خالد صلاح يكتب: «السيسى» حين يقول: «أنا مش سياسى»!

الأربعاء، 31 يناير 2018 07:21 م
خالد صلاح يكتب: «السيسى» حين يقول: «أنا مش سياسى»! الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 
الرئيس السيسى في افتتاح حقل ظهر
 
أولا: مبروك علينا حقل ظهر، لعل الله قد اطلع على أهل مصر فخفف عنهم جزاء ما صبروا، ثم لعل الله ينعم علينا بمزيد من ثمار هذا الصبر، فيطعم أهلنا من جوع، ويُؤَمن بلادنا من أى خوف. اللهم آمين.
 
أما بعد..
سيخوض بعض السفهاء من الناس فى تفسيرات ملتوية لمقاصد الكلمات التى قالها الرئيس السيسى فى هذا اللقاء، سفهاء قد يقلقهم ما قاله صانع القرار بتحذيراته المتكررة لمن يتصور أنه يستطيع المساس بأمن مصر، ستنطلق التفسيرات الخبيثة، وستخرج اللجان الإلكترونية تعيث ضلالا بين الناس، وسيتحرك على الفور الضباط الأتراك والقطريون من مقر المخابرات فى البلدين لتوجيه عملائهم فى قنوات الشرق ومكملين وشبكة التلفزيون العربى للانحراف بالكلام عن مواضعه، وفى تقديرى سيكون الأمر مختلفا هذه المرة، إذ إن الخوف سيضرب تلك القلوب بقوة، ولن يصمد وجدانهم الرخو أمام المعانى الراسخة التى قالها الرئيس، وأيا ما كانت قدرتهم على الكذب، فإن الكذب لن يخفى أبدا الخوف الذى أثق فى أنه يتسلل إلى شرايينهم اليوم، خوفاً نستطيع أن نشم رائحته ونحن هنا فى القاهرة.
 
قال الرئيس: «أنا مش سياسى»، وهى كلمة سيكون صداها لدى المصريين مختلفا تماما عن معناها لدى ضباط المخابرات فى معسكرات العدو، وعناصر الإرهاب والتخريب فى بلدان العدو، هنا فى مصر، تعنى هذه الكلمة «أنا مش سياسى» ببساطة أنه لا يعرف «تلحين الكلام، ولا الوعود الفارغة، ولا الصفقات السرية، ولا الحلول الوسط، ولا الأكل على كل الموائد، ولا البحث عن أصوات انتخابية بأساليب رخيصة، ولا يواجه خصومه بالضرب تحت الحزام»، هنا فى مصر تعنى هذه الكلمة أنه ليس من النوع الذى تعلو عنده مصلحته الشخصية على مصلحة البلد كشأن كل السياسيين، لكنه من النوع الذى يشعر «بالتزام وتكليف وتفويض» من شعب كامل «لجندى واحد» لقيادة الأمة نحو الاستقرار.
 
المصريون يعرفون أن السياسة لوثت القلوب والعقول، وربما قرأت أنت ما كتبته هنا بالأمس، حول ذاكرتنا مع السياسيين بعد الثورة، كيف خدعوا الناس وخدعوا أنفسهم وضللوا الأمة، وصولا إلى نقطة انهيار شاملة، ومن ثم فإن معنى كلمة «أنا مش سياسى» أن إحساس الرجل بدوره هو إحساس الجندى المكلف، لا إحساس السياسى الذى يبحث عن توازنات تحقق مصالحه أو مصالح جماعته الحزبية من هذه العينة التى كانت على استعداد لتفرط فى أمن البلد وتمنحها سهلة لجماعة إرهابية مقابل بعض المناصب وحفنة من المقاعد وكثير من الدولارات القطرية.
 
أما بالنسبة لمعسكر العدو فإن كلمة «أنا مش سياسى» تعنى ما هو أكبر من ذلك، أن الرجل لن يراهن قبل أن يضرب بعنف كل من يحاول اللعب بنفس الطريقة التى جرت قبل سبع سنوات، نفس الطريقة التى قادت البلد إلى الانهيار، واستخدمت الشعارات الحالمة، لتضرب بها بالأساس أحلام الشعب، استخدمت كلمات الحق وأرادت بها الباطل، ولعبت بممارسات سياسية ظاهرها الرحمة، وباطنها من قبلها العذاب.
 
«أنا مش سياسى»، تعنى أن هذا الأمر لن يتكرر أبدا، تعنى كذلك أن الرجل لن يتردد فى استخدام كل الوسائل الممكنة للحفاظ على أمن مصر حتى لو انقلبت عليه نيويورك تايمز وواشنطن بوست، وأجهزة الاستخبارات والكونجرس والبرلمانات العالمية، هذا الرجل ليس من العينة التى ترهبه كلمة «NOW MEANS NOW»، «الآن يعنى الآن» التى قالتها هيلارى من قبل، هذه الكلمات ترعب السياسيين، لكنها لا تؤثر فى عزائم الجنود الذين يعرفون أنهم فى مهمة إنقاذ وطنية استثنائية، وليسوا فى مهمة سياسية بتوازنات مع أمم العالم القوية، إنه يعرف معنى أن يحافظ على أمن مصر، هذه الأشباح التى ترعب السياسيين ليست فى قائمة المخاوف لدى رئيس يقول عن نفسه «أنا مش سياسى»، أى ببساطة أنه لا يخاف من هذا الذى يخيف السياسيين، هذه الأمور تخيفكم أنتم، لكن الرجل يعلن أنه لا يخشى إلا الله، ولن يسمح بسقوط مصر كما جرى من قبل.
 
هذه الكلمة ستدخل تاريخ المفردات والأدبيات فى حكم مصر، المواطنون مثلى الذين لا شأن لهم فى صراعات السلطة سيحبون الكلمة، ويعتبرونها بردا وسلاما وأمانا على ديارهم، أما السياسيون الذين يحبون أنفسهم أكثر، فسيسعون لاستخدامها فى تضليل الناس، لكن الخوف سيضرب أحشاءهم حتى تنكسر الخطط الماكرة لإسقاط البلد، الخوف سيمنعهم من التمادى فى المكر، لأنهم يتعاملون ببساطة مع «جندى» مش مع «سياسى».
 
كلمة مهمة فى توقيت مهم، وإذا كنت من الذين يؤمنون بالديمقراطية والحريات والعمل السياسى، فأريد أن أطمئنك من قلبى، أن وجود رجل «مش سياسى» هى أفضل طريقة لرسم قواعد عادلة فى المستقبل للعبة الديمقراطية للسياسيين، أى أن الرجل الذى يقول عن نفسه الآن إنه «مش سياسى» هو أجدر من يؤسس منظومة ديمقراطية حقيقية، بمعايير تقدم الوطن ومصالحه على الأحزاب والأشخاص وأهوائها، على الأقل سيفرض قواعد وطنية لا تعترف بلعبة الكراسى، ولا بالصفقات الخاصة التى تضيع مستقبل الأوطان.
 
«رجل مش سياسى»، سيبنى مجتمعا سياسيا قويا.
وستذكرون ما أقول لكم.
 
الرئيس السيسى يتحدث للمصريين
 

الرئيس السيسى في افتتاح حقل ظهر
 

 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 9

عدد الردود 0

بواسطة:

Professor Sayed Khatab

شكرا لك فكره طيبه واسلوب اطيب

صحيح ان منصب الرأسه منصب سياسي بلا منازع ولكن الرئيس السيس لو انه ينظر الي نفسه في هذا المكان علي انه سياسي لما انجز كل هذا الانجاز في هذه الفتره القصيره لانه كان يكفيه ان يستخدم اي مشروع من تلك التي نفذت ليلعب بها في الحصول علي فتره ثانيه .. وكان يكفيه انه اعاد مصر الي شعبها... او كان يكفيه ...او كان يكفيه... كما يفعل اردغان وغيره او يغير الدستور وتزداد فترة الرأسه الي خمسه بدلا من اربعه ويزيد عدد الدورات الرأسيه الي ثلاثه بدلا من اثنتين مثلا .. امور كثره والحيل كثيره .. ولكن هذا البطل الذي ارسله الله لمصر علي قدر... يؤمن بأنه جاء لانقاذ وطن ..,وحكاية هذا الانقاذ في فترة رأسته الاولي لخير دليل علي صدقه بانه لا يؤمن بانه سياسي يفعل مثل ما يفعل السياسين الذين يبيعون اوهاما للشعب كالذي يقول بانه سيوظف كل الشباب بمرتب 5000 شهريا علي الاقل ... نحن كمتخصصين نعرف ونقول للطلبه ان السياسه = نفاق ... شكرا لهذا المقال    

عدد الردود 0

بواسطة:

gamaltmam100@gmail.com

وقت الجد بنتحول بجد

شعب مصر كله مش سياسي يا ريس ما انت عارف ده كويس.. ال 100 مليون مصرى معاك ايدهم بايدك فى التعمير والتحرير والتطهير .. شعب مصر وقت الجد .. بياخدها جد.. بيتحول زى المارد بيحول النكتة لرصاصة وصوته بيتحول لأزيز طياره.. دقة كعبه ف الارض بتجيب ميه وبترول .. ده شعبك يا ريس وانت عارفه كويس.. ما انت منهم وهما منك.. دول جنودك ولادك واخواتك ..

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد يوسف

قائد عظيم صادق امين

الصدق بيبان والكلام المدهون بذبده تصحي الصبح يسيح صحيح كم هذا الشعب عظيم عندما وفقة الله واختار إنسان امين رئيس مصر رجل العصر ولن يضيع الله عملك شكرا ليك يارب وشكرا لكل من وقفوا معنا ياه سنين عصيبة والحمد لله عدت والله لا يعودها ثاني

عدد الردود 0

بواسطة:

مريم

تسلم يداك استاذ خالد على كل كلمة

معاك معاك معاك يا سيسى يا محترم وحفظك الله لمصر الغالية

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمد

أنا زعلان منك يا ريس

97 في الميه فوضك وأئتمنك على نفسة وعرضة وشرفه وهو تفويض أبدي وعقد موثق في السماء شهد الله عليه سبحانه وتعالي وفي الارض يشهد عليه قضاه مصر ومحاكمها وشهرها العقاري أذن عدالة السماء وعدالة الارض شاهدة على ذلك وغير ذلك من سكان الارض ليس لهم وزن اما هذه الشهادة انفسنا وعرضنا وشرفنا كل المصريين امانة حملتها وقبلتها اليوم وكنت عند حسن حظ ظننا بك فحملت الامانة وكنت أهل لها فلماذا اليوم تطلب منا تفويض مرة اخري على شرفنا وعرضنا وانفسنا وهل الشرف والعرض والنفس عند المصريين ترتفع وتنخفض أبدا ايها العظيم السيسي شعبك الحر أعطاك ثقته وفوضك على ان لاتخاف من كل سكان الارض بجنهم وانسهم فنحن نقول لك لاتفريط في شرف وعرض مصر ونحن الشعب خلفك وامامك وعن شمالك وعن يمينك رجال فقط اطلب من الخوض في النار سنخوض من اجل الدفاع عن العرض والشرف ومصر التي هي هبة الخالق عز وجل نساء وبنات مصر شرف وعرض لايمكن التفريط والتفاوض حولها سر على بركة الله ونحن سيوف في يدك اقطع رقبة كل خائن ومجرم وعميل ومرتزق وفاسد وكل دول العالم ومخابراتها تحت اقدام المصريين ورائك شعب واعي يعرف ان مصر طبق عسل والذباب كثير 

عدد الردود 0

بواسطة:

بن سما

المحترم جدا جدا جدا الأستاذ خالد صلاح تحياتى وتقديرى لك دائما

الاستاذ خالد  صلاح  تحياتى سلمت دوما 

عدد الردود 0

بواسطة:

يوليانا

تحيا مصر

تحيا مصر..تحيا مصر للابد بالمصريين الاوفياء..تحيا مصر بشعبها الطيب الصبور..تحيا مصربرئيسها المخلص... تحيا مصر بجيشها القوي.....تحيا مصر بقوة شبابها..ببراءه اطفالها...تحيا مصر بنيلها واثاراتها....تحيا مصر بكل ما فيها....يا ام الدنيا كلنا فداكي

عدد الردود 0

بواسطة:

Tarek Khairy

تحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر

برئيسها الأمين .. وجيشها الباسل .. وشعبها الواعى .. نحميها ونصونها حتى آخر قطرة من دمائنا . رب أجعل هذا البلد آمنا

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد كمال

أحبك في الله يا أستاذ خالد

أشهد الله أني أحبك في الله يا أستاذ خالد، بارك الله فيكم، وسلم الله لنا فيك(فمك)

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة