المجالس النيابية المصرية هى أقدم البرلمانات فى المنطقة ومن أقدمها فى العالم، منذ قام الخديوى إسماعيل باشا بإنشاء مجلس شورى النواب، أول مجلس نيابى فى مصر فى عام 1866.
ومع تطور الحياة النيابة المصرية بتطورات الأحداث السياسية، أجريت أول انتخابات نيابية فى مصر بعد إقرار دستور مصر 1923، وهو الدستور الدائم الذى استمر إلى ما بعد قيام ثورة الضباط الأحرار فى 1952، فى 12 يناير من عام 1924، وهى أول انتخابات برلمانية فى البلاد.
الأحزاب المشاركة
لم يشترك فى هذه الانتخابات الكثير من الأحزاب، وذلك حسبما قال عبد الرحمن الرافعى فى مذكراته، حيث يقول "لم يكن يزاحم الوفد فى انتخابات سوى عدد قليل من مرشحى الحزب الوطنى والأحرار الدستوريين، وبعض المستقلين، إذ لم تكن الأحزاب بعد البلد كما حدث بعد ذلك، وكان مرشحى الحزب الوطنى يعتمدون على مبادئهم وماضيهم فى الجهاد، أما مرشحى الأحرار الدستوريين والمستقلون فكانوا يعتمدون فى مناطقهم على عصبياتهم العائلية ونفوذهم الشخصى.
اكتساح الوفد
بحسب الرافعى فى مذكراته "كانت الدلائل تدل على أن الوفد سينال الأغلبية الساحقة فى الانتخابات (وقتئذ)، فشخصية سعد زغلول، وزعامته للأمة، والمنزلة التى نالها فى نفوس المصريين كانت وحدها كفيلة بهذا الفوز.
ويتفق كلام "الرافعى" مع النتائج التى افرزت فوز الوفد 195 مقعد، مقابل 5 مقاعد فقط للحزب الوطنى آنذاك، بحسب تأكيد "الرافعى" نفسه.
ثورة النساء
شهد برلمان 1924، أولى محاولات المرأة المصرية للمشاركة فى الانتخابات، وبحسب الدكتور عادل عامر أستاذ القانون بجامعة طنطا، إنه خلال حفل افتتاح البرلمان فى مارس 1924 تقدمت المرأة بطلب حضور الحفل، وحملن لافتات كتب عليها: "احترموا حقوق نسائكم"، وطالبت بمنح النساء حق الانتخاب، وأمام إصرارها على الحضور تم تخصيص مقصورة لهن عام 1925 ثم مقصورتين، ثم تبع ذلك إعلان البرلمان بأنه سيناقش بالفعل حق المرأة فى التصويت أثناء انعقاد جلساته، توالت الأحداث التى طالبت فيها النساء بحقوقهن السياسية. إلى أن أثبتت التجربة نجاح المرأة فى مجال العمل البرلماني، حيث مثلت المواطنين بشكل جيد. وكان لها بصماتها الواضحة فى مسيرة الحياة النيابية، سواء فى مجالس الرقابة أو التشريع.
انتخابات نزيهة
العديد فى الانتخابات المصرية تمت توجية الإتهام لها بتزوير إرادة الناخبين، ورغم ما يتم نسبه إلى وجود تزوير لصالح الوفد فى انتخابات 1924، إلا أن بحسب الرافعى، فإنه تمكن من الفوز بفرق صوت واحد أمام مرشح الوفد، وهو ما يتفق مع الدكتور معتز بالله عبد الفتاح فى كتابه "مصر التى نريد"، بإن بأن مصر شهدت انتخابات عديدة مزورة بأستثناء انتخابات عامى 1924، و1950 التىين فاز فيهما حزب الوفد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة