كرم جبر

رد اعتبار إبراهيم نافع

الثلاثاء، 02 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان من حقه علينا أن نتكاتف، ليعود إلى وطنه بأقصى سرعة، ولكن الموت كان أسبق منا جميعاً، فقد كانت آخر كلمات الأستاذ إبراهيم نافع قبل الرحيل «كفاية غربة عايز أرجع أعيش أيامى الأخيرة فى مصر».. رحمه الله، كلمات كالرصاص فى رأس من قاموا بوشايته والغل والكراهية له، فهل أطفأ الموت نار الانتقام.
 
تحركت الهيئة الوطنية للصحافة فور إجرائه العملية الجراحية، وقابلت المستشار عادل السعيد رئيس جهاز الكسب غير المشروع فى مكتبه، وطلبت منه المساعدة ليعود إبراهيم نافع إلى وطنه، ويعيش فيه أيامه الأخيرة، ليس وساطة ولكن فى إطار القانون، ووجدت منه تفهماً كاملاً، وقال لى إن القانون يراعى الاعتبارات الإنسانية، فليس الهدف هو الانتقام وإنما اقتضاء حقوق الدولة، وأكبر ضمانة لذلك هو أن يكون الأستاذ إبراهيم نافع بيننا، من حقه أن يعود.
 
فى اليوم التالى اتصل بى «عمر» نجل الراحل الكبير ومحاميه وأبلغانى بسرعة اتخاذ الإجراءات، ليعود الأستاذ إلى وطنه دون تعرضه للحبس، ونقلت لهما تحيات زملائه وتلاميذه الذين عرفوا الآن من هو إبراهيم نافع، وكيف ترك الأهرام مؤسسة عريقة وغنية، وكيف تدهورت الأحوال وساءت الأوضاع المالية والعلاقات الإنسانية بعد رحيل إبراهيم نافع عن المؤسسة.
 
إبراهيم نافع كان مقاتلاً شريفاً، لم يهاون ولم يفرط ولم يستسلم، وهو الذى قاد معركة القانون 93 لسنة 95، عندما دخل قانون ضال مجلس الشعب، ويحتوى 7 مواد فيها عقوبات مغلظة على الصحفيين بعبارات مرسلة، بجانب إقراره الحبس الاحتياطى فى قضايا النشر، يومها قاد النقيب المحترم جموع الصحفيين، وانشقت الأرض عن الآلاف يتوافدون على نقابتهم فى مشهد تاريخى عظيم.
 
إبراهيم نافع الذى كانوا يطلقون عليه نقيب الحكومة هو الذى تصدى للحكومة فى معركة استرداد الكرامة، واحتشد حوله عظماء الزمن الجميل مصطفى أمين وأحمد رجب ومصطفى حسين وموسى صبرى وغيرهم، وأعلنوا الرفض، حتى استجابت لهم الحكومة وأسقطت القانون الجائر، وأصدرت القانون 96 لسنة 96، وأصبح يوم 10 يونيو من كل عام عيداً للصحافة المصرية، وصاحب هذا العيد هو إبراهيم نافع وآلاف الصحفيين الشرفاء.
 
يوم توديع إبراهيم نافع إلى مثواه الأخير سيكون رد الاعتبار، ورفع الظلم عن «برنس» الصحافة المصرية الذى لقى جحوداً من بعض تلاميذه وتجنوا عليه، فقد كان وسيظل صانع نهضة الأهرام الحديثة، ومن أعظم البنائين فى تاريخ الصحافة.. الآن فقط شعروا بقيمته وعندما يذكر اسمه نترحم على أيامه.. تلاميذه المخلصون سيحتشدون حول جثمانه فى المشهد الأخير ليقولوا له مع السلامة يا «ريس».. وإنا لله وإنا إليه راجعون.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة