهم بالشكل الذى ينتظره الأبناء من الأب.
الخديوى إسماعيل كان يصف ابنه توفيق، قائلا "أمير يحمل نفسية العبد ويفتقر إلى العقل والقلب والشجاعة، وكان يتآمر مع القناصل ضدى، رغم أننى امتهنت نفسى وركعت تحت أقدام السلطان العثمانى وملأت جيوبه بالذهب لكى أغير قانون الوراثة ويصبح "توفيق" خديوى من بعدى".
الخديوى توفيق
الجملة السابقة ربما تتفق مع ما صرح به المؤرخ الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، أن إسماعيل كان يحمل غضاضه ضد ابنه توفيق، لتسببه فى عزله، كما أنه استجاب للتدخل الأجنبى فى شئون البلاد، وقام بتعيين وزراء أجانب بريطانيين وفرنسيين فى الوزارات العامة، ولم يتدخل.
عاصم الدسوقى
وحول جذور التوتر بين الأب وابنه، أكد أنها لأسباب عائلية، بسبب والدته شفق هانم الجارية عند إسماعيل.
أما الدكتور محمد عفيفى، أستاذ التاريخ الحديث، بجامعة القاهرة، يرى أن المشاعر لدى الحكام والملوك تكون مختلفة عن العامة، موضحا "الحكام مش بيحبوا ويكرهوا.. بيحبوا الكرسى ويزعلوا من اللى يشيلهم من عليه".
محمد عفيفى
وأضاف "عفيفى"، أن إسماعيل أجبر على ترك العرش لابنه توفيق، وفرض عليه العزلة والمنفى، وبالتاكيد كان حزينا لذلك، مشيرا إلى أن الاحتلال الإنجليزى لمصر أزمة سوف تظل تلاحق توفيق على مر العصور.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة