فى محاولة جديدة للخروج من الأزمة اليمنية الممتدة قبل سنوات ، أقدمت الأمم المتحدة على تعيين البريطانى مارتن جريفثتس مبعوثاً أممياً جديداً لليمن خلفاً لمبعوثها السابق اسماعيل ولد الشيخ أحمد، بعد أن أعلن الأخير اعتزامه ترك منصبه نهاية فبراير المقبل.
وجاء فى سياق البيان الصادر عن المنظمة الدولية: "أبلغ المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأنه لا يعتزم الاستمرار فى منصبه الحالى بعد انتهاء عقده فى فبراير 2018".
ولد الشيخ
نجاحه مرهون بمجلس الأمن
وفى تعليقه على هذا القرار قال الدكتور محمد على مارم السفير اليمنى بالقاهرة، فى تصريحات خاصة لليوم السابع، أن ولد الشيخ بذل كثيرا من الجهود لحل الأزمة اليمنية وتمتع بقدرات خاصة على التعامل بحيادية تامة مع جميع الأطراف المتعلقة بالأزمة وكان لديه خبرة كبيرة للعمل فى اليمن لفترة طويلة ، وتحدثه اللغة العربية ساعده على التواصل بشكل جيد مع جميع الأطراف.
السفير اليمنى بالقاهرة
وأضاف أن نجاح المبعوث الأممى البريطانى الجديد فى مهمته يعتمد بالأساس على قدرة المجتمع الدولى ممثلا فى الأمم المتحدة ومجلس الأمن وجامعة الدول العربية على استخدام آلياتهم لكبح جماح الحوثيين وإلزام كافة الأطراف بالجلوس إلى مائدة المفاوضات ومن ضمن آليات الضغط الفاعلة والتى يملكها مجلس الأمن تجفيف منابع الدعم الاقتصادى للحوثى، وضبط موارد الدولة التى يستغلها الحوثيون بل ويهدرونها ، فقد أهدروا حوالى 5 مليارات دولار من الاحتياطى النقدى لليمن، بالإضافة لإهدار الموارد الجمركية، وتطبيق القرار رقم 2261 ، بتمكين الشرعية فى اليمن.
ومن جانب آخر أكد أن اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامى بمثابة رسالة قوية للدعم العربى لشرعية اليمن بقيادة الرئيس عبد ربه منصور كما نثمن الدعم الذى تقدمه دول التحالف لليمن حكومة وشعبا، وفتح منافذ بحرية وبرية جديدة لإيصال المساعدات لليمنيين، وما أعلنت عنه عدد من دول التحالف بشأن المساعدة الإنسانية الجديدة التى تبلغ 1,5 مليار دولار وعن عملية لزيادة قدرة مرافئ اليمن الذى يشهد حربا .
عبد ربه
أضاف مارم، نأمل اتخاذ قرارات أكثر لتعزيز الاقتصاد اليمنى بشكل مباشر ومعالجة تردى أوضاع الاقتصاد وفتح تحويلات اليمنيين بالخارج والتى كانت تساهم فى جزء كبير من موارد اليمن، وأيضا خفض قيمة التأمين للسفن المارة فى مضيق باب المندب.
من هو البريطانى الجديد؟
يعد مارتن جريفثتس ثالث شخصية أممية تتولى مهمة الوساطة بين أطراف النزاع فى اليمن، حيث سبقه كل من ولد الشيخ أحمد، وجمال بنعمر، ويعد مارتن رائدًا فى الوساطة الدولية، ويتمتع بخبرة واسعة من الناحية الاستراتيجية والتشغيلية فى الشؤون الإنسانية والمؤسسات.
عمل مارتن رئيسًا تنفيذيًّا لمنظمة غير حكومية كبرى، ولديه خبرة فى العمل بالأمم المتحدة بمجال الشؤون الإنسانية والسياسية، وبعثات حفظ السلام .
وقال جريفثتس فى وقت سابق، إن إيران الرابح الأكبر من النزاعات والصراعات فى العالم العربى، مؤكداً أن هدفها إيجاد وتأمين ممر برى لها من طهران إلى البحر المتوسط عن طريق سورية ولبنان.
المبعوث البريطانى
واتهم إيران، أنها أسهمت فى هذا الصراع من أجل تصدير ثورتها الإسلامية، مشدداً على أنه لا يوجد دولة لديها ذات القدرة والمهارة فى مساعدة ودعم الميلشيات لتحقيق أهدافها فى سورية والعراق وفعالية حزب الله فى لبنان شاهد على ذلك، واقترح لعمل مفاوضات ناجحة فى اليمن ألا يكون هناك وقف لإطلاق النار دون تأييد سياسى مع إشراك القبائل فى الحل .
ولفت جريفثتس إلى أن اقتصاد الحرب قد يضر بمصالح الكثيرين ولكنه فى الوقت ذاته يفيد آخرون، مبيناً أن حرب اليمن يمكن حلها، وأشاد بالتحالف العربى واهتمامه بمصلحة اليمنيين ولذا فتح المطارات والموانئ ووضع نظام للتفتيش والفحص.
وفقا للسيرة الذاتية التي نشرها موقع المعهد الأوروبي للسلام للمبعوث الجديد الذي شغل من قبل منصب المدير التنفيذي له، فإن مارتن وسيط دولي كبير، شغل عدد من المناصب الدبلوماسية السابقة، وله العديد من المشاركات الهامة مع الأمم المتحدة، فمنذ عام 1999 حتى عام 2010 شغل جريفثتس منصب المدير المؤسس لمركز الحوار الإنساني في جنيف (HD Centre) حيث تخصص في تطوير الحوار السياسي بين الحكومات والمتمردين في مجموعة من البلدان في آسيا وأفريقيا وأوروبا.
وبين عامي 2012 و 2014 خدم جريفثتس في مكاتب المبعوثين الثلاثة للأمم المتحدة في سوريا كمستشار للوساطة لكوفي عنان ونائب رئيس بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا، وفي عام 1994، أصبح جريفثتس مدير إدارة الشؤون الإنسانية في جنيف وعمل نائبا لمنسق الإغاثة في حالات الطوارئ التابع للأمم المتحدة في نيويورك.
ولد الشيخ
عمل لمدة عامين كمبعوث امم لليمن وكان آخر تصريحاته أمس حيث أعلن استجابة الأطراف اليمنية للدخول فى مفاوضات سياسية جديدة، داعيا جميع الأطراف إلى خطوات استباقية لضمان نجاح هذه المرحلة.، وأكد ولد الشيخ أنه يقف إلى جانب الشعب اليمنى ويدافع عن السلام ، وأنه يجب على جميع الأطراف الامتثال للقانون الإنسانى الدولى .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة