سيقان النحل عادة ما تكون مكسوة بمسحوق رحيق الأزهار، ولكن خلال فصلى الخريف والشتاء رجعت نحلات للخلية وقد غطت سيقانها سوائل من محلول سكرى وبقايا تمر وضعه مربو النحل ليوفرون تغذية بديلة للأزهار الطبيعية .
حسب القوانين المتعارف عليها فى معظم الدول فإن عسل النحل يجب أن يشتمل على مكون واحد فقط لاغير، هو رحيق صاف يخرج من بطون النحل.
يقول المهندس رضا حسن مدير قسم النحل والحرير بمديرية الزراعة بمدينة الإسماعيلية،" تغير لون العسل دليل على الغش فى السلعة أما العسل الصافى الحقيقى فتتدرج ألوانه ما بين الأبيض والبنى.
يعتمد رضا حسن على كميات من التمر الطرى لتغذية قفران النحل بتمر طرى أو محلول سكرى كبديل عن خروج النحل للبحث عن الأزهار الطبيعية فى موسم الشتاء .
يشبه حسن وجود التمر كمادة سكرية طبيعية بوجود موجة برد شديدة تهاجم المدينة ولا يوجد خزين كاف فى الثلاجة يضطر الإنسان للخروج للبحث عن الطعام، الموقف متشابه مع النحل ولكن الاختلاف يأتى مع إمكانية تعرض الخلايا للتجمد إذا تعرضت لموجة برد شديدة.
دائما ما يفضل عسل الرحيق على قصب السكر لأن الأول يسهل تفكيك مكوناته وتحويله إلى طعام، ولكن خلال فترات الجفاف أو حين تندر الأزهار فإن كل شىء جائز لسد الرمق بالنسبة للنحل.
وتقول المهندس ابتسام الغزالى المتخصصة فى إنتاج عسل النحل، " يبحث النحل يوميا عن الرحيق وإذا ما توقفت الإمدادات الطبيعية يلجأ إلى مصدر أى سكر، ولذلك تجد مربى النحل يتنقلون بخلاياهم لحدائق الزهور بعيدا عن مدنهم أو يوفروا مناطق للظهور فى حدائق منازلهم .
وتضيف ابتسام، "تربية النحل فى الحدائق المنزلية أمر مفيد لتوفير عسل مضمون ".
وطالب رئيس قسم النحل بمديرية الزراعة، وضع دراسات حول المناخ وتأثيره على النحل لأن التغير المناخى وانخفاض درجات الحرارة تتسبب فى ارتفاع نسبة فقد النحل وهو ما يهدد إنتاج جيل جديد من النحل المنتج للعسل.
ويقول المهندس رضا حسن "تربية النحل من أجل العسل تحتاج إلى رعاية فى فترة الشتاء خاصة مع التقلبات الجوية ولذلك يكشف عن وضعية الخلايا كل أسبوعين، فتعرض الخلايا للبرودة أو رياح الشتاء يجعلها عرضة للتجمد أو طيران النحل بعيدا عن خلاياه بفعل الرياح.
يستطيع النحل الطيران فى دائرة نصف قطرها خمسة كيلو مترات بحثا عن الأزهار لجمع الرحيق وتلقيح الأشجار قبل أن يعود للخلية لإفراز العسل.
فى فترات الربيع والصيف وبداية الخريف، يعتمد النحل على أزهار الموالح والبرسيم وأشجار الكافور عباد الشمس ونخيل البلح، ولكن مع الخريف والشتاء تقل نسبة الأزهار لذلك يعتمد مربو النحل على التغذية الذاتية للخلايا كى لا يضطر النحل للخروج للبحث عن الزهور .
ويشرح رضا كيفية توفير غذاء بروتين سكرى للنحل من خلال تمر طرى داخل الخلايا أو محلول سكرى بإذابة 2 كيلو سكر فى لتر من الماء لتوفير مصدر للسكر للنحل كمصدر تغذية فى غياب الأزهار.
ويقول" المحلول السكرى مفيد للنحل الذى يحوله إلى عسل، ولكن هناك من يغش العسل بعد تصفيته بإضافة المحلول السكرى بعد مرحلة الفرز.
ويشرح بأن أجود أنواع العسل هو ما يصل لمرحلة التجمد خلال تخزينه وما يبقى سائلا أو يرسب سكريات به يكون قليل الكثافة أو مخلوط بالسكر .
تختلف ألوان العسل بحسب موسم الزهور التى يتغذى عليها النحل وأشهر الأنواع المعروفة فى مواسم الموالح والبرسيم والعسل الجبلى ولكل زهرة لونها الخاص بالتدريج بين اللون الأبيض وحتى درجات اللون البنى، ويقوم النحل بتخزين العسل فى عيون الشمع السداسية بالخلايا ويختم عليه بأغطية شمعية، ويلجأ إليه النحل لتغذيته عند تعذر الحصول على رحيق الأزهار، كما هو الحال فى فصل الشتاء.
يلجأ مربو النحل إلى وضع شبكات من الشمع الجاف لتوفير الوقت على النحل الذى يفرز شمعه الخاص ليقوم النحل لتكوين العيون السداسية قبل تجميع العسل بها ترك خلال لتترك النحلة الملكة بويضاتها ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة