تمتلك مصر قائمة طويلة من التراث الحضارى، المادى وغير المادى، ورغم تاريخ مصر العريق إلا أنها لا تملك سوى عنصرين فقط بقائمة التراث غير المادى لمنظمة اليونسكو، هما "السيرة الهلالية، فن التحطيب".
ومؤخرا تقدم مركز التراث العربى بباريس، بطلبا رسميا للمنظمة الدولية، لإضافة طبق الكشرى المصرى، فى قائمتها للتراث اللامادى، خاصة أنه الطبق الأشهر فى مصر والذى تنفرد به المائدة المصرية، ودعا المركز دعم الحكومة المصرية بكل مؤسساتها لدعم هذا الملف.
التقرير التالى يرصد آراء عدد من خبراء وأساتذة الأدب الشعبى، حول الطلب، وهل يمكن التقديم به دون الرجوع إلى الحكومة المصرية وطرق دعم الملف.
الدكتورة نهلة إمام
قالت الدكتورة نهلة إمام خبيرة فى التراث غير المادى، رئيس الوفد المصرى المشارك فى اجتماع اللجنة الحكومية الدولية لليونسكو، إنه لتقديم أى ملف ليضاف بقائمة التراث غير المادى لليونسكو، يجب أن يكون من حكومة الدولة، فاليونسكو تتعامل مع الحكومات، مشيرة إلى أنه يمكن أن تتقدم أحد الجمعيات الأهلية بملف لإضافة أى عنصر جديد، على أن تبقى مسجلة فى الدولة المسئولة عن العنصر، وتحصل على موافقتها.
وأضافت نهلة إمام، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه فى حالة رغب المركز الثقافى للتراث العربى بفرنسا، على إضافة الكشرى، يجب أن تحصل موافقة الحكومة المصرية، مؤكدة أن الحكومة المصرية دعم وتوافق على مقترحات، خاصة أن "طبق الكشرى" ملف مهم، والدولة سوف تساند أى خطوات تسعى لضمه للقائمة.
ولفتت الدكتورة نهلة إمام إلى أن أعداد الملف لها طرق معينة وأساليب محددة، لكى يتوافق مع الشروط التى تضعها المنظمة الدولية.
وكشفت الدكتورة نهلة إمام إلى أن الحكومة تقدمت بملف الأرجواز لإضافته لقائمة التراث غير المادى لعام 2018، كما تقوم بإعداد ملف مشترك مع عدد 14 دولة عربية، عن الثقافات المرتبطة بالنخلة، وتم تنظيم بعض ورش العمل وتقديم بعض المتقرحات من الدول بشأن تلك الملف، وذلك خلال فعاليات المؤتمر السادس للفنون الشعبية الدولى فى ندوة "التراث الثقافى غير المادى والتعليم.. رؤية عربية".
الدكتورة خالد أبو الليل
من جانبه قال الدكتور خالد أبو الليل، أستاذ الأدب الشعبى والفلكور بكلية الآداب، جامعة القاهرة، إن الأطعمة الشعبية، مثل طبق الكشرى تعتبر من الأمور المعبرة عن الهوية المصرية، معربا عن ترجيبة بطلب إضافة "الكشرى" بقائمة التراث غير المادى لليونسكو، ويدعم الخطوة أى شىء يعبر عن الخصوصية والهوية المصرية، لافتا إلى أن الخطوة مهمة قبل أن تتقدم دولة أخرى بالطبق الشعبى على سبيل تقليد الأكلات.
وأضاف "أبو الليل" أن مصر لديها العديد من الأطعمة التى تستحق التى تضاف للقائمة، ربما بعدها لديه الأولوية أكثر من الكشرى، لكن الكشرى يعتبر ذا خصوصية وطبيعة خاصة لدى المصريين، خاصة أنه أكلة للفقير والغنى، ودائما ما يكون مطلبا لأى مصرى مسافر بجانب الفول والطعمية.
وحول طرق دعم الملف لإضافته لقائمة التراث غير المادى، أكد الدكتور خالد أبو الليل، إلى أن اليونسكو تهتم عند إضافة أى عنصر جديد بأمرين، الأول هو الجذر التراثى للعنصر ومدى تأصله فى تاريخ هذه البلد، بالإضافة إلى حضور هذا العنصر وأهميته بين مواطنيها، مشيرا إلى أن على وزارة الثقافة المصرية عمل فيلم وثائقى جيد، يتحدث عن تاريخ الكشرى ومدى أهميته بين المصريين، من واقع اهتمامهم به وكثرة محالاته فى الشوارع المصرية.
الشاعر عباس شومان
من جانبه قال الشاعر والباحث فى الأدب الشعبى مسعود شومان، إن الطلب الذى تقدم به المركز العربى للتراث بضم طبق الكشرى لقائمة التراث غير المادى لليونسكو، يعتبر فاتحة لمزيد من الأهتمام، بقائمة الأكلات الشعبية، خاصة أن مصر لديها قائمة طويلة بأكلات سوا لها علاقة بالرزاعة أو النيل أو البحر، وهناك أيضا أكلات تاريخية مصرية "صرف"، على حد وصفه، مثل الكشك والبصارة.
وأشار "شومان" إلى أنه على الجهات المعنية ممثلة فى وزارة الثقافة المصرية، اللجوء إلى الباحثين والمختصين فى الأدب والتراث الشعبى، لمدهم بقائمة الأكلات والعناصر التى يمكن أن تضاف لقائمة التراث اللامادى.
وأكد الشاعر مسعود شومان أن الحكومة المصرية مطالبة بدعم الملف من خلال تقديم ملف كامل عن المواد التى تتكون منها "الكشرى"، وطريقة عمله، وأشكاله وأنواعه المختلفة، موضحا أنه يجب أن تستعين الحكومة المصرية بمختصين لكتابة الملف بطريقة جيدة، تتوافق مع شروط المنظمة الدولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة