صرخة فى معرض القاهرة للكتاب.. تشكيليون: الأعمال الفنية بالبنوك لا ترقى لـ"الميكروباصات".. ولوحات الفنانين "تحت السرير".. ومدرس التربية الفنية لا يخلق مبدعين.. وعلى الدولة استغلال رؤية الفنان فى المدن الجديدة

الأربعاء، 31 يناير 2018 06:41 م
صرخة فى معرض القاهرة للكتاب.. تشكيليون: الأعمال الفنية بالبنوك لا ترقى لـ"الميكروباصات".. ولوحات الفنانين "تحت السرير".. ومدرس التربية الفنية لا يخلق مبدعين.. وعلى الدولة استغلال رؤية الفنان فى المدن الجديدة  جانب من الندوة
كتبت بسنت جميل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شهدت الندوة التى عقدت حول الفن التشكيلى والقوى الناعمة، فى معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ49، مساء اليوم الأربعاء، عددًا من الرسائل شديدة اللهجة التى تنتقد أداء وزارة الثقافة فى الفترة الأخيرة.
 
 وتحدث فى ندوة الفن التشكيلى والقوى الناعمة كل من الفنان الدكتور أحمد نوار، والفنان الناقد عز الدين نجيب، وإبراهيم حنيطر، الذى أدار الجلسة، بقاعة عبد الرحمن الشرقاوى وكان من المقرر أن يحضر الفنان التشكيلى محمد عبلة لكنه اعتذر.
 
وقال إبراهيم حنيطر، إنه من المؤسف جدًا أن اللوحات التى يتم عرضها فى البنوك، لا ترتقى لوضعها على "الميكروباصات"، على الرغم من أن مكاسبها تقدر بالمليارات، والأعمال الفنية الحقيقة تحت "سرير" الفنانين.
   
WhatsApp Image 2018-01-31 at 5.29.59 PM
 
وقال أحمد نوار، إن الفن التشكيلى فى مصر بخير على مدى أكثر من قرن حتى الآن، فالفن التشكيلى هو نقل خلاصة الحضارة الإنسانية فى التاريخ عقب الأجيال المتعاقبة من خلال الجداريات والمخطوطات وفن النحت والخزف والتصوير، فهو تراث إنسانى ليس له حدود. 
 
 وأوضح أحمد نوار، أنه ضد شعارات كثيرة لأن أغلبيتها تأتى بسرعة وتتلاشى بسرعة أيضًا، مضيفًا أننا إذا نظرنا ضد الفن وتأثيره على المجتمع، لذا سوف نرى أزمة كبيرة وسبب هذه الأزمة ليس الفنان التشكيلى لأنه لا يزال ينتج رغم الأزمات، مضيفًا أن الأزمات تتلخص فى إدارة الفنون التشكيلية على مستوى قطاعات وزارة الثقافة منها الهيئة العامة لقصور الثقافة، وقطاع الفنون التشكيلية ووزارة الثقافة نفسها التى تولى فيها 11 وزيرًا على مدى 7 سنوات، أما الشق الثانى فهو عدم احترام الثوابت فى قطاع الفنون التشكيلية والهيئة العامة للقصور التى يتغير رؤساء قطاعاتها كل فترة  فكل رئيس يضع خطة ثم تتلاشى بتغير رئيس جديد. 
 
 كما تابع أحمد نوار، أن الشق الآخر الذى يسبب أزمة هو الإعلام فى مصر الذى يتجاهل الفن التشكيلى، فالإعلام دائما يسلط الضوء على الرياضة والسينما والمسرح والموسيقى فهذا شىء رائع لكن الإعلام دائما  يتجاهل الفن التشكلى وهذا شىء مؤسف للغاية  وبمثابة سقطة. 
 
 وأضاف أحمد نوار، أنه من حق 100 مليون شخص، أن يتمتعوا بمشاهدة الفن التشكيلى، فعلى سبيل المثال عندما نضع شعار القوى الناعمة كيف؟!  فكيف لمواطن فى سيوة أو حلايب وشلاتين أوفى الصحراء الغريبة أن يشاهد أعمال الفن التشكيلى وكيف يتعرف على الفن التشكيلى مع بيئته، لافتًا إلى أن الدكتور ثروت عكاشة، وزير الثقافة الأسبق قدم خدمة ثقافية للمواطن المصرى على مستوى محافظة الجمهورية، وقام بتثقيف المواطن المصرى بشكل طبيعى وإيجابى، فالثقافة قادرة على مواجهة الخطط المتطرفة. 
 
 ووجه أحمد نوار، رسائل لوزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبد الدايم، قائلاً: أين أتوبيس الفن الجميل؟ الذى كان يذهب من مدارس القرى إلى القاهرة من خلال برنامج زيارة بعض المتاحف ومنطقة الأهرام وعمل ورشة فنية وثقافية،  فهذا الأتوبيس قدم، من قبل، ما يقرب من 500 أو 600 رحلة بدءًا من جميع المحافظات حتى أنه وصل إلى حلايب وشلاتين لماذا توقف هذا المشروع التنموى؟ مضيفًا أنه توقع بأن يزيد عدد هذه الأتوبيسات، وتابع "نوار" أن مشكلتنا فى المجتمع أنه لا توجد رقابة ولا دعم للمشروعات الحقيقة المهمة التى تصل إلى فئات الشعب. 
 
WhatsApp Image 2018-01-31 at 5.30.01 PM
 
 وتابع أحمد نوار، أنه قدم مشروعًا خاصًا به أثناء توليه رئاسة قصور الثقافة، وهى إنشاء مكتبة بكل مقهى، وهى مكتبة بسيطة تضم مجموعة من الأرفف عليها مختلف الكتب الثقافة فى بعض القرى، لكن هذا المشروع لم يستمر أيضًا.   
 
ولفت أحمد نوار، إلى أن الشق الأخير وهو كيفية تفعيل الفن التشكيلى كقوى ناعمة فى وزارة تربية والتعليم، فمعظم مدارس مصر خاصة فى المحافظات لا توجد تخصص ساعات للتربية الفنية، مضيفًا أنه لا يوجد مدرس يصلح لتدريس الفن، لأن فاقد الشىء لا يعطيه، فكتب التربية الفنية بها أخطاء إملائية ومطبوعة بشكل سيئ، فكيف تعلم دائرة الألوان وبالكتاب ليس به دائرة لون.
 
ومن جانبه، قال الناقد التشكيلى عز الدين نجيب، إن ثروت عكاشة على مدار 7 سنوات تمكن من تغيير السائد الثقافى عامة والفن التشكيلى خاصة أنه لابد أن نعرف نجاحنا سابقا وفشلنا الآن، وعلينا أن نبدأ من  نقطة الارتكاز باعتبار أن الفن عملية مزدوجة من مرسل إلى مستقبل. 
 
 وأضاف عز الدين نجيب، أن فترة حكم عبد الناصر، كان  النظر فيها إلى الثقافة ضرورة  للتنمية، فالثقافة ليست واجهة اجتماعية، بل كان هناك اهتمام حقيقى بالثقافة.
 
 وتابع عز الدين نجيب: "إننا نعيش الآن حالة من التجريف الثقافى، فللأسف لا نملك مجلة تناقش الفن التشكيلى وكانت لدينا مجلة الخيال لكنها ماتت فى ظروف غامضة، والمتاحف  الفنية  مغلقة منذ 7 سنوات، فمتحف الفن الحديث مفتوحة فيه صالة صغيرة بها أعمال فنية قليلة يجلس فيها أفراد الأمن، أما الدور الثانى فمغلق وباقية الأعمال الضخمة الكبيرة فى المخازن عليها كتلة من الرطوبة وقس على ذلك متاحف أخرى مثل محمود خليل وحرمه"
 
وتابع عز الدين نجيب: "علينا الاعتراف بالثقافة وبأهمية المثقف فى بناء التنمية، مضيفا أننا استبشارنا خيرًا بالنهضة العمرانية التى أحدثها الرئيس عبد الفتاح السيسى، حيث قدم لنا مدنا هائلة ومشروع نصف مليون ومليون فدان، لكن للأسف لم تتم دعوة أى فنان للمشاركة فى هذه المشروعات من خلال تقديم لوحاته أو من خلال عرض نصب تذكارى فى أى من الحدائق الجديدة".
 
 وتذكر عز الدين نجيب، أن الفنان الكبير جمال السجينى صمم نصبًا تذكاريًا عن الفلاح المصرى بمناسبة قناة السويس ولم ينتبه إليه أحد،  وظل النصب فى منزله ثم قام بإلقائه فى النيل لعدم اهتمام الدولة به، فنحن للأسف لا يوجد لدينا إحساس بالجمال. 
 
وتابع عز الدين نجيب، أن نقابة التشكيليين بها 16 ألف عضو ومع ذلك لم يتم اكتمال النصاب القانونى لانتخابات التشكيليين منذ 7 سنوات، كما أن معاش النقابة هو 75 جنيهًا فقط ولم يصل للفنانين أصلا، لافتا إلى أن حال الفن التشكيلى مأساوى وبطولته بدون تراجيديا. 
 
 وأكد عز الدين نجيب، أن الفنان التشكيلى يشرف بلده فى أى مكان ، وفى ظاهرة الأسواق الفنية تباع لوحات محمود سعيد وعبد الهادى الجزار وراغب عياد بملايين الدولارات.
 
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة