بوتيرة متسارعة ، تتزايد حدة المخاوف التى تسود المملكة المتحدة من احتمالات تعرضها لهجمات إلكترونية من قبل روسيا، فى وقت لا يزال فيه ملف التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة قيد التحقيق من قبل الكونجرس ، وسط مخاوف أوروبية من الدور الروسى الذى يعتبره مسئولون أوروبيون "مشبوها".
وحذر جافين ويليامسون وزير الدفاع البريطانى، من أن روسيا قد تتسبب فى "مقتل الآلاف" من الناس عبر تعطيل البنية التحتية فى بريطانيا، موضحًا أن موسكو كانت تتجسس على إمدادات الطاقة، التى إذا قطعت، قد تتسبب بـ "فوضى عارمة" فى البلاد.
وقال الوزير فى تصريحات نقلتها صحيفة "الديلى ميل" اليوم الجمعة، إن روسيا قامت بأبحاث تتعلق بشبكات إمداد الكهرباء التى تربط بريطانيا وأوروبا، ما يشير إلى أن موسكو تسعى إلى معرفة كيفية إثارة "الذعر" أو مهاجمة البلاد، مشيراً إلى أن الخطة بالنسبة للروس لن تكون بهبوط طائرات فى الخليج الجنوبى فى سكاربرو أو قبالة شاطئ برايتن"، مشيرًا إلى أنهم بدلا من ذلك سينظرون فى كيفية إحداث الكثير من الأذى لبريطانيا.
وأوضح جافين ويليامسون، أن ذلك يتم عبر تدمير اقتصادنا، وتمزيق البنية التحتية، والتسبب فى موت الآلاف المؤلفة بالفعل، ولديهم بالفعل عنصر لخلق فوضى عارمة داخل البلاد.
وتتزايد المخاوف داخل دوائر الأمن والاستخبارات فى المملكة المتحدة من احتمال استهداف بريطانيا بهجمات إلكترونية، وهو ما عكسته تصريحات رئيس المركز الوطنى للأمن الإلكترونى فى المملكة المتحدة، سياران مارتن، الذى أكد قبل يومين بحسب ما نشرته صحيفة "جارديان" إن تعرض بريطانيا لهجوم كبير فى هذا الشأن "مسألة وقت"، قائلاً : "احتمال حدوث خلل مدمر فى الانتخابات البريطانية المرتقبة فى 2020 والبنية التحتية الحيوية تتزايد".
واستشهد مارتن ببيانات رسمية لعدد الهجمات الإلكترونية التى تعرضت لها بريطانيا خلال الـ15 شهراً الماضية، قائلاً إن المملكة المتحدة كانت محظوظة لتجنب ما يسمى بالهجوم من الفئة الأولى (C1)، وهو الهجوم المعروف على نطاق واسع بأنه يعطل البنية التحتية مثل إمدادات الطاقة وقطاع الخدمات المالية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وأجزاء من أوروبا تعرضت لهجمات مشابهة.
كما أوضح مارتن، إن التدخل فى الانتخابات يشكل أيضًا هجومًا من الفئة C1، شأنه شأن التحرك الاستفزازى المتعمد من جانب دولة معادية.
وتابع مارتن فى تصريحاته إنه يتوقع مثل هذا الهجوم فى العامين القادمين، وقال: "أعتقد أن المسألة، مسألة وقت، وسنكون محظوظين إذا وصلنا إلى نهاية العقد دون الاضطرار إلى شن هجوم من الفئة الأولى".
وفى مايو الماضى، تعرضت دوائر الصحة العامة و16 مستشفى فى بريطانيا لهجوم قرصنة إلكترونية ضخم، أصابهم بالشلل التام، ما سبب إيقاف الطوارئ فى المستشفيات، وجميع الأجهزة الإلكترونية، بعد زرع فيروس على الأجهزة يستلزم دفع فدية عن كل جهاز.
وكشف تقارير إعلامية آنذاك عن تمكن مجموعة من الهاكرز من اختراق ما لا يقل عن 16 مستشفى مختلفة فى جميع أنحاء إنجلترا، ما أدى إلى إصابة هيئة الصحة البريطانية NHS بحالة من الفوضى، بعدما هددهم الهاكرز بضرورة دفع فدية، أو حذف الملفات الطبية الخاصة بالمرضى، ما دفع الهيئة إلى العمل على تحويل المرضى فى حالات الطوارئ إلى مناطق أخرى، إذ تضررت المستشفيات فى لندن، ونوتنجهام، وبلاكبيرن، وهيرتفوردشاير، وكومبريا.
وأسفرت الهجمات الإلكترونية فى ذلك الحين عن إصابة نظم تكنولوجيا المعلومات فى الهيئة الوطنية للرعاية الصحية البريطانية، بفيروسات "الفدية"، وهى عبارة عن برمجيات خبيثة تؤدى إلى إغلاق أنظمة الكمبيوتر، ولن يتمكن أصحابها من استخدامها مرة أخرى إلا عند دفع مبلغ من المال، حيث تكشف الرسالة الواردة من الهاكرز أنه يمكن استرداد الملفات ولكن فقط بشرط أن يحصلوا على 300 دولار من عملات البيتكوين، محذرين من ارتفاع هذا المبلغ مع مرور الوقت أو أنهم قد يحذفون الملفات فى نهاية المطاف.
وتتهم العديد من الدول الأوروبية روسيا بالوقوف وراء شبكة قرصنة إلكترونية موسعة لاستهداف دول القارة العجوز، وهى الاتهامات التى زادت حدتها بعد ظهور أزمة التدخلات الروسية فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة التى تنافس فيها الرئيس الحالى للولايات المتحدة دونالد ترامب، مع المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة