امباركه تبلغ من العمر 65 عاما ترقص عقب تعلمها كتابة اسمها واسم والدها
ناديه تبلغ من العمر 58 عاما: اللى بيقرأوا مش احسن مننا والعلم نور
راضية 50 عاما: كنت أخجل من الذهاب لجيران ليقرأوا لى الخطابات ونفسى اتعلم القراءة والكتابة
عوض 62 عاما يذهب مع زوجته وحفيدة ليتعلما القراءة والكتابة معا
"الجهل مالوش دين.. فاطلبوا العلم ولو فى الصين".. هذا هو لسان حال العشرات من السيدات كبار السن بمحافظة كفر الشيخ الذين قررن قهر الظلام بمحاربة الجهل والأمية والبحث عن العلم.
جانب من فصول محو الأمية
ومع إطلاق اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، مطلع العام الجارى حملة "كفر الشيخ بلا أمية عام 2018م"، وتباينت الآراء حول جدوى الحملة بين مؤيد ومعارض فى ظل معاناة معلمى محو الأمية من عدم استجابة الأهالى لهم لمحو أميتهم رغم محاولات عدة إلا أنهم يشعروا باليأس منهم.
هنا يرصد "اليوم السابع" قصص سيدات لم يقف السن عائق أمامهم للبحث عن العلم بفصول مدارس التربية والتعليم بكفر الشيخ.
اليوم السابع داخل فصول محو الأمية
وخلال جولة "اليوم السابع" فى مدارس إدارة غرب كفر الشيخ التعليمية بمدارس روينة ومحلة موسى والعديد من القرى، وجدنا سيدات عجائز أمسكن بكراريس وأقلام وإرشادات طبية عن كيفية الوقاية من الأمراض، سيدات ورجال وأطفال وأسر بأكملها داخل الفصول" الزوج بجوار زوجته وبينهما حفيدهما، وأمامهم كراريس وأقلام.
وأكثر المقبلين سيدات مسنات، جلسنا معهم نتابع ووجدنا شغفاً بالعلم وحباً لمعرفة القراءة والكتابة بل سجلنا بعدستنا رقص سيدة عمرها 65 عاما عندما أجادت كتابة اسمها واسم والدها، غريزة الطفولة تفجرت فى تلك السيدة المسنة، وفرحة الصغار رأيناها فى سيدات ورجال طاحنين فى السن ولسان حالهم أخيرا تحقق أمنيتنا قبل وفاتنا نتعلم ونفتخر بأنفسنا.
جانب من إقبال السيدات على محو الأمية
وقالت إمباركة محمد شعبان، 65 سنة، إن لديها بنتان وولد ولها حفيد، وسعيدة بحضورها فى فصول محو الأمية، مؤكدة أن سعادتها كبيرة عندما عرفت كتابة اسمها واسم والدها، ومهما عبرت عن فرحتها فلن تستطيع أن تصفها، مشيرة إلى أن والديها لم يعلموها ولا تملك إلا أن تطلب الرحمة لهما.
وأكدت إمباركة أنها كانت تتمنى أن تلتحق بفصول محو الأمية من سنوات فلما جاءت الفرصة لم تفوتها، مشيرة إلى أن تعليمها يساعدها عل قراءة العناوين والشوارع وكتابة اسمها، فإذا ما توجهت لأى بلد، لا تتوه وتتمكن من كتابة اسمها وقريتها أن حدث لها مكروه.
جانب من تواجد المزارعين فى فصول محو الأمية
قالت ناديه محمد ربيع، 58 سنة، إن لديها 5 أبناء كلهم فى مراحل التعليم المختلفة، وبرغم كبر سنها إلا أنها وجدت فرصة لتعليمها القراءة والكتابة، مؤكداً أنها فرحت بالحملة وقررت المشاركة لتقرأ وتكتب، مؤكدة أن من يقرأوا ويكتبوا ليسوا بأفضل منها وأن العلم نور لها ولأولادها.
وأضافت ناديه ربيع: "كان زمان محدش مهتم لا بالقراءة ولا الكتابة، ومحدش بيعلم البنات فطلعنا جهله، منعرفش حاجة"، مؤكدة أنها وجدت التشجيع من أنجالها الخمسة، مشيرة إلى أنها من قرية محلة موسى وتذهب لمدينة كفر الشيخ ولا تعرف القراءة.
جانب من إقبال السيدات على فصول محو الأمية
وكانت بتساأل الناس عن عناوين الأطباء وعن الشوارع، وتسأل المارة فمنهم من يستجيب لها ومنهم من يتركه، مؤكدة أن لحظتها تشعر بالألم وتقول فى نفسها "الله يسامحك يابا معلمتنيش".
وقالت راضية إبراهيم 50 سنة، لديها 5 أولاد وحفيده، إنها جاءت لفصول محو الأمية لتتعلم القراءة، والكتابة، لأن العلام نور، مؤكدة أنها كانت تخجل من نفسها عندما يأتى لها خطاب وتطلب من جيرانها المتعلمين أن يقرأوه لها، وتشعر بالحزن عندما يعلم الجيران أسرارها من الخطابات.
الحاجة إمباركة تجيد كتابة اسمها
وأضافت راضية إبراهيم، أنها صممت على الالتحاق بفصول محو الأمية، مؤكدة أنها تعلمت بعض الحروف وكتابة اسمها، وتتمنى أن تجيد القراءة والكتابة لتقرأ الكتب والجرايد وتستفيد، مؤكدة أن كثير من الرجال والسيدات وقعوا فى عمليات نصب بسبب جهلهم.
وأضافت أمنة لطفى أبو اليزيد، 38 سنة، تاجرة سمك، أن لديها 3 أبناء وبنت متزوجة، وطبيعة عملها تجبرها من التنقل بين الأسواق لتبيع السمك حسب سوق كل قرية من قرى مركز كفر الشيخ، مؤكدة أنها قررت تعلم القراءة والكتابة، لأنها تتعامل مع تجار كبار ولا بد لها من معرفة الحساب حتى لا تقع ضحية لعملية نصب كما حدث لها قبل ذلك.
وتابعت أمنة أبو اليزيد، أنها تشعر بالحزن عندما ترى ورقة بها عمليات حسابية ولا تعرف قراءتها، وعندما تنتقل من سوق لأخرى تجد صعوبة فى التعامل مع المتعلمين ومع التجار وخاصة أنها تتعامل بالنوتة فى شرائها وبيعها للسمك، ولا تريد أن يضحك عليها أحد ففضلت التوجه لفصول محو الأمية لتمحو جهلها.
وقال عوض سليم، 62 سنة، إن لديه 3 أبناء فى مراحل التعليم المتعددة، ولديه حفيد، بمجرد معرفته بفتح فصول محو الأمية، اتفق مع زوجته للذهاب لها ليتعلما مع حفيدتهما، مؤكدا أنه يعمل طول النهار فى أرضه لرعايتها، وبعد صلاة المغرب يصلى فى بيته ويتوجه للمدرسة ليتابع مع معلمه تعليمه الحروق والكلمات.
وأضاف سليم، لا يخجل من نفسه عندما يجلس مع أقاربه وجيرانه بعد عودته من المدرسة فيحكى لهم ما تعلمه من حروف وتركيب الحروف ليعطى كلمات، مؤكداً فى البداية وجد تهكم من البعض ولكن بعد معرفتهم تمكنه من معرفة الحروف وتكوين الكلمات رحبوا بالفكرة ومنهم من انضم مع المقبلين على الفصول بالمدرسة.
وقالت نظيمة عبدالرزاق، 45 سنة، إنها أتت مع زوجها وابنتها للتعلم وتستفيد وتفيد ابنتها بالصف الثالث الابتدائى، مؤكدة أنها تريد أن تتعلم لتعلم ابنتها وتشاركها فى مراجعة دروسها، لأنها تشعر بالخزى أمام ابنتها التى تسألها عن أشياء وكلمات لا تعرف تقرأها ولا معناها، فقررت أن تتعلم لترد على أسئلة نجلتها ،مؤكدة أنها تعمل بأرضهم الزراعية ونهارا، وتتوجه لمنزلها لإعداد طعام الغذاء والعشاء، وبعدها تذهب لفصل محو الأمية التى تجد فيه راحة وسعادة كبيرة لتحقيق أملها فى التعليم.
وقالت انتصار عبدالفتاح أبو حلاوة، 45 سنة من قرية روينة، إنها أتت لفصول محو الأمية ومعها ابنتها بالصف السادس الابتدائى، لتتعلم القراءة والكتابة، وعندما تعود لمنزلها تجلس مع ابنتها لتراجع لها ما تعلمته، مؤكدة أن زوجها كان يرغب فى الحضور معها ليتعلم ولكن مشاغله كثيرة، ولم يمانع فى التحاقها بفصل محو الأمية وتعليمها برغم غيابها عن المنزل 3 ساعات كاملة.
وأشارت آية محمد سعد، طالبة بالصف السادس الابتدائى، إلى أنها سعيدة باصطحاب والدتها لها لتراها وهى تتعلم الحروف والكلمات، مؤكدة أن والدتها لديه استجابة سريعة للتعليم، وتزيد سعادتها عندما يعودا للمنزل لتجلس بجوارها لتعيد لها ما درسته فى الفصل، مطالبه كل الطالبات بتشجيع أمهاتهن عن التعليم، مشيرة إلى أن حضور والدها لفصل محو الأمية زادت معلومات كثيرة، وخاصة أن المعلم يزود الدارسات والدارسين بمعلومات عن فيروس "سى"، وكيفية الوقاية من العديد من الأمراض.
وقال وليد السيد أبو اليزيد، 52 سنة، مزارع، أنه صمم على تعلم القراءة والكتابة ليعرف كيفية التعامل مع الجمعية الزراعية ويعرف ما له من حقوق، فكان يصرف الأسمدة من الجمعية وهو لا يعرف ما يكتبه المشرف عن عدد الشكاير التى يصرفها لكل فدان، وحتى يعرف مواعيد زراعة المحاصيل، وما يتم زراعته من محاصيل فى فصل الصيف والشتاء، ويعرف كيف يتعامل مع التجار فى الأسواق عندما يتوجه للأسواق لشراء المواشى، وليجيد الحساب.
قالت فاطمة السيد ربة منزل، أن نجلها فى الحضانة ومش لاقيه إلى يعلمه، ويحفظه، ونجلتها فى الصف الثانى الإبتدائى، لا تجيد القراءة ولا الكتابة، فقررت هى وزوجها التوجه لفصل محو الأمية ليتعلما وليعلما ويحفظا طفلهم الصغير، مؤكدة أنهم عندما يعودوا للمنزل تجلس مع زوجها ليراجع معها ما درساه فى فصل محو الأمية.
قال الدكتور علاء جوده مدير إدارة غرب كفر الشيخ التعليمية، منذ إعلان اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ عن بدء الحملة، وجهنا صلاح عثمان وكيل وزارة التربية والتعليم بكفر الشيخ لفتح فصول محو الامية واستقبال الأهالى وتوفير المعلمين المتميزين فوجدناً اقبلاً من الدارسين وخاصة من السيدات، وسيكون هناك إقبال أكثر خلال الأيام المقبلة.
توعية السيدات بأخطار فيروس سي
توافد السيدات على محو الأمية
اليوم السابع داخل اللجان
جانب من فصول محو الأمية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة