"حرب المخ والجسد".. حكاية شاب يعيش بمخ يُعطى أوامر وجسد يرفض تنفيذها.. والده: محمود يعانى شللا بالأطراف الأربعة منذ 15 عاما ومشكلة فى الأحبال الصوتية وظروفنا المادية صعبة.. ووالدته: يرفض الخروج من المنزل

السبت، 20 يناير 2018 09:00 م
"حرب المخ والجسد".. حكاية شاب يعيش بمخ يُعطى أوامر وجسد يرفض تنفيذها.. والده: محمود يعانى شللا بالأطراف الأربعة منذ 15 عاما ومشكلة فى الأحبال الصوتية وظروفنا المادية صعبة.. ووالدته: يرفض الخروج من المنزل محمود مع والده
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"مخ يُعطى أوامر وجسد يرفض تنفيذها".. تلك باختصار حكاية الشاب محمود محمد منذ 15 عامًا عندما سقط مغشيًا عليه أثناء تأديته لامتحانات الشهادة الإعدادية، ليدخل بعدها مع والديه فى دوامة الترحال بين المستشفيات من المنيا مرورًا بأسيوط وصولاً بالقاهرة وصدر التشخيص النهائى بإصابته بشلل رباعى وجلطة فى الأحبال الصوتية، وهو ما أدى لعجزه عن الحركة والتحدث بصعوبة.

الآن، يعيش محمود صاحب الـ "31 عامًا" أسير غرفته بشقة والديه الصغيرة الكائنة بالدور الأرضى فى أحد المنازل القديمة بمنطقة إمبابة،  ويرفض الخروج منه رغم إلحاح كل من حوله مكتفيًا بأداء الفروض الخمسة والاستمتاع لآيات القرآن الكريم التى يحفظ أجزاء منها، بينما يظل العامل الترفيهى الوحيد فى حياته هو مشاهدة مباريات كرة القدم أحيانًا.

دوامة الترحال بين المستشفيات

محمد أسامة سائق تاكسى "58 عامًا" والد محمود روى لـ"اليوم السابع" تفاصيل حكايته نجله من البداية، قائلاً :"ابنى أصيب بمشاكل فى الأذن الوسطى فى صغره، وكنت أعالجه لكن فى نهاية دراسته بالمرحلة الإعدادية غبت لمدة شهرين عن المنزل، وتركته مع والدته فى منزل جده بالمنيا، ليحدث له مشاكل صحية ويتم نقله للمستشفى لكنهم فى المنيا لم يعطوه له العلاج الصحيح مما أحدث له مضاعفات وحدثت تلك الأمور فى عام 2001، بالإضافة إلى أنهم لجئوا إلى أشياء من نوعية التعزيم وإحضار المشايخ معتقدين أنه لديه مس من الجن، وهذا الكلام كله غير صحيح".

محمود ووالده 2

ويُضيف محمد أسامة :"بعد عودتى إلى المنيا، وجدت أنهم يعالجون محمود على أن حالته نفسية وعصبية وليست أنف وأذن مما اضطرنى لاصطحابه إلى مستشفى الجامعى بالمنيا، ومنه تم تحولينا إلى معهد الأورام بالمنيا ومنها تم تحويلنا إلى مستشفى 6 أكتوبر بالدقى، ومنها استقرينا فى معهد ناصر، وكل هذه التنقلات فى الفترة من 2001 إلى 2002"، مضيفًا :"بعد 3 شهور فى معهد ناصر تم إبلاغنا أن التشخيص النهائى لحالة محمود على أنها ضغط الصديد بالأذن الوسطى أدى إلى ورم حميد بجذع المخ وأصاب الشريان العصبى بالأطراف الأربعة، وكذا الأحبال الصوتية وخرجنا من المعهد فى يوم 10 يونيو 2002".

ويستكمل والد محمود حديثه :"المؤسف فى رحلتى مع علاج نجلى هى اكتشافى وجود تشخيصات خاطئة مثلما حدث فى مستشفى أسيوط، فقد تم إعطائه علاج ضمور فى مخ مما أزد الوضع سوءً وأصابه بضمور فى الأعصاب"، مضيفًا :"فى 2002 تم إخراج محمود من مظلة التأمين الصحى لأنه لم يعد قادرًا على الدراسة فأخرجناه من معهد ناصر، وظل فى المنزل لا يفارقه منذ ذلك الحين، ولا يأخذ أى أدوية إنما مجرد وصفات بسيطة إذا أصيب بدور برد أو ارتفاع بسيط فى الحرارة".

27044552_1714112908609072_764747095_n

سر عدم خروجه من المنزل

ويتمنى والد محمود الحصول على مساعدة من أى جهة سواء رسمية أو غير رسمية لحالة نجله أو تؤمن له مستقبله أو إيجاد عمل يُناسب حالته خصوصا أنه مصاب بمشاكل صحية فى الغضروف وتحديدًا فى الفقرات الثانية والرابعة والخامسة مما يجعله غير قادر على العمل بشكل مستمر، كما أن لديه ابنتين متزوجتين، إضافة إلى ذلك أنه يخشى من كبر والدته فى السن وعدم قدرتها على تحمل كل هذه المشقة.

أثناء حوار الوالد مع "اليوم السابع" كان محمود مستمعًا جيدًا إلا أنه تدخل فى بعض الأحيان لتصحيح معلومات منه شهر مولده الذى أخطأ والده فيه، ليؤكد أنه 1 أكتوبر من عام 1987، وكذلك ذكر السور والآيات التى يحفظها من القرآن الكريم، وتلا عدد منها مثلما يفعل مع كل شخص يزوره فى غرفته التى يرفض مغادرته رغم إلحاح الطلب عليه.

والدة محمود فسرت أسباب تفضيل بقاء نجلها فى غرفته وعدم الخروج للشارع، قائلة :"مخ محمود كمبيوتر يحفظ كل شيء ولا ينسى أبدًا، ويذكرنى فى بعض الأحيان بأمور أنساها لكنه لا يرغب فى الخروج من غرفته لأنه يشعر بالإحراج فى بعض الأحيان من طريقة حديثه، ويخجل منه لذا يفضل الجلوس فى الغرفة والاستماع للقرآن الكريم والصلاة"، مضيفة :"أرغب فى أى مساعدة لنا فنحن نعيش فى شقة عبارة عن غرفتين بالإيجار الجديد، ووالد محمود يوم يعمل وعشرة يجلس فى المنزل بسبب ظروفه الصحية، وأتمنى تصحيح الأوضاع بالفترة القادمة".

للتواصل مع الحالة / 01276645046

محمود ووالده






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة