ذكرت مجلة فورين بوليسى، الأمريكية، أن عمليات تطوير تجرى داخل وكالة الاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، تثير القلق بين الموظفين العاملين بالوكالة.
وأوضحت المجلة فى تقرير على موقعها الإلكترونى، إن بينما قال مدير الوكالة المسئول عن تحليل صور الأقمار الصناعية إنه يريد تحديث آليات العمل فى الوكالة، فإن بعض الموظفغين يخشون إستبدالهم بالذكاء الاصطناعى. وأضافت أن الوكالة الأمريكية للإستخبارات الجغرافية الوطنية (NGA) فى خضم حملة مركزة، ما أسماه البعض بإعادة التنظيم، للتركيز على إستخدام التكنولوجيا المتقدمة لتحليل الصور التى عادة ما يقوم البشر بتحليلها، ذلك وفقا لما ذكرته خمسة مصادر على إطلاق بالمسألة للمجلة.
وعندما أعلن زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، استعداده لإطلاق صاروخ باليستى، قام المحللون فى وكالة الاستخبارات الجغرافية الوطنية بتمشيط صور الأقمار الصناعية، والبحث عن علامات مميزة على الأرض فى كوريا الشمالية، مما يدل على استعدادات تجريبية. وهذا التحول فى الأولويات يثير القلق لدى بعض محللى الصور المخضرمين الذين يخشون أن تتغير وظائفهم تغيرا جذريا، فضلا عن قلقهم من أن التكنولوجيا التى يتم الدفع بها ليست ماهرة بما فيه الكفاية لتحل محل المهارة البشرية والقدرة التحليلية.
ويقول العاملون داخل الداخل ومع الوكالة إنه من غير الواضح بالضبط ما هى التغييرات التى ينطوى عليها عملية التطوير، ولكنه بعض الموظفين يشعرون بالقلق من أن إعادة التنظيم يمثل جزء من دفعة لنقل العمل الذى يقوم به المحللون البشريون إلى الذكاء الاصطناعى، والاستعانة بمصادر خارجية لبعض أعمالهم.
والوكالة تمثل جزء من من مجتمع الاستخبارات الأمريكية. وفى حين أن مكتب الاستطلاع الوطنى هو المسؤول عن الأقمار الصناعية التى تجمع صور الأرض والبيانات، فإن وكالة NGA تربط المعلومات بالبيانات على الخرائط لاستخدامها من قبل الجيش ومجتمع الاستخبارات. وفى الأماكن التى يصعب فيها تقريبا إرسالها عناصر بشرية، يمكن للجيش ومجتمع الاستخبارات أن يطلع على المشهد من خلال خرائطها.
وفى عام 2011، على سبيل المثال، ساعد محللو الوكالة فى تحديد موقع مجمع أبوتاباد فى باكستان حيث كان أسامة بن لادن يعيش فى السنوات الأخيرة. ساعدت الوكالة حتى فى بناء النسخة المتماثلة من المجمع المستخدم لتدريب قوات العمليات الخاصة التى شنت الغارة فى الأول من مايو 2011 وقامت بقتل مؤسس تنظيم القاعدة.
وفى حين أن البعض داخل وكالة الاستخبارات يشعرون بأن هذه التغييرات لا مفر منها، وسوف تساعد على نقل الوكالة إلى القرن ال 21، فإن إعادة الهيكلة تثير قلق بعض موظفيها، وخاصة المحللين المخضرمين للصور، الذين يشعرون بالقلق حيال وظائفهم التى ربما تصبح فى خطر ويضطرون إلى السعى لوظائف أخرى أو النظر فى التقاعد المبكر.
وتقول فورين بوليسى إن الذكاء الاصطناعى مزدهر، وجذب العلماء والباحثين الموهوبين من جميع أنحاء العالم. وقد استثمرت الصين مليارات فى تطوير البنية التحتية للاستفادة من اختراقات فى هذا المجال. ومع ذلك، فإن التكنولوجيا لا تزال بدائية فى العديد من النواحى، لا سيما فى تحليل الصور. ويقول محلل سابق سابق لدى المخابرات للمجلة: "تحليل الصور هو مجموعة مهارات، يجب أن تدرسها". فيما قال أخر "إن الوكالة ليست قادرة على استبدال المحللين بهذا الشكل هذا. القدرة التكنولوجية ليست متوفرة بهذا الشكل ".
وسعى روبرت كارديلو، مدير الوكالة، لطمأنة الموظفين، مقرا أنه بمحدودية إستخدام الحوسبة لتحل محل البشر، لكن الأمر يتعلق بمعرفة أين يمكن تطبيق إمكانات الآلة. وأضاف "إن أجهزة الكمبيوتر جيدة جدا فى تحديد ما هو فى الصورة، لكنها ليست جيدة فى تحديد ما هو ليس فى الصورة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة