يحتفل الشعب الإسبانى اليوم بعيد "قدوم الملوك المجوس" وهو تقليد متوارث يتزامن مع أعياد الميلاد وحلول العام الجديد، ويأتى ملوك المجوس الثلاثة إلى إسبانيا هذا العام عبر السفن والمروحيات والقطارات ، وهم يحملون هدايا تذكارية ، وحلوى خالية من الجولتين ، وأيضا عدد من الكيلوجرامات من اليوسفى.
وأشارت صحيفة "لابانجورديا" الإسبانية إلى أن 18 ألف شخص فى ملعب هيليودورو رودريجيز فى تينيريفى ، ومنهم آلاف الاطفال ينتظرون مجئ الملوك المجوس الثلاثة للحصول على الهدايا.
وأوضحت الصحيفة أن فى بعض المناطق قام ملوك المجوس الثلاثة بزيارة الأطفال المرضى فى المستشفيات والمنازل، وذلك فى محاولة لإسعادهم فى هذا العيد ، وتقديم لهم الهدايا والحلوى.
الملوك المجوس الثلاثة
وتحتفل إسبانيا سنويا فى ليلة 6 يناير بعيد الملوك المجوس الذين يعتقد أنهم شاهدوا نجمة فى الشرق تبشر بميلاد السيد المسيح المخلص، وقاموا بتتبعها حتى وصلوا إلى مدينة بيت لحم حيث قدموا له الهدايا من الذهب والبخور والمر.
ويعتبر ملوك المجوس أو (الملوك السحرة) الثلاثة وهم جاسبار، وبلتسار، وميلتشور المعادل الموضوعى لشخصية سانتا كلوز بالنسبة لأطفال أوروبا وأمريكا، وينتظر الأطفال الإسبان قدومهم بكل شغف لكى يحصلوا على الهدية التى تترك لهم فى شرفة المنزل.
ويقول المؤرخون أنه لم يثبت تاريخيا الوجود الحقيقى لملوك المجوس، وأنهم قد يكونوا مجرد رموز خيالية، ولكن عميقة الدلالة والأثر.
ودرس الباحثون اليونانيون واللاتينين والمسلمون هذه الأسطورة بعناية فائقة، واتفقوا على أهميتها وأبعادها الإجتماعية والسياسية، إلا أنها لا تخرج عن كونها خرافة.
ولم يجزم الباحثون بوجود أدلة تاريخية ثابتة عن هوية ملوك المجوس وما إذا كانوا ثلاثة أو أربعة أشخاص أو أكثر من ذلك بكثير.
الأطفال فى إسبانيا يحتفلون بعيد المجوس الثلاثة
وتقضى الأسطورة بأن ملوك المجوس تنبأوا بأن المسيح هو منقذ ومخلص الأمة، حيث يولد فى كل قرن شخص قادر على تغيير العالم وحل مشاكله، كما أن الأسطورة تحمل عدة أبعاد اجتماعية لقصة ملوك المجوس، والتى تتلخص فى "اجتماع ثلاثة ملوك ينتمون لثلاث قارات مختلفة: هى أوروبا وآسيا وأفريقيا، التى كانت تمثل العالم القديم، كما ينتمون إلى أعراق وأجناس مختلفة، وتتفاوت أعمارهم بين الشباب والنضج والشيخوخة، كما تختلف اوضاعهم الاجتماعية بين الثراء والغنى والوضع الميسور ماديا، ولكن رغم هذه الاختلافات اجتمعوا جميعا على حب المسيح.
وجرت العادة أن تصطحب العائلة أطفالها لاستقبال ملوك الشرق فى الخامس من يناير، حسب مواعيد تعدها وتنظمها بلدية كل مدينة، وتستقبل الأسر هؤلاء الملوك بكل حفاوة، ضمن مظاهر البهجة والسرور فى موكب مهيب، بمصاحبة حشد من الفرق الموسيقية والغنائية.
ملوك المجوس يحتفلون مع أحد الأطفال فى مستشفى سور ماريا لودوفايكا
وفى اليوم التالى، ينهض الطفل صباحا من نومه ليتجه نحو شجرة عيد الميلاد فى المنزل، ويبحث عن هدية تحتها، وفى العادة، فإن الأسرة تعد هذه الهدية ثم تقول للطفل بأن الملوك المجوس قد زاروا البيت وتركوا له هذه الهدية لأن سلوكه كان جيدا هذا العام.
الملوك المجوس الثلاثة يحتفلون مع الاطفال مرضى السرطان فى اسبانيا
الملوك المجوس الثلاثة يزورن احدى مستشفيات الاطفال فى اسبانيا
عيد المجوس الثلاثة فى إسبانيا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة