أكرم القصاص - علا الشافعي

من مكائد الأب إلى مؤامرات الابن.. مؤسس المخابرات القطرية يكشف تاريخ مؤامرات تنظيم الحمدين.. اللواء محمود منصور لـ"عكاظ": دخول المجنسين للجيش بدأ فى عهد خليفة لعدم ثقته فى القبائل

الإثنين، 29 يناير 2018 04:15 م
من مكائد الأب إلى مؤامرات الابن.. مؤسس المخابرات القطرية يكشف تاريخ مؤامرات تنظيم الحمدين.. اللواء محمود منصور لـ"عكاظ": دخول المجنسين للجيش بدأ فى عهد خليفة لعدم ثقته فى القبائل تميم بن حمد وحمد بن خليفه وحمد بن جاسم
كتبت رنا أمين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 بعقود من المؤامرات، تثبت إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ أن الأجندات المشبوهة قابلة لأن تورث جيلاً بعد جيل.. فمن مؤامرات حمد بن خليفة وصولاً إلى مؤامرات أمير قطر الشاب تميم بن حمد، تثبت دوائر الحكم داخل الدوحة أن المكائد بإمكانها أن تقود العلاقات الخارجية مع دول الجوار، وأن سيناريوهات الفوضى قابلة للتصدير لتجتاز حدود الجغرافيا، وقيود التاريخ.. وهو ما كشفه اللواء محمود منصور، مؤسس المخابرات القطرية الذى انتدبته الحكومة المصرية فى ثمانينيات القرن الماضى للإشراف على إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية للإمارة التى لم تكن آنذاك قد كشفت عن نواياها الخبيثة.

اللواء محمود منصور

 

وفى حوار مطول، وبعد أكثر من 7 أشهر على المقاطعة العربية لإمارة قطر، كشف منصور فى حوار مطول لصحيفة عكاظ السعودية كيف تمكنت جماعة الإخوان من الديوان القطرى الأميرى، موضحاً أن التنظيم الدولى للجماعة يتسق مشروعه العابر للحدود مع مشروع الأمير الوالد حمد بن خليفة منذ انقلاب 1995، وهو ما جعلهم يصدرون عمليات في تمويل الإرهاب وحركات العنف حول العالم.

 

ولفت منصور الذي ابتعثته الحكومة المصرية إلى قطر عام 1988 لتقديم الدعم الأمنى لإعادة صياغة جهاز الأمن القطري، في حوار مع "عكاظ"، إلى أن حمد بن خليفة لم يكن بنجومية حمد بن جاسم وتأثيره على صناعة القرار، حتى أن "المخابرات القطرية" رصدت فساد ابن جاسم منذ أن كان يحمل حقيبة البلديات الوزارية، بيد أن "القطريين تفاجأوا بتعيينه وزيرا للخارجية".

 

ويرى أن حياكة المؤامرات على السعودية والإمارات ومصر والبحرين، كانت أبرز ملامح نظام حمد بن خليفة بعد نجاحه في الانقلاب على والده، مفسرا كثرة المجنسين في الجيش القطري إلى عدم ثقة والد تميم منذ أيامه الأولى بأبناء القبائل القطرية، حتى أنه نكل بهم وانتهك حقوقهم، وأعدم بعضهم ريبة وتوجسا.

أمير قطر السابق

وعن بدايات عمله داخل الإمارة ، قال منصور أنه توجه إلى قطر عام 1988 ضمن عدة قادة أمنيين لتقديم الدعم الأمني لعدة دول عربية وتوجه مع مجموعة صغيرة إلى الدوحة وتم تكليفه هناك لإعادة صياغة جهاز الأمن القطرى، وعمل بدائرة المخابرات العامة بالدوحة وكانت تعمل بها ما يقارب الـ 13 جنسية عربية وغير عربية واكتشفنا أن نظام العمل بسيط ويحتاج للتطوير، وكان المسؤول عن الجهاز الأمني ولي العهد -آنذاك- حمد بن خليفة، واستطعنا بوقت قصير أن نعيد صياغة الهيكل التنظيمي للدائرة، على قرار حامل ملف المخابرات القطرية حمد بن خليفة والمفترض من المخابرات العامة العمل خارج الدولة، ولكن بناءً أصر على أن لا ندرب القطريين على قواعد العمل خارج الحدود. وعن كواليس انقلاب حمد على والده ، ودور حمد بن جاسم، الذى أصبح فيما بعد وزيراً للخارجية، قال : "قطر لم تكن بحاجة لمن يديرها، لم تكن هناك دولة كبيرة، بل مدينة وخمسة قرى والحياة بسيطة جدا فيها، والشيخ خليفة بن حمد حاكم البلاد كان إنسانا بسيطا ومن يأتي لمكتبه طلبا للعون لا يتردد بمساعدته، وكان اللقاء به متاحا للمواطنين والمقيمين، وإدارة البلاد بشكل عام كان عنوانها البساطة، ولكن في عام 1989 قدمنا مقترحا لسفر ضابطين قطريين إلى الولايات المتحدة الأمريكية بهدف التحقق من سلوكيات حمد بن جاسم الذي كان يشغل حينها منصب وزير البلدية، بعد أن لوحظ طموحه الذي يتخطى حدود وزارته".

 

وأضاف : "كنا قد رفعنا تقريرا عنه سابقا بأنه يحصل على رشاوى مالية لبناء المنازل للقطرين، وأبلغنا رئيس جهازنا الشيخ حسن بن عبدالله آل ثاني الذي أبلغ بدوره حمد بن خليفة، وذهب الضابطان للعمل في السفارة القطرية بالولايات المتحدة الأمريكية وكان لديهما تكليف سري لمتابعة سلوكيات حمد بن جاسم ومتابعة تحركاته التي تدور حولها شبها كثيرة.

 

حمد بن جاسم

 

ورفعنا كل ما رصدناه عن سلوكيات حمد بن جاسم إلى ولي العهد حمد بن خليفة، إلا أنه لم نجد أي رد منه، وتفاجأنا فيما بعده أن حمد بن جاسم تم تعيينه وزيرا للخارجية ورئيسا لوزراء قطر".

 

واستطرد منصور: "علمت مصادرنا عام 1995 أن ثمة تحركات للإطاحة بالشيخ خليفة من قبل ابنه حمد، وأبلغت حينها رئيس جهاز المخابرات العامة حسن بن عبدالله آل ثانى ولم يبلغ الشيخ خليفة وطلب مني عدم الحديث عن ذلك مجددا..وبعد سفر الشيخ خليفة بن حمد لسورية ثم مصر وثم إلى أوروبا للعلاج، إذ كان يعاني من آلام صحية، تفاجأنا في صباح اليوم التالي أن التلفزيون القطري يذيع على الهواء خبر استقبال حمد بن خليفة القبائل وكبار رجال آل ثاني وأعلن أنه أمير على البلاد!!. ومع بداية عهد جديد للإمارة فى عام 1995 ، بدأت التحركات المشبوهة تطفوا على السطح، وبدأ العداء واضحاً لجيران الدوحة من الدول العربية والخليجية فى المقام الأول، وفى مقدمتهم المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين.

 

وعن تلك الفترة ، قال اللواء منصور: "فى عهد حمد بن خليفة لم يكن هو النجم الساطع، بل كان حمد بن جاسم، بحيث من كان لا يرضى عنه حمد بن جاسم يفقد الميزات التي يتمتع بها، وأصبحت كلمته هي التي تسود، وعندما يتحدث ابن جاسم يصمت ابن خليفة، بدأنا نلحظ حدوث هجمات متتالية على منازل الموظفين الكبار في القوات المسلحة والشرطة للقبض عليهم وإيداعهم في السجون دون علم ذويهم ومنع الاتصال بهم، بسبب الصراع بين الشيخ خليفة بن حمد والحمدين وسط محاولة الشيخ خليفة بن حمد للعودة للحكم مجددا، ووقعت حينها ضحايا كثر داخل قطر وكان من الضحايا الرائد حمدالمري والمقدم فهد المالكي والنقيب خالد المالكي والذين حكم عليهم جميعا بالإعدام بسبب موالاتهم للشيخ خليفة بن حمد. وأضاف : "استشعرنا وجود تحركات عدائية ضد الإمارات والبحرين وتم وضع السعودية ومصر فى مقدمة الأعداء".

 

وعن أسباب اعتماد قطر على المجنسين داخل الجيش والأجهزة الأمنية، قال : "الجيش القطرى بدأ بالمستشارين المصريين، وانتهكت الحكومة فى عهد حمد بن خليفة حقوق قبائل قطرية بعينها بحجة أنها وقفت مع الشيخ خليفة بن حمد، وتم اضطهادهم وطردهم من الخدمة العسكرية وبدأت عمليات الاستبدال بالجنسيات الأخرى، وللعلم كانت قطر تمنع التدريب بالسعودية، وخصوصا بالمجال الأمني والعسكري وكان هناك تحريض ضد المملكة العربية السعودية ومصر".

 

 

القرضاوى عراب الإخوان داخل قطر

 

وإذا كان عام 1995 هو بداية الظهور الإخوانى فى الإمارة، فإن عام 2003 ـ بحسب منصور ـ هو عام التمكين، حيث قال : "أثناء حكم خليفة بن حمد كانوا متواجدين، لكن الإخوان تسللوا وفرضوا إرادتهم بالديوان الأميري عام 2003 وهو العام الذي بزغ فكرهم في السلوك القطري.. لقد قدم التنظيم مشروعه العابر للحدود على أن يتولى أمير قطر السابق زمام المبادرة، ونظرا لكون الديوان الأميري قد اكتسب خبرة واسعة في تمويل الإرهاب والتخريب والدعاية السوداء فقد كان تحوله لخدمة خطة "الخلافة الإخوانية" تحولا يسيرا وتم بغباء شديد متصورين أن العالم لن يدرك ما يفعلونه وبدأوا يبحثون عن عناصر إرهابية في عدة دول عربية وانطلقت شرارة الإرهاب من قطر لإنشاء "حلم الإخوان".

 

وعن المقاطعة العربية ، اختتم اللواء منصور حواره لـ"عكاظ"، مؤكداً أن الخامس من يونيو الماضى كان يوما فاصلاً فى التاريخ العربى، حين أعلن فيه العرب أمام المجتمع الدولى الحقيقة كاملة بعدما واجهت دول الرباعى ـ مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ـ تميم بن حمد بجرائمه وتفاصيل دعمه وتمويله للإرهاب، لينكشف وجه الأخير بانحيازه المضطرب إلى كلاً من تركيا وإيران فى استقواء مفضوح ضد العرب.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة