أكرم القصاص - علا الشافعي

محمود سعد الدين

لماذا لا ننشئ مركزاً لمعلومات الإرهاب فى مصر؟

الثلاثاء، 02 يناير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يبقى السؤال الرئيسى لكل مصرى بعد كل عملية إرهابية من يموّل الجماعات الإرهابية؟.. وفى المقابل، تبقى الإجابة «طبعا تركيا وقطر ومخابرات لدول أجنبية».. ورغم جدية السؤال وصحة الإجابة، غير أن كثيرا من الدلائل لا تظهر للرأى العام عن مسارات تحويل ملايين الأموال من الخارج للداخل، ومن يقف وراء تسللها ومن يستقبلها على أرض المحروسة ومن يلعب الدور القذر فيما يعرف بـ«غسيل الأموال»، حتى تصل لأيادى الإرهابيين فى سيناء.
 
بينما أذاكر بعض قضايا الإرهاب وأهمها وهى قضية تنظيم أنصار بيت المقدس التى تبلغ أوراقها 19 ألف ورقة، وقعت على شهادة لأمير التنظيم محمد على عفيفى يعترف فيها على جانب من مسارات التمويلات التى ساعدتهم فى النشاط الإرهابى بعد 30 يونيو، كشف فى الأوراق أن تنظيمه كان يتلقى تمويلا من شخص يدعى محمد أحمد العدوى شلباية، وهو مقيم فى أحد الدول العربية ووصل مجموع التحويلات إلى مليون و700 ألف جنيه مصرى، وساعدتهم الأموال فى تنفيذ عمليات إرهابية بالقاهرة وسيناء.
 
تضمنت التحقيقات نفسها فى ذات القضية شرحا وافيا لمسار الأموال منذ خروجها من الدولة العربية وحتى وصولها لمصر ومرورها بوسطاء فى الداخل والخارج، لكى تنفق على إرهابى سيناء، وهو ما يدفعنا لأن نؤكد أن أوراق قضايا الإرهاب المختلفة تحمل بين طياتها جانبا كبيرا من الإجابات على الأسئلة التى تشغل بال الشارع المصرى والرأى العام عمن يمول ومن ينقل ومن يخطط ومن ينفذ وأين يتدربون قبل العمليات الإرهابية وكيف يختارون ساعة الصفر.
 
السؤال هنا.. لماذا لا تبدأ أجهزة الدولة إعداد ما يسمى بمركز معلومات الإرهاب، موقع معلوماتى يضم أسماء وصور كل المتهمين فى قضايا الإرهاب المختلفة، وبجوار الاسم والصورة يكتب الاتهام الرئيسى الموجه إليه إن كان قيد التحقيقات أو الحكم الصادر بشأنه، وفى قسم آخر من المركز المعلوماتى نخصصه للتعريف بالتنظيمات الإرهابية الحديثة مثل حسم أو لواء الثورة أو كتائب حلوان، مع تقديم مختصر معلوماتى عن أبرز قادتهم ممن شاركوا أو نفذوا عمليات إرهابية، ولا مانع مع تصميم فيديو جراف لكل خلية إرهابية أو جماعة مسلحة لأبرز قادتها وأهم جرائمها فى حق الدولة السنوات الماضية.
 
أعتقد أيضا سيكون من المهم جدا تخصيص قسم بالمركز المعلوماتى تحت عنوان شهادات مهمة، وهو قسم يضم الشهادات النوعية فى أعمال الجماعات الإرهابية، كشهادات خلية اغتيال النائب العام الأسبق الشهيد هشام بركات، كيف خططوا وكيف رصدوا مسارات تحرك موكبه أو شهادات للمتهمين فى محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، للوقوف على معرفة من دفعهم لذلك ولماذا على جمعة تحديدا أو حتى شهادات للمتهمين فى تفجيرات مديرية أمن القاهرة.. لدىّ طموح أن يضم مركز معلومات الإرهاب أيضا قسما خاصا للإنفوجرافيك، يهدف لتقديم معلومات مركزة عن الإرهابيين والعمليات الإجرامية فى حق الدولة بصورة مبسطة تراعى المعالجات البصرية.
 
بالتأكيد ستقابل هذه الفكرة لدى البعض بجانب من الرفض، بزعم أن بعض المعلومات لا يجب أن تخرج الرأى العام بدعوى الأمن القومى للبلاد، وتعليقى هنا أن جانبا كبيرا من الحفاظ على الأمن القومى للبلاد، هو رفع درجة الوعى لدى المصريين عن أكبر خطر يهدد حياتهم وهو الإرهاب، أكبر خطر مستمر معهم منذ 4 سنوات ولا يزال موجودا فى 2018، وهو ما يتطلب سعى الدولة وأجهزتها لتقديم جرعات معلوماتية ثابتة عبر مصدر ثابت عن خطر الإرهاب وخلاياه وذيوله ومسارات أمواله وأفكار قادته وطرق تنفيذ عملياتهم.
 
 قد تقول أن الجهاز الاعلامى الأمنى يقوم بدور قوى لتقديم معلومات أمنية عن الخلايا الارهابية، والحقيقة أنه يقدم المعلومات فى ضوء معالجات خبرية لاحداث يومية كخبر القبض على خلية بالقليوبية او تصفية 4 متهمين فى العياط او ضبط اسلحة مع منتمين للجماعة الارهابية، ولكن لا تقدم المعلومات فى ضوء جرعات معلوماتية لرفع الوعى وتزيد من ايمان المصريين بالمواجهة الشعبية للإرهاب.
 
 للأسف الرهان على ذاكرة المجتمع الدولى بشأن العمليات الإرهاب المصرية، هو رهان ليس فى محله، لن يتضامن المجتمع معنا، فترة طويلة، فقط بعد كل عملية يصدر بيان تضامن وعزاء، ولكن مركز معلوماتى مثل هذا سيوفر على مصر كثير من الجهد لتوصيل جهودنا للعالم فى مكافحة الإرهاب وسيجيب على كل اسئلة المصرين عن الإرهاب.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة