أكرم القصاص - علا الشافعي

عبد الفتاح عبد المنعم

أسباب الهزيمة السياسية للولايات الأمريكية فى أفغانستان؟

الخميس، 25 يناير 2018 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
 أواصل قراءاتى فى الملف الأمريكى، وسياسات البيت الأبيض تجاه دول المنطقة العربية، وتأثير علاقتها الحميمة مع إسرائيل التى تعد أحد معوقات إقامة علاقات طيبة بين الولايات المتحدة الأمريكية والدول العربية، وهذا ما كشفه البحث الذى حمل عنوان «العلاقات الأمريكية الإسرائيلية فى فتره الرئيس السابق أوباما تجاه الشرق الأوسط 2009-2016»، وهو البحث الذى أعدته الباحثة أمينة محمد محمود خليل، المركز الديمقراطى العربى، وأشرفت عليه الدكتورة نورهان الشيخ، ونشره المركز الديمقراطى العربى فى قسم الدراسات العبرية والإسرائيلية، حيث تقول  الباحثه والعمل مع شركاء محليين لإيجاد ملاذ آمن داخل سوريا: «من أجل استعادة مصداقية الولايات المتحدة وإتاحة إمكانية بناء معارضة أكثر تماسكاً يمكنها فعلياً أن تغير ميزان القوى على الأرض، تبرز الحاجة إلى ملاذ آمن، بحيث يجعل من الممكن احتضان اللاجئين فى سوريا ويسمح للمعارضة ذات المصداقية والشرعية من داخل سوريا بأن تصبح أقوى وأكثر فعالية على الصعيدين السياسى والعسكرى»، والتركيز على إلحاق الهزائم بتنظيم «داعش» فستؤدى الهزائم وخسارة الأراضى إلى الحد من جاذبية التنظيم.
 
 يشير التقرير إلى أن القوات البرية الأمريكية ليست هى الحل للوضع بل إن الحل البديل القابل للتطبيق هو «حملة جوية أمريكية إلى جانب قوات برية عربية محلية، تُقام بمساعدة ودعم من أعداد معززة من المستشارين الأمريكيين وأفراد «القوات الخاصة».
 
 ومن الإخفاقات فى السياسة الأمريكية كذلك، ما أصبح عليه الوضع المتفجر اليوم فى أفغانستان، حيث لم تنجح إدارة «أوباما» فى التوصل إلى بروتوكول سلام بين الرئيس «حامد كرزاى» و«طالبان»، ما يبشر بانفجارات حتمية حال انسحاب الجيش الأمريكى من هذا البلد أواخر عام 2014 كما هو متوقع، مما يستوجب التعاون مع إيران لضمان انسحاب آمن من هذا البلد، الأمر يتعلق بسحب ملايين الأطنان من التجهيزات والمعدات العسكرية، كما حدث فى حالة العراق وانقلبت أمريكا بعد ذلك على طهران رغم تعاونها فى تغطية الانسحاب الأمريكى، من هنا يفهم قول الإمام «خامنئى»: أن «أمريكا لا عهد لها ولا أمان».
 
 لكن هذا لا يمنع من اتخاذ مبادرة ديبلوماسية «ثورية» أو «شجاعة» كما سماها قائد الثورة، تتسم بـ«الحكمة» التى تعنى العقلانية مع الحيطة والحذر وسياسة الخطوة مقابل الخطوة، وفق ثوابت الدبلوماسية الإيرانية، إيران، وبخلاف النظام السعودى الذى لا يستطيع العيش والاستمرار من دون حماية أمريكية، لا تحتاج إلى واشنطن، خصوصا بعد أن نجحت رغم أزيد من 3 عقود من الحصار الخانق فى تطوير قدراتها العسكرية بمظومات دفاعية وهجومية متطورة برية وبحرية وجوية وصاروخية هائلة، وبسط نفوذها فى المنطقة من خلال حلف الممانعة والمقاومة، فتحولت إلى قوة إقليمية يستحيل على الإدارة الأمريكية إزاحتها من معادلة القوة والسلطة والثروة أو حتى تجاهلها، وعندما فشلت السعودية فى رهانها على الإرهاب لإسقاط سورية، تمهيدا لضرب حزب الله وإيران خدمة لإسرائيل، وتوجست خيفة من تبدل السياسة الأمريكية فى المنطقة، دخلت فى تحالف معلن مع الكيان الصهيونى لإرباك واشنطن والاستمرار فى مواجهة إيران من خلال استراتيجية الحقد والعناد، بلا رؤية موضوعية ولا أفق واعد. والأخطر من هذا وذاك، أن هذا التحالف الهجين، وصل حد انكشاف الأمن القومى السعودى بالكامل لإسرائيل، وفق ما نقلته الصحافة عن الزيارة السرية التى قام بها الأمير بندر بن سلطان نهاية الأسبوع المنصرم لتل أبيب، حيث حمل معه للمخابرات الصهيونية ملفات سرّية وحسّاسة تتعلق بالأمن القومى السعودى والخليجى.
 
 وبرغم ترديد الإعلام الخليجى لمقولة مفادها أن إيران انصاعت للتهديد الأمريكى، بسبب وضعها الاقتصادى المأزوم نتيجة العقوبات الجائرة التى طبقت عليها فى الماضى، إلا أن مثل هذا التبرير هو تعبير فاضح عن هزيمة المشروع السعودى الذى يحاول تقديم إيران بصورة المنهزم. ومعلوم أن الانتصار لا يظهر من خلال تصرف المنتصر، بل من خلال تصرف المهزوم الذى يؤكد انتصار الطرف الآخر من خلال تصرفه المتحامل والمتخاذل الذى يحاول من خلاله ستر عورته، فيفضحه غضبه المعلن، وهذا هو حال النظام السعودى اليوم.
هذا الشرط الإيرانى، يحملنا إلى العنوان السورى من الاستراتيجية الأمريكية الجديدة الذى يمكن تلخيصه فى مقاربتين: الأولى، عقد مؤتمر جنيف فى موعده بمن حضر، وترك مسألة اختيار القيادة السورية للقرار الشعبى الديمقراطى بإشراف الأمم المتحدة، ومن المستبعد مناقشة مسألة «الحكومة الانتقالية» فى هذه المرحلة، لإفساح المجال أمام تنفيذ الاتفاق الكيميائى. الثانية: اتخاذ قرار بإجماع دولى لمحاربة الإرهاب فى سورية والمنطقة، بعد أن تم عزل المتطرفين فى الشمال السورى ليسهل تطويقهم وسحقهم، مع منع السعودية من مواصلة دعم الإرهابيين، ومن ثم الانتقال إلى معاقل أخرى كاليمن، لأن الأولوية الأولى بالنسبة للعالم اليوم هى الحرب على الإرهاب التى أدرجت تحت العنوان السورى فى الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، هناك مؤشرات جديدة وواضحة إلى تراجع الدور الأمريكى فى حماية مصالح الاحتلال الإسرائيلى وسياسات حكومة بنيامين نتنياهو الحالية تجاه الفلسطينيين.. «يتبع».









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة