حكاية 3 نساء قهرن المستحيل على كرسى متحرك.. "نانسى" أول مدربة باليه مائى.. "هند" بطلة الجمهورية فى السباحة للإعاقات الحركية.. و"يمنى" تحلم بالانضمام لمنتخب الكاراتيه

الأربعاء، 24 يناير 2018 10:30 م
حكاية 3 نساء قهرن المستحيل على كرسى متحرك.. "نانسى" أول مدربة باليه مائى.. "هند" بطلة الجمهورية فى السباحة للإعاقات الحركية.. و"يمنى" تحلم بالانضمام لمنتخب الكاراتيه بطلات قهرن المستحيل
هدى زكريا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يرفضن الاعتراف بإعاقتهن، ويرين فيها حافزا لتحقيق المزيد من النجاح، منهن من أصبحت بطلة سباحة، وأخرى أتقن أطفال على يديها مهارة الباليه المائى، وثالثة أجادت رغم ظروفها الخاصة فنون الألعاب القتالية.

"نانسى، هند، ويمنى" أسماء لفتيات استطعن قهر المستحيل، ليحطمن أسطورة العجز، ويتخذن من "الكرسى المتحرك" وسيلة لتحقيق ما يردن.

فى السطور التالية نتعرف على قصص البطلات الثلاثة اللائى يمثلن نموذجا حيا لكثير من الفتيات والنساء ذوات الإعاقة، على أمل أن تصبح حياتهن مصدرا للإلهام، ومبعثا للأمل، لكل من يمر بالظروف نفسها.

"نانسى" أول مدربة باليه مائى على كرسى متحرك

نانسي عاطف مدربة الباليه المائى
نانسي عاطف مدربة الباليه المائى

 

نانسي عاطف اول مدربه باليه ماءي علي كرسي متحرك
نانسي عاطف أول مدربة باليه مائى على كرسى متحرك

نانسى عاطف، فتاة فى الثلاثينيات من عمرها تخرجت فى كلية التربية الرياضية، وعملت مدربة باليه مائى فى أحد الأندية الشهيرة.

فى ساعات معدودة أصبحت نانسى لا تقوى على الحركة، أنهت تدريبها مع الأطفال واستعدت للرحيل، ولكن هذه المرة قدماها تأبى أن تغادر المكان. خرجت ابنة الخمس والثلاثين عاما من النادى بصعوبة شديدة واستقلت سيارة أجرة تنقلها لمنزلها، وهناك تكرر الأمر مرة أخرى حتى أصبحت عاجزة عن الوقوف على قدميها نهائيا.

"ترددت على عيادات كثير من الأطباء، وفشلوا جميعا فى تشخيص حالتى ولم يتوصلوا لسبب، مررت بمراحل اكتئاب، ومكثت بالمنزل قرابة عام وانقطعت عن الجميع".. بهذه الكلمات بدأت نانسى حديثها ساردة بداية إعاقتها، واصفة حالتها النفسية التى جعلتها تعتزل الحياة، وترى ما حدث مبررا كافيا لها لكى ترحل عنها، حتى جاءت نقطة التحول وبداية الانفراجة، عندما أرغمتها والدتها على الخروج والذهاب للنادى واستئناف عملها.

"والدتى اشترت لى كرسى متحرك، وساعدتنى فى الذهاب والإياب للنادى، لأمارس عملى مرة أخرى، وظل الأمر هكذا لمدة عامين ونصف، اعتمد عليها تارة وعلى أشقائى تارة أخرى، حتى تعرفت بالصدفة على إحدى المؤسسات الخيرية الداعمة لأصحاب القدرات الخاصة، وعملت بها، وأصبحت مسئولة عن ملف المشروعات فيها ".

وتضيف نانسى: كان بداية التحدى بالنسبة لى أن أعتمد على نفسى تماما فى الذهاب إلى العمل والرجوع منه، أتذكر جيدا أول مرة خرجت فيها بمفردى من باب المنزل  سرت فى الشوارع بمفردى بصحبة الكرسى المتحرك، كان شعورا مختلفا تماما، وأنا أواجه المجتمع بمفردى، دون الاعتماد على أحد، ولكنه فى نفس الوقت كان بداية حياتى الجديدة بشكل حقيقى.

 

"هند" بطلة الجمهورية فى السباحة للإعاقات الحركية

هند حازم بطله الجمهوريه سباحه للاعاقات الحركيه اثناء التدريب

هند حازم بطلة الجمهورية سباحة للإعاقات الحركية أثناء التدريب

"احتجزوا أمى فى المستشفى، خرجت من الباب مسرعة لإحضار الدواء اللازم لها، صدمتنى سيارة فقدت الحركة طيلة حياتى"، هكذا لخصت هند حازم ابنة محافظة الشرقية ما حدث معها منذ اثنين وعشرين عاما، مضيفة " أصيبت بكسر فى الفقرات السادسة والسابعة عنقية وشلل رباعى، وقتها كنت فى مرحلة الثانوية العامة، بالتأكيد انقطعت عن الدراسة ولكن سرعان ما عدت إليها مرة أخرى والتحقت بكلية الآداب قسم إعلام شعبة علاقات عامة ".

سنوات الدراسة التى تلت الحادث قضتها هند معتمدة على أسرتها ، وحتى لا تحملهم فوق طاقتهم تخلت عن حلمها فى الالتحاق بقسم الإذاعة والتلفزيون حتى لا يتطلب ذلك منها الحضور بشكل مستمر خاصة فى فترة التحضير لمشروع التخرج الذى جرى تجهيزه فى القاهرة.

تضيف هند ابنة الثلاثينات: بعد تخرجى بثلاث سنوات جاء تعيينى فى محكمة الزقازيق الابتدائية كمدخلة بيانات، بدأت تدريجيا اعتمد على نفسى خاصة بعدما تركتنى أختى وتزوجت، تحولت من إنسانة لا تقوى على رفع ذراعها لتصفيف شعرها لأخرى تحضر لنفسها كل شىء من طعام وشراب وترتدى ملابسها بمفردها .

وتتابع: دخلت المجال الرياضى مؤخرا فى 2015 تحديدا وواظبت على حضور تمارين السباحة ومن هذا التاريخ وحتى وقتنا هذا حققت العديد من البطولات وحصلت على الكثير من الميداليات.

وعن الصعوبات التى واجهتها لتحقيق ما تريد فى المجال الرياضى تقول هند: بدأت لعب الرياضة فى محافظة القاهرة فكنت أغادر منزلى بمدينة الزقازيق فى الثامنة صباحا واستقل القطار بمفردى بمساعدة المارة الذين يحملون الكرسى المتحرك وكانت تجربة صعبة وشاقة جدا قررت ألا أخوضها مرة أخرى، كنت أتحدى كل الظروف لأسافر للقاهرة وأحضر تدريبًا مدته ساعة ونصف فقط، وأعود مرة أخرى للمدينة حتى اعتمدت على سيارة خاصة فى الذهاب والرجوع من التدريب لتسهيل الأمر .

تمسك هند بحلمها ذلل العقبات أمامها وسخر لها جميع السبل لتحقيق ما تتمنى ، تقول هند: أنا أمامكم الآن أحرزت بطولات فى المجال الرياضى وحققت حلمى فى أن أصبح مذيعة راديو ومقدمة فعاليات ومؤتمرات وأخيرا مثلما يكون وجود الأهل بجانبنا حافزا لتحقيق المستحيل فغيابهم أيضا دافع قوى للاعتماد على النفس.

"يمنى" وحلم الانضمام لمنتخب الكاراتيه الفرنسى

يمني طارق اثناء تدريب الكاراتيه
يمنى طارق أثناء تدريب الكاراتيه

إنسانة طبيعية لدى أحلام وطموحات أعيش سنى، أمرح وألهو مع أصدقائى أمارس رياضتى المفضلة وفجأة بين ليلة وضحاها استيقظت من النوم لا أقوى على تحريك ساقى " بهذه الكلمات بدأت يمنى طارق ابنة محافظة الإسكندرية حديثها عن بداية إصابتها قائلة : أصيبت بالتهاب فى النخاع الشوكى أعاقنى عن الحركة تماما وتحولت من فتاة تعشق الكاراتية وتمارسه بشكل طبيعى لأخرى تبحث عن أى وسيلة تمكنها من الرجوع وممارسة رياضتها المفضلة حتى ولو على كرسى متحرك.

تقول يمنى: كنت أمارس رياضة الكاراتيه منذ طفولتى وحتى بلغت 13 عاما وفور إصابتى توقفت فترة عن اللعب وانشغلت بالدراسة خاصة أن حلمى كان الالتحاق بكلية الهندسة وعلى الرغم من الصعوبات التى واجهتنى ونصائح البعض لى للالتحاق بأى كلية نظرية إلا أننى أصريت على بلوغ الهدف وبالفعل التحقت بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية قسم كمبيوتر .

وتضيف: وفيما يتعلق بالرياضة عدت للعب الكاراتيه مرة أخرى مع اختلاف المشهد وتحولها من فتاة تلعب على قدميها لأخرى تقاتل على حلمها من خلال كرسى متحرك ، وعلى الرغم من إعاقتى إلا أننى تمكنت من إحراز مراكز وبطولات كثيرة وحصلت على العديد من الميداليات .

وتتابع فتاة العشرينات: أسرتى كانت عاملا أساسيا ومحفزا قويا فى هذه الرحلة، وأحلم بالانضمام لمنتخب الكاراتيه وأن أعمل فى شركة ميكروسوفت للبرمجة وأخيرا أنصح كل من مر تجربتنا بعدم اليأس والمواصلة لبلوغ الهدف مهما كانت الصعاب".

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة