"أذن بسماعة ونصف قلب" شعار بسيط ومعبر اختاره "أحمد ممدوح" لمبادرته "صوتك ونس" ليقول رسالة بسيطة جدًا مفادها أن "كل شخص ضعيف السمع هو محل اهتمام من القلب من المجتمع" ويختصر فى هذا الشعار الأهداف الثلاثة التى تسعى لتحقيقها مبادرته وهى توفير الدعم والمساعدة لضعاف السمع، والتوعية بأسباب ضعف السمع سواء كان لأسباب وراثية أو مكتسب، ودمجهم فى المجتمع.
يقول "أحمد ممدوح" عن مبادرته "شعرت أن الناس تحتاج من يوارب لهم باب الأمل وكأن الأمل معدوم وفرصته ضعيفة، ويحتاجون من يفتح لهم "سكة للضى" فأطلقت المبادرة واخترت لها اسم "صوتك ونس" لأن ضعيف السمع لو وقف وسط مليون شخص غير قادر على سماعهم سيشعر أنه وحيد لكنه لو وقف إلى جوار شخص واحد ويسمع صوته سيشعر بوجوده ويأنس به، لذلك أردت أن أقول من المبادرة للمجتمع كله "صوتكم ونس لضعيف السمع" ولأننى أريد أن أشرك المجتمع مسئولية سماعه.
"صوتك ونس" لم تكن الخطوة الأولى لأحمد فى العالم التطوعى فيقول: أعمل فى المجال التطوعى من 2004، بدأت التطوع فى جمعية رسالة للمكفوفين وكنت أشعر بالفرحة وأنا أكتب لكل شخص كفيف وفى النهاية أفرح حين يأتى ليبشرنى بنجاحه، وكنت أشعر أننى كنت سببًا فى هذا النجاح بشكل مباشر أو غير مباشر.
على الرغم من ضعف سمعه منذ طفولته يقول "أحمد" إنه كان حريصًا طوال الوقت على أن يدمج نفسه فى المجتمع ويقول "ماكنتش عايز أتصنف إنى مش سامع"، ويضيف: كلمات كتيرة كانت تقع ولا أسمعها ولكننى علمت نفسى قراءة الشفاه لأعوض ما لا أسمعه وكنت أستنتج باقى الحديث، ويستطرد: حالتى كانت تستدعى أن أرتدى سماعتين ولكننى لم أحب شكلهما حتى حذرنى الطبيب فى آخر مقياس سمع أجريته بأننى أضر العصب السمعى وأقوده للضمور وشدد على ضرورة ارتداء سماعتين.
بدأ "أحمد" مبادرته بالإعلان عن تجربته الشخصية وكونه شخصًا فاعلاً فى المجتمع رغم ما واجهه من صعوبات لضعف سمعه منذ الرابعة بسبب مضاد حيوى خطأ.
تحدث أحمد فى تدوينته الأولى بالمبادرة عن الأنشطة التطوعية والإبداعية التى انخرط فيها والتى ساعدته على اكتشاف إمكانياته القيادية وأبعاد أخرى لشخصيته لم يكن يعرفها قبل أن يندمج فى المجتمع.
وجاءت مبادرة "أحمد" من أجل دعم ضعاف السمع بعد نصيحة من صديق له فى العمل التطوعى اقترح عليه أن يستفيد من تجربته الشخصية ويساعد كل من مروا بظروفه ولو بأن يرونه شخصية نجحت فى اجتياز صعوباتها، يضيف: قال لى صديقى أننى يمكن أن أمثل لهم نموذجًا قابل للتنفيذ ومصدر للإلهام والأمل وفرصة حقيقة وتجربة واقعية يرونها أمامهم.
وعملاً بنصيحة صديقه قرر أن يبدأ مبادرته التى تركز على 3 اتجاهات أساسية هى تحفيز ضعاف السمع وتأهيلهم للتعامل مع المجتمع، بالإضافة إلى تأهيل الأهل للتعامل مع الطفل ضعيف السمع وزيادة الوعى المجتمعى، أما الاتجاه الثانى فهو المساعدة فى توفير الاحتياجات الطبية لضعاف السمع، وثالثًا الدمج المجتمعى لضعاف السمع من خلال أنشطة تساعد فى زيادة دورهم فى المجتمع بشكل لائق لا يقلل من إمكانياتهم الحقيقية.
وفضلاً عن عرض النماذج الناجحة لضعاف السمع الذين أصبحوا أشخاصًا فاعلين فى المجتمع، يضع "أحمد" أحلاما كبيرة على جدول أعمال المبادرة ويقول عنها: أحلم بيوم توظيفى لذوى الاحتياجات الخاصة وحملات توعية فى المدارس للأطفال ليتعاملوا بطريقة أفضل مع زملائهم ضعاف السمع وحملات للتوعية بضعف السمع المكتسب الذى يمكن أن يتسبب به التلوث السمعى العالى أو الأدوية الخاطئة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة