أكرم القصاص - علا الشافعي

حنان شومان

هو إحنا ليه مش كده؟!

الخميس، 18 يناير 2018 03:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى يوليو العام الماضى عُرض فيلم دانكرك للمخرج الشهير كريستوفر نولان، وهو بريطانى أمريكى، يحكى عن معركة دانكيرك الشهيرة التى حدثت فى فرنسا إبان الحرب العالمية الثانية بين قوات الحلفاء وقوات النازى، حين كانت ألمانيا فى بدايات الحرب مكتسحة أوروبا ولا يبدو أنها يمكن أن تهتز أو تُهزم، فقد قطعت الطريق على القوات الإنجليزية والفرنسية، وحاصرتها فى ميناء دنكيرك، وكادت أن تُباد تلك القوات لولا فكرة صمم تشرشل على تنفيذها، وهى أن يرسل قوارب صيد الأهالى وليس الأسطول الحربى لتجلى 33000 جندى إنجليزى، وتصبح بذلك أول حملة حربية شعبية.
 
فيلم نولان كان من أنجح أفلام العام الماضى وأكثرها احتراماً من قِبل نقاد العالم والمشاهدين، ثم ما هى إلا شهور ويقترب العام من نهايته، فيعرض المخرج البريطانى جو رايت فيلمه الجديد بعنوان الساعة السوداء أو الساعة المظلمة، وهو مازال يُعرض فى العالم وكذلك فى مصر، والفيلم يحكى عن ذات المعركة الأشهر التى حدثت على الشواطئ الفرنسية بمدينة دانكيرك، ولكنه يحكى عنها من جانب آخر غير فيلم نولان، فالأول فيلم لم يخرج من أرض المعركة، أما الثانى ففيلم يحكى عما حدث فى ذات الفترة للمعركة ولكن من خلال تشرشل رئيس الوزراء آنذاك ومجلس العموم البريطانى ودهاليز السياسة وحربها بعيداً عن ميادين القتال.
 
فيلمان فى عام واحد عن معركة واحدة لمخرجين عالميين، ولكل منهما زاوية لذات الحدث، ويقدمان فيلمين عظيمين على اختلافهما، ففيلم الساعة المظلمة أو الأكثر سواداً هو فيلم يحكى عن تشرشل أكثر مما يحكى عن المعركة، فهو يصوره الرجل العجوز السكير المدخن بشراهة،  الذى يعانى من كثير من الحالات النفسية المتباينة، ولكنه قائد عظيم فى لحظة حالكة، ففى الوقت الذى كانت الأصوات تعلو بالهزيمة وضرورة مفاوضة هتلر لوقف نزيف الحرب، كان تشرشل يقف وحيداً ضد الاستسلام وتأكد له رأيه حين نزل من سيارته الفخمة واستقل المترو مع شعبه وسألهم عن رأيهم: هل نستسلم أم نستمر؟ فطلب منه الشعب عدم الاستسلام فكانت معركة دانكيرك التى قلبت موازين الحرب إلى حد كبير.
 
وما بين قيمة السيناريو وروعة التصوير والموسيقى التصويرية والأداء العبقرى خاصة لبطل الفيلم البريطانى جارى أولدمان والمكياج الذى حول البطل لنسخة حية من تشرشل، كما رأيناه فى الصور، وكل تفاصيل الفيلم الفنية، إلا أننى كمشاهدة مصرية للفيلم كان هناك سؤال واحد يلح على عقلى طوال مشاهدتى للفيلمين، وخاصة الأخير، هو إحنا ليه مش كده؟ فنحن نملك من التاريخ ومن الشخصيات العظيمة التى قدمت كثيرا من الأعمال العظيمة ما يمنحنا القدرة على صنع فن سينمائى عظيم يحكى عنا، ولكننا للأسف كاذبون أو بعبارة أكثر تهذيباً نخاف الصدق لدرجة أننا لا نصنع فيلما فى هذا الإطار إلا كذبا، فيلم الساعة السوداء صور واحدا من أعظم قادة بريطانيا وأحد رموزها التى تفخر بها، ولكنه لم يكذب ويجعله أقرب للآلهة، ولكنه صوره إنسانا بعيوبه ومحاسنه فأحبه المشاهد واحترمه، أما نحن... ليه مش كده؟!









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة