مجلس حكماء المسلمين: من أهم أسباب التطرف عدم ترتيب البيت المسلم

الأربعاء، 31 يناير 2018 09:12 م
مجلس حكماء المسلمين: من أهم أسباب التطرف عدم ترتيب البيت المسلم جانب من الندوة
كتب لؤى على تصوير خالد كامل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
في إطار سلسلة الندوات والفعاليات التي يحتضنها جناح الأزهر الشريف في معرِض القاهرة الدولي للكتاب، نظم مجلس حكماء المسلمين، اليوم الأربعاء، ندوة تحت عنوان" التطرف.. أنواعه وآثاره وكيفية معالجته"، حاضر فيها: الدكتور أحمد بن عبدالعزيز، مدير إدارة الإفتاء بدبي، عضو مجلس حكماء المسلمين، والدكتورة كلثم المهيري، الأستاذ بمعهد دراسات العالم الإسلامي في جامعة زايد بالإمارات، عضو مجلس حكماء المسلمين..  وأدار الندوة السيد عبد الله فدعق، بالمكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين.
 
وفي بداية الندوة.. قال السيد عبدالله فدعق إن المقصود بالتطرف هو الأفكار الشاذة غير المبررة التي تجاوزت حد الاعتدال، وخرجت عن القواعد والقيم وتبنت المعايير الشاذة، مبينًا أن من أهم أسباب التطرف عدم ترتيب البيت المسلم، مما أسهم في تكوين أفكار مشوشة وملوثة لدى الجيل الحالي، كما يعد الحرمان الاقتصادي والإقصاء والانتقاء والتهميش والفصل بين أفراد المجتمع من أبرز العوامل المؤدية للتطرف.
 
ودعا فدعق إلى وجوب مكافحة محاولات تفكيك النسيج الوطني، وغرس قيم تقبل الاختلاف وتعزيز قيم التسامح والحوار ورفض التمييز وتأجيج الكراهية، وعدم الاستسلام للتحديات الصعبة الناتجة عن ظاهرة التطرف.
 
وأضاف أن المقصود بالتطرف هو الأفكار الشاذة غير المبررة، التي تجاوزت حد الاعتدال، وخرجت عن القواعد، والقيم، وتبنت المعايير الشاذة والمختلفة،ومن أبرز المظاهر المقيتة له هي التعصب الذي يتجمد فيه المرء عند رأيه، ويحاول أن يثبت فيه لنفسه ما ينفيه عن غيره، وأن هذا الأمر يزداد فُحشه عندما يفرض صاحب الرأي رأيه بعصاه الغليظة.
 
وتابع: ولا يخفى عن الجميع أحد أهم الأسباب المؤدية إلى التطرف وهي عدم ترتيب البيت المسلم، مما أسهم في أن تكون أفكار الجيل الحالي مشوشة إن لم تكن ملوثة، لذلك لم يعد عند الشباب القدرة الكافية على التمييز ين الصادقين والكاذبين، أو المخلصين والخائنين، بل إنهم افتقدوا الارتباط بكثير مما لو عضوا عليه بالنواجذ، لعاشوا في سلام، مع أنفسهم، ومع الآخرين.
 
كما أن أبرز العوامل التي تؤدي إليه الحرمان الاقتصادي، والإقصاء، والانتقاء، والتهميش، والفصل بين أفراد المجتمع، مع التفكيك القسري للمؤسسات الاجتماعية والثقافية  والتشدد، والغلو، والعنف، وسوء الظن، واستباحة الأنفس.
 
وأشار الي أن التطرف ينتج لوثة التكفير، وفوضى التفسيق والتبديع، وممارسة الوصاية على عقول الناس، والجناية على الدين باسم الدين كما هو مشاهد ومسموع.
 
إن الساحة المحلية والخارجية تضج من الآراء الشاذة، والفتاوى الغريبة، والأفكار العجيبة، والمكائد، والكمائن، والناتج الطبيعي لهذا كله إن لم يتم تداركه هو المزيد من الإثارة، المبنية على أساس أن الكراهية واجبة على المخالف، ومعلوم أن الكراهية تعقبها الفوضى، والفوضى وراءها الندامة.
 
وأضاف بالرغم من أن التحديات صعبة إلا أن التشاؤم مرفوض، وسرعة تدارك الخلافات، ومحاصرة نيرانها، ومكافحة محاولات تفكيك النسيج الوطني، من آكد الأمور؛ فهناك قيم كثيرة يمكن أن يتفق عليها الناس، وهذه المتفق عليها لا بد من التعاهد على احترامها.
 
ولعل من أفضل طرق معالجة التطرف تبني الدرجة الدنيا من المسامحة، وأعني بذلك عدم التضجر ممن يخالفنا، وهذا لا يمكن تخيله دون السماح للمخالف بالمخالفة الموزونة.
 
كما ينبغي أن نقدم نماذج متطورة لتعزيز قيم الإسلام الحقيقية، المبنية على التسامح والحوار، وعدم السماح بالتمييز والتصنيف، أو ازدراء الآخرين، أو تأجيج الكراهية بين الناس؛ مع دعم المخلصين والرافضين لهذا الفكر ودعمهم لتقديم الحلول العلمية والإعلامية لتصويب الأفكار الخاطئة،وتفعيل مركز اعتدال لمكافحة التطرف والذي قام بتدشينه خادم الحرمين حفظه الله.
 
ولا بد من أن يعي المتصدرون للعلم؛ الشرعي قبل غيره دورهم، وأن كلماتهم لها تأثير، وأن الموضوعية مطلوبة، خصوصا وأن الظروف الحالية بالغة الدقة، كما أن على كل متصدر أن يعتني كل الاعتناء بفهم الواقع المعاش، وعليه أن يكلف نفسه التعرف على ملامح المستقبل، لأن المخزون القديم الموجود في الصدور والسطور وإن كان جميلا، إلا أن إمكانية تنزيله على الواقع هي المعيار في أخذه ورده.
 
ويشارك الأزهر الشريف – للعام الثاني على التوالي - بجناحٍ خاص به في معرض القاهرة الدولي للكتاب؛ وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي الراشد الذي تبناه طيلة أكثر من ألف عام.

 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة