ما بين اعتباره ديكتاتوراً مستبداً، وتصنيفه ضمن قائمة الرموز العربية التى واجهت مؤامرات الغرب وإيران ضد بلدان العالم العربى، يظل الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، الذى تم إعدامه قبل 11 عامًا، بما حملة من تناقضات لافتة وسمات فريدة مادة خصبة لوسائل الإعلام التى طالما تحدثت عن كواليس لحظة اعتقاله على يد القوات الأنجلو ـ أمريكية بعد غزو العراق، وتفاصيل محاكمته، وكيف كان يدير قبل سقوط نظامه بلداً يضم بين حدوده مذاهب عدة وأعراق متنافرة.
تعدد الروايات
ومنذ إعدامه ، تعددت الرويات التى تناولت حياة صدام حسين الشخصية وهوياته واهتماماته المختلفة ، ليكشف موقع متخصص فى بيع الكتب على الإنترنت مؤخراً عن رواية منسوبة للرئيس العراقى السابق، حملت أسم "زبيبة والملك" والتى حاول من خلالها توضيح مواقفه من الحب والحرب والغزو، واسترجع فيها قصة عشق بين سيدة متزوجة وملك وأسقطها على واقع العراق فى الفترة التى حكم فيها البلاد.
غلاف الرواية بالعربية
وبالرغم من أن الحديث عن رواية "زبيبة والملك" ليس جديداً، إلا أن قناة روسيا اليوم قالت فى تقرير لها أمس، إن الرواية المشكوك فى هوية مؤلفها أعيد طرحها على مواقع المتاجر الإلكترونية منسوبة للرئيس العراقى الراحل، فى خطوة لترويجها وإعادة بيعها بمعدلات مرتفعة، خاصة لما تحمله من مراحل تاريخية واستعراضها تصوراً لعلاقة الشعب بالسلطة وعلاقة الشعب بالغزو الخارجى، من خلال إسقاطات رمزية بالغة الدقة تلخص حال العراق بين غزو الكويت وغزو العراق.
وتعددت الأقوال والآراء حول العالم الذى كتبت أو نشرت فيه الرواية فبينما ترى عدد من الكتابات أنها كتبت فى عام 2000 أى أن الرمزيات الموجودة بها تشير إلى حرب الخليج الثانية أو حرب تحرير الكويت من قبل التحالف الدولى- الإقليمى، ورأى البعض الآخر أنها كتبت فى 2004 بعد أن غادر السلطة وهو ما يعنى إشارته من خلالها إلى الغزو الأمريكى للعراق.
رواية لصدام
وأشارت مواقع بيع الكتب على الإنترنت إلى أن هذه الرواية الرومانسية كتبها الرئيس العراقى الراحل عام 2000، أى قبل 18 عاما، وعرض على أحد الموقع النسخة الإنجليزية من الرواية التى تحمل اسم "زبيبة والملك"، وهى ضمن 4 روايات أخرى نسبت إلى صدام.
غلاف الرواية بالإنجليزية
وتحكى الرواية المؤلفة من 160 صفحة، قصة حب غير حقيقية حدثت منذ آلاف السنين بين ملك عراقي، يرمز إلى صدام نفسه، وقروية تدعى زبيبة، وخلال زياراتها الليلية إلى قصر الملك، تتحدث معه لساعات عن الدين، والحب، والقومية، وإرادة الشعب.
وزبيبة والملك، أو Zabibah and the King رواية حررها روبرت لورنس، ثم تحولت إلى فيلم سينمائى حمل اسم "الديكتاتور" ونشرت بالإنجليزية فى مايو 2004، وتقع فى 204 صفحات، وفقا للنسخة الإنجليزية، وتسرد قصة حب عذرى يجمع بين ملك وزبيبة التى تعيش حزينة مع زوجها القاسى.
رمزيات الرواية
والرائج عن الرواية أنها أريد بها ترميز وضع العراق، بعد حرب الكويت سنة 1991، حيث الملك يمثّل صدام وزبيبة تمثّل الشعب العراقى، فيما يجسّد زوجها القوات الأمريكية بقسوتها وشرورها، من وجهة نظر صدام تلك التى أوقفت مشروعه فى السيطرة على دولة مستقلة ولها عضوية فى منظمة الأمم المتحدة.
غلاف آخر للرواية
وفى الرواية تتصاعد وتيرة الأحداث بعد أن يغتصب زبيبة رجل مجهول يتضح فيما بعد أنه زوجها، وينقل الراوى العليم عن زبيبة قولها: "إن الاغتصاب أبشع جريمة، سواء كان رجلا يغتصب امرأة أو جيوشًا غازية تغتصب الوطن"، ما يعد رمزا واضح الدلالة على أن الرئيس صدام حسين أراد للرواية بالفعل أن تشكل فى مجملة مجموعة من الحلقات المتصلة التى تربط بين حرب الكويت وبين عدم نزاهة الأهداف الأمريكية منها.
وتبلغ الرواية ذروتها الدرامية بموت زبيبة فى 17 يناير وهو للمفارقة اليوم الذى بدأت فى عملية عاصفة الصحراء أو الغزو الأمريكى لتحرير الكويت من الجيش العراقى.
رد الفعل الأمريكى
وبطبيعة الحال اهتمت أجهزة المعلومات الأمريكية ودوائر صناعة القرار بالرواية ودرستها عن كثب كى تفهم طبيعة التوجهات الفكرية والاستراتيجية للرئيس صدم حسين كما اعتبرتها بمثابة وثيقة سياسية مفعمة بالفكر المعادى للغرب وأمريكا تماما كما هو الحال فى كتاب "كفاحى" لهتلر الذى تناول أفكارا مشابهة لكن بصورة سياسية وليست صورة روائية.
فيلم الديكتاتور الأمريكى الذى جسد رواية صدام حسين
وما بين الحقيقة والخيال بشأن الرواية ، يبدو أن الرئيس العراقى الأسبق شغل العالم وقت توليه السلطة فى بلاده بين عامى 1979ـ2003، بل وواصل شغل العالم أيضا حتى بعد أن غادر السلطة فى أعقاب الغزو الأمريكى فيما يعرف بحرب الخليج الثالثة، خاصة بعد أن دارت حول حياته الشخصية كثير من الأساطير ومنها أنه كان يكتب الرواية ويقرض الشعر.
إعلان عن الفيلم فى دور العرض الغربية 2012
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة