صور.. تاريخ 89 عاما "ف الزبالة".. قصة ردم أقدم ترعة للصرف الصحى بمصر.. أنشأها الإنجليز عام 1929 بطول 5.5 كم لصرف مياه الأمطار والفيضانات.. والزمن يجعلها أكبر بؤرة تلوث بيئى.. وحياة 3 ملايين مواطن مهددة بالأمراض

مهندس عادل حسن رئيس قطاع المشروعات: أنشأنا 3 مشروعات من أجل ردمها والجيش تسلم الموقع لتنفيذ محور مرورى يخدم المنطقة بالكامل
 

89 عاما مرت على تنفيذ أكبر ترعة لصرف مياه صرف صحى العامة بها ، التى سميت بترعة الطوارئ، حيث أسسها الإنجليز عام 1929 بهدف صرف مياه الأمطار والسيول بها نتيجة لعدم قدرة شبكة الصرف الصحى آنذاك على استيعاب كميات المياه الزائدة فى حال سقوط أمطار فى شوارع العاصمة.

تحول ترعة الطوارئ لأكبر مصدر تلوث فى العاصمة

ومع مرور الوقت أصبحت هذه الترعة هى المصدر الرئيسى لصرف مياه الصرف الصحى بها من منطقة عين شمس، وأصبحت تمثل أكبر بؤرة تلوث بيئى فى القاهرة بالكامل، وتهدد حياة أكثر من 3 ملايين مواطن يقطنون فى منطقة السلام وعين شمس وحديقة بدر.

5.5

ويصل طول الترعة حوالى 5.5 كيلو متر وبعرض 30 مترا، وهى عبارة عن ترعتين مجاورتين، كانت شركة صرف صحى القاهرة تتولى أعمال التطهير للترعة بشكل مستمر حتى تستوعب أكبر كمية مياه يتم صرفها بها، ولكن الأهالى كانوا يعتادون على إلقاء القمامة والقاذورات بها، وهو ما أدى الى تحول هذه الترعة إلى مقلب للقمامة، بالإضافة إلى مياه الصرف، والتى كانت تهدد حياة المواطنين ونقل الأمراض.

الإنجليز هم من أنشئوا ترعه الطوارئ

المهندس عادل حسن، رئيس قطاع المشروعات بشركة صرف صحى القاهرة، يروى قصة الترعة التى أصبحت أكبر مصدر تلوث بيئى فى مصر، لافتا إلى أن الإنجليز هم الذين قرروا إنشاءها فى عام 1929 وذلك لصرف مياه الأمطار والفيضانات بها، ولذلك سميت ترعة الطوارئ.

وأضاف المهندس عادل حسن، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" أن ترعة الطوارئ عبارة عن ترعتين، بطول 5.5 كيلو متر، وبعرض 30 مترا، وهى تقع خلف حديقة بدر، وتبدأ من سنترال النزهة خلف حديقة بدر حتى الطريق الدائرى وهى موازية لطريق جسر السويس.

ترعه الطوارئ تهدد حياه أكثر من 3 ملايين مواطن

وأوضح أن الترعة كان يتم صرف مياه الصرف الناتجة عن مناطق "النزهة ومدينة السلام وعين شمس"، وفى نفس الوقت كانت تمثل بؤرة تلوث لسكان هذه المناطق الذين يتخطوا الـ3 ملايين مواطن، مشيرا إلى أن دور الشركة كان يقتصر على عملية التطهير فقط، بعد قيام الأهالى بإلقاء القمامة والقاذورات بها وتحولها لمقلب قمامة.

ردم ترعة الطوارئ يتكلف 450 مليون جنيه

وكشف رئيس قطاع المشروعات بشركة صرف صحى القاهرة، أن ردم الترعة كلف الشركة نحو 450 مليون جنيه تمثلت فى إنشاء 3 مشروعات، وهى نفق موازى لترعة الطوارئ بقطر 3.25 متر مربع،  بتكلفة 70 مليون جنيه، بالإضافة لإنشاء محطة صرف حلزونية فى نهاية الترعة بطاقة إنتاجية تصل لمليون متر مكعب بتكلفة 75 مليون، كما تم إنشاء نفقين قطر الواحد منهم يصل لـ2.25 متر مربع ويمتد من أمام المحطة الحلزونية وحتى محطة صرف البركة بطول 3.5 كيلو بتكلفة وصلت لـ 300 مليون جنيه.

وأكد أنه تم غلق الترعة بعد ردمها وتوصيل الخطوط بالمحطات والمشروعات الجديدة.

وفى سياق متصل قال المهندس منصور بدوى، رئيس شركة الصرف الصحى بالقاهرة الكبرى، أنه تم الانتهاء من تحويل خط طرد محطة عين شمس إلى المحطة الجديدة بكوبرى 3 السلام أسفل الطريق الدائرى، مضيفا أن الشركة انتهت من توصيل الخط للمحطة الرئيسيّة، وبهذا تكون قضت على أكبر بؤرة تلوث بيئى بالقاهرة، موضحا أنه بمقتضى الخط الجديد سيتم ردم ترعة الطوارئ خلف حديقة بدر، التى كانت تُستخدم لصرف مياه الصرف الصحى بها منذ أكثر من 50 سنة، وكانت تمثل بؤرة تلوث بيئى للمنطقة بالكامل.

وأشار رئيس شركة الصرف الصحى بالقاهرة، إلى أن تكلفة الخط الرئيسى والخطوط الفرعية وصلت لـ450 مليون جنيه، لافتا إلى أنه تم تسليم منطقة ترعة الطوارئ للقوات المسلحة، لإنشاء محور مرورى مهم موازٍ لجسرالسويس، بطول 5.% كيلو متر وعرض 46 مترا، إذ يبدأ من سنترال النزهة حتى الطريق الدائرى، وذلك لربط المنطقة بطريق بلبيس والدائرى، مؤكدا أن الطاقة الإنتاجية لمحطة السلام 3 تصل لمليون متر مكعب فى اليوم.

فى سياق آخر، قال المهندس منصور بدوى، إن الشركة استردت ما يقرب من 2500 متر مربع كان عدد من الأشخاص قد تعدوا عليها ووضعوا معدات ولوادر وكراكات وسيارات نقل ثقيلة فيها، متابعا: "بالتنسيق مع مركز شرطة السلام، جرى تنظيم حملة موسعة لاسترداد الأرض، وسيتم تأمين الموقع من خلال إقامة سور وتعيين حراسة"، مؤكدا أن التعدى على حرم المحطة أو خطوط الصرف الصحى يضر بالصالح العام، وأول من يتضرر هم سكان المنطقة نفسها، لأن هذا التعدى يعيق عمليات الصيانة والتطهير.