مختار نوح يرصد جرائم الإخوان منذ 25يناير فى حوار خاص لـ"اليوم السابع".. ويؤكد:الجماعة بعد ثورة 30يونيو طبقت نظرية إسقاط مصر شعبا وحكما بالتعاون مع جهات خارجية.. وتعاملت مع المصريين بشعار "أنا والطوفان من بعدى"

• القيادى المنشق عن الجماعة: مرسى كان على اتصال بجهات أمريكية.. و"الشاطر" هو مَن حكم مصر فى 2012

• محمد البلتاجى وعصام العريان خارج التنظيم بقرارات من محمود عزت قائد التنظيم الخاص

• الجماعة زورت انتخابات الرئاسة عام 2012.. ورفضوا تظلمات أحمد شفيق التى تكشف تزويرهم 

• الإخوان صعدت للحكم بعدما اتصلوا بجهات أمريكية.. وتلقت تمويلات من أمريكا وإسرائيل وتركيا عن طريق قطر 

• أموال الجماعة سر كبير لا يعرفه إلا خيرت الشاطر

• الجماعة استغلت المستشار أحمد مكى وشقيقه وحسام الغريانى بعد صعودهم للحكم 

• معركة أيمن نور والإخوان فى إسطنبول بسبب "تورتة المال" 

 

 

أرجع المحامى مختار نوح القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، أخطاء جماعة الإخوان التى ارتكبتها فى حق مصر والمصريين إلى 3 عوامل، الأول منهج الجماعة والثانى عقيدة الجماعة والثالث النظام التربوى للجماعة، مؤكدًا أن الجماعة تقلت تمويلات من دول خارجية "تركيا وإسرائيل وأمريكا" وذلك عن طريق قطر.

 

وقال "نوح" إن الجماعة ما زالت تعيش دور المظلومية منذ عزل محمد مرسى إزاء ثورة 30 يونيو، مؤكدا أن الجماعة الآن تمر بأصعب لحظات فى تاريخها؛ وإلى نص الحوار.. 

 

بمناسبة ذكرى 25 يناير، ما هى الأخطاء التى ارتكبتها جماعة الإخوان عقب ثورة يناير؟

قبل ذكر الأخطاء علينا أن نذكر أخطاء الجماعة المنهجية والعقائدية والتربوية، فالأخطاء المنهجية لدى الجماعة، أن ليس لديها دراية بإدارة الأشياء، وكل مؤسسة أدارتها الجماعة فشلت تمامًا فيها سواء اقتصاديًا أو حتى نفسيا، ولديك مثالا على ذلك، فمطبعة الإخوان التى كانت تمتلكها، فشلت فى تحقيق عائد للعاملين، بالإضافة إلى أنها كانت لا تطبع إلا رسائل حسن البنا مؤسس الجماعة وكانت تفشل فى توزيعها، ورغم ذلك كانت القيادات تسعى لإدارة هذه المطبعة الفاشلة، والسؤال الآن هو كيف لجماعة فشلت فى إدارة مطبعة تدير دولة بحجم مصر.

 

 

وماذا عن الأخطاء العقائدية والتربوية لتنظيم الإخوان؟

الأخطاء التربوية هو أن الجماعة قد سيطر عليها التنظيم القبطى منذ التسعينيات، حيث سيطر على أموال الجماعة خيرت الشاطر، ومحمود عزت على الأفكار والتربية، الأمر الذى تسبب فى أن النظام القطبى هو الذى أصبح الحاكم الفعلى للتنظيم، وبالتالى أصبحت الجماعة طاردة للأفكار المتقدمة والشخصيات الحالمة والإصلاحية، بالإضافة إلى أن النظام القطبى بقيادة "خيرت وعزت" لا يسمح بظهور كوادر، والدليل على ذلك أن أغلب الشخصيات التى خرجت من الإخوان أصبحوا مفكرين ومبدعين، ولذلك عندما صعدت الجماعة للحكم فى عام 2012 استعانت بشخصيات من خارج التنظيم أمثال أحمد مكى وشقيقه والمستشار محمود الخضيرى وغيرهم، بسبب أن الجماعة لا يوجد بداخلها أى كوادر، أما عن الخطأ العقائدى هو أن التنظيم القبطى لا يسمح بالرأى الآخر، وربى شباب وأبناء الجماعة والأجيال الجديدة على فكرة الثقة فى القيادة والديكتاتورية، والدليل على ذلك لا يوجد فى لائحة التنظيم أى مواد عن تقديم تظلمات ضد القيادات الكبرى، فأجيال الجماعة منذ التسعينات تربت على الثقة المطلقة فى قيادات الجماعة الكبرى، وأن لا يحترم أحكام القضاء أو الرأى الأخر بل الاحترام الكامل يكون لقيادة الجماعة فقط، ولذلك عندما كنت تتكلم مع الإخوان يقولون على فلان هذا أخ أى أنه من داخل التنظيم بينما فلان هذا ربنا يهديه أى أنه ليس من الإخوان، وكل هذه العوامل جعلت تنظيم الإخوان يتعامل مع أهل الثقة فقط حتى داخل التنظيم، ولذلك رأينا الجماعة عينت محمد الكتاتنى رئيسا لمجلس الشعب، وعينته أيضا رئيسا لحزب الحرية والعدالة نظرا لأنه لم تثق فى غيره وهكذا كان الحال داخل الإخوان.

 

وفقا لكلامك، فإن القطبيين هم الذين كانوا يسيطرون على الجماعة، فهل القطبيين طالبوا عناصر الإخوان بالمشاركة فى 25 يناير؟

الإخوان داخلوا 25 يناير من أجل السلطة والحكم، وشاركوا فيها عندما ظهر لهم أن المظاهرات ستنجح وسوف تسقط النظام، وقد أجروا اتصالات بأمريكا خلال هذا الوقت وحصلوا على الضوء الأخضر من أجل إسقاط النظام، وبالمناسبة المظاهرات وفقا لفكر حسن البنا حرام، ولكن الجماعة بقيادة القطبيين عملوا بالنظرية الميكافيلية والتى فيها الغاية تبرر الوسيلة، وبعدما كانوا يمدحون مبارك ويصفونه بالأب، قالوا عليه مجرم وطالبوا بمحاكمته.

 

وكيف استغلت الإخوان ثورة يناير؟

اعتمدوا على أنهم الجهة الوحيدة المنظمة والممولة، وتحكموا فى الموقف بشكل كامل، وأنفقوا أموالا على المنصات والمظاهرات وبالتالى ركبوا المظاهرات، رغم أن الثورة لم تكن فى مخيلتهم، فعصام العريان كان له تصريح بأن الجماعة أعطت تعليمات لجميع المنتمين لها بعدم المشاركة فى المظاهرات، وبمناسبة ذكر عصام العريان فهو بجانب محمد البلتاجى ليسوا من الإخوان، وهما لا يعلمان بذلك، فالتنظيم القطبى لا يثق فيهما.

 

لكن عصام العريان والبلتاجى كانا لهما دور كبير؟

 بالعكس كانت تقلل من البلتاجى هو وعصام العريان وتستغلهم لحساب التنظيم الخاص، فالإخوان ضحكت على البلتاجى وقالت له أنه من إخوان التنظيم الخاص، ولذلك يسمى هؤلاء المستغلين، وعصام العريان ليس من إخوان التنظيم الخاص لأنهم لا يثقون فيه، والتنظيم الخاص هو الذى يدير الجماعة منذ سنوات، حتى أنا وغيرى كنا خارج الجماعة ولم نع ذلك.

 

ذكرت أن الإخوان أنفقت أموالا على المظاهرات وعلى المنصات، فهل الجماعة كانت تتلقى أموالا؟

الجماعة تعتمد فى فعالياتها على دعم مالى من أمريكا وتركيا وإسرائيل من خلال قطر، والملف المالى كله فى يد خيرت الشاطر فهو الشخص الوحيد الذى يعرف خبايا أموال التنظيم، وأتحد أن يعرف أحد غيره شيئًا عن أموال الجماعة.

 

وهل الاختلاسات المالية داخل التنظيم التى بدأت تطفوا على السطح جديدة عن التنظيم أم قديمة؟

خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان هو الذى يتحكم فى أموال الجماعة بشكل كبير جدا، وكان يشترى أعضاء الجماعة لصالحه بالأموال التى كان يسيطر عليها، والاختلاسات داخل التنظيم منذ سنوات لكنها ظهرت الآن بسبب اشتعال الأزمات الداخلية للجماعة.

 

كيف تعاملت الإخوان مع إدارة الدولة بعد صعود مرسى للحكم؟

تعاملوا مع حكم مصر كأنها أصغر مؤسسة فى الدنيا، واستخدموا شخصيات ديكورية مثل حسام الغريانى وأحمد مكى وشقيقه كما استغلوا المستشار حسام الغريانى، فرغم أن هؤلاء الناس لهم تأريخ لكن الجماعة استغلتهم.

 

وهل فعلا الإخوان وصلت لحكم مصر بالتزوير؟

نعم، الجماعة وصلت للحكم بالتزوير، بعدما وحدوا الإسلاميين لدعم مصر، وزوروا جولة الإعادة بين محمد مرسى والفريق أحمد شفيق.

 

وكيف كان التزوير؟

التزوير كان عن طريق موظفين لم يكونوا أمناء على انتخابات الرئاسة، وسمحوا بتسويد بطاقات، بالإضافة إلى أن الجماعة ألغت كل التظلمات التى تقدم بها شفيق آنذاك.

 

وهل فعلا شفيق هو الذى فاز فى هذه الانتخابات؟

نعم وفاز بفارق بسيط لكن الإخوان استطاعت التزوير، بالإضافة إلى أن جهات خارجية ساعدت الجماعة على الصعود للحكم.

 

وما هو تقييمك لإدارة الإخوان لمصر بعد صعودهم للحكم؟

الإخوان لا تستطيع إدارة مركب، ولكنهم تفاجئوا بأنه مطلوب منهم إدارة سفينة كبرى.

 

وهل مرسى هو الذى كان يحكم، أم أن مكتب الإرشاد هو الذى يتحكم فى كل شىء؟

خيرت الشاطر هو الذى كان يحكم، ومكتب الإرشاد لم يكن له أى سلطة، فجميع السلطات كانت فى يد خيرت الشاطر، وكان الشاطر لا يسمح بأى تفاوض بين الجماعة وأى جهة سواء فى الداخل أو الخارج إلا وكان يكون مطلع على هذه المفاوضات، والشاطر هو الذى كان يمنع ويمنح، وهو الوحيد الذى يعرف ميزانية الإخوان.

 

ولم يكن لمحمد مرسى أى دور؟

مرسى فى الحكم كان مسكين لا علاقة له بالسلطة، ورغم أنه كان لا اتصالات بأمريكا.

 

وماذا عن الأخطاء التى ارتكبتها الجماعة عقب الإطاحة بهم من الحكم إزاء ثورة 30 يونيو؟

أول خطأ ارتكبوا الاعتصام فى رابعة، والتكاتف مع الغرب ضد مصر، والسعى لإحياء النعرات الطائفية داخل مصر، فالإخوان سعت بكل الطرق لإسقاط الدولة المصرية، واستخدموا نظرية "الشمشونية" والتى تعنى إذا سقطنا من الحكم فليسقط الجميع.

 

وماذا عن الانشقاقات داخل التنظيم؟

60% من التنظيم عدل عن فكر الإخوان تماماً بعدما تبين لهم وهم وزيف الفكرة التى اعتنقوها.

 

وما هى أسباب الخلاف بين الإخوان وأيمن نور مؤخرا؟

سبب نشر حلفاء الإخوان فضائح بعضهم هو التمويل والهجوم الأخير الذى شنه بعض أنصار الجماعة وقياداتها ضد أيمن نور- رئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية – بسبب أن أيمن نور يستحوذ على "التورتة"، وللعلم سبب الخلافات داخل الإخوان بسبب المال. 

 

وهل حصلت أى اتصالات بينك وبين أيمن نور مؤخرا؟

نعم من خلال الواتس آب.

 

وماذا دار فى هذه المحادثات؟

أيمن نور حاول معاتبتى على انتقادى له فى وقوفه بصفوف جماعة الإخوان ورئاسة قناة الشرق، لكنى قلت له إن العتاب فى غير محله، لكنه حاول أن يبرر موقفه بقوله أن هناك مغالطات، وقد أقنعت أيمن نور أن انتقادى له ولجماعة الإخوان صحيح، ومن المفروض أن لا يكون أيمن نور المرشح الرئاسى السابق فى صفوف الإخوان ويتدنى لهذا المستوى، ويكفى ما نشر عن أزمة قناة الشرق واتهامه بسرقة الميزانية والأموال من جانب جماعة الإخوان، وقد دعوته للعودة لمصر لأن كل من يستندون على قطر وتركيا وإيران مسنودين على حيطة مايلة".

 

وهل تعتبر أن هروب الإخوان وقياداتهم للخارج من أجل فكرهم أم للمال؟

أولا عناصر الإخوان وقيادات الجماعة المستندين على قطر وتركيا وإيران مستندين على حيطة مائلة، وقول لهم: "أرجعوا بلدكم بدلا من الاستناد على عكاز مائل"، وعلى فكرة 90% من قيادات الإخوان الذين هربوا لتركيا وقطر، من أجل "سبوبة" ومن أجل المال.