فى مجمع التصنيع التابع لشركات توريد منتجات آبل فى المدينة الصناعية الصينية فى سوتشيان، على بعد حوالى ست ساعات من شنغهاى، يقف العمال لمدة تصل إلى 10 ساعة يوميا داخل الورش الساخنة، يعملون على تصنيع هواتف آيفون، ويتعاملون مع المواد الكيميائية الضارة، وفى بعض الأحيان يكون هذا دون ارتداء القفازات المناسبة أو حتى الأقنعة.
ويظهر تقرير حديث صادر عن مجموعة مراقبة العمل الصينى، الجانب السلبى لازدهار التكنولوجيا الفائقة، إذ يستغل عملاء التوظيف الصينيون الفرصة لبناء الإلكترونيات الاستهلاكية المتقدمة لجذب الملايين من العمال غير المتعلمين الذين يعانون عادة من الفقر، بدونهم سيكون إنتاج أجهزة ايفون وغيرها من الأدوات الرقمية أمرا مستحيلا.
وأجرى موقع "بلومبرج" الأمريكى مقابلات مع العمال فى تلك المصانع، وقال أحدهم إن نسبة الضوضاء داخل ورش التصنيع تصل لحوالى 80 ديسيبل أو أكثر، وأضاف أن مئات من العمال يعلمون فى مكان له باب رئيسى مساحته حوالى 12 بوصة فقط، وبعد العمل يتوجهون إلى مساكنهم دون الاستحمام، وقال أحد العمال، الذى يجنى ما يزيد قليلا عن 4000 يوان شهريا أى أكثر بقليل من دولارين فى الساعة: "لقد تحولت يدى إلى بيضاء بلا دم بعد يوم من العمل، واضطر إلى أن أقول أشياء جيدة لأسرتى وأبقى على مثل هذه المعاناة لنفسى".
جدير بالذكر أن جميع العمال الذين تحدثوا مع بلومبرج طلبوا عدم الكشف هويتهم خوفا من التعرض لأى نوع من المخاطر.
وأشار التقرير إلى أن آبل تبيع أكثر من 200 مليون آيفون فى السنة هذه الأيام، وهذا يجعل هناك ضغط كبير على الموردين للانتهاء من تصنيع الأجهزة فى الوقت المطلوب، وقالت متحدثة باسم شركة أبل إن الشركة أرسلت فريقا إضافيا لمراجعة حالة العمال فى الصين بعد التقارير الأخيرة، وبعد إجراء مقابلة مع 150 شخصا، لم يعثر فريق آبل على أى دليل على انتهاكات لمعاييره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة