44 عاما مضت على سرد قصة "عايدة"، تلك الفتاة التى أحبت وانتهت قصة حبها بوفاة خطيبها فى حادث أليم، لتعانى من بعده سنوات طويلة بسبب اكتشاف زوجها للعلاقة التى كانت بينها وبين ذاك الخطيب، التى جعلته يتخبط بين طبيعة حياته ومركزه الاجتماعى ودراسته فى الخارج، التى تخلق منه شخصا متفتحا من المفترض أن يغفر لزوجته كل ما سبق ارتباطه بها، وبين تكوينه الشرقى الذى يجعله كرجل يشعر بالنقص لأنه لم يكن الأول فى حياة زوجته، ما يجعله يمارس عليها ضغطا كبيرا، يدفعها للشعور بأنها مجنونة وفقدت عقلها.
تلك قصة فيلم "أين عقلى" الذى جسدت بطولته باقتدار السندريلا الراحلة سعاد حسنى، ووقف أمامها الفنان محمود ياسين الذى لعب شخصية الزوج الحائر، ومصطفى فهمى فى أولى بطولاته السينمائية والتى خرج فيها من خلف الكاميرات كمدير تصوير، ليتحول مساره إلى التمثيل، والفنان الكبير رشدى أباظة الذى قدم دور الطبيب النفسى المعالج لعايدة، الذى يكتشف مدى قوة قواها العقلية وتآمر زوجها عليها، ليفقدها عقلها.
ويعد الفيلم من بين الأفلام البارزة فى مسيرة المخرج عاطف سالم، وهو فيلم مأخوذ عن قصة قصيرة للأديب الكبير إحسان عبد القدوس تحت عنوان "حالة الدكتور حسن"، وهى أيضا واحدة من أبرز محطات تحول الفنانة سعاد حسنى نحو تقديم الأفلام التى تمتلك الكثير من النضج الفنى البعيدة عن الاستعراض والشقاوة وخفة الدم التى اعتادها منها الجمهور، والتى واكبت زواجها من المخرج على بدرخان، ووفاة الساخر الكبير صلاح جاهين، والتى شكلت منعطفا مهما فى مسيرتها الفنية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة