تنتظر مصر، خلال الأيام المقبلة، فتح باب الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية ثم بدء الدعايا الانتخابية للمرشحين المقبولين، وهو ما يعيد إلى الأذهان صور وأحداث أحد أكثر الحملات الانتخابية تميزا فى تاريخ مصر، والتى شهدتها الانتخابات الرئاسية فى 2014 دعما للمرشح –وقتها- عبد الفتاح السيسى.
مع اللحظة الأولى لنجاح ثورة 30 يونيو وانحياز القوات المسلحة للإرادة الشعبية، تعلقت أذهان المصريين بصورة الزعيم الذى خلصهم من حكم جماعة الإخوان وهو وزير الدفاع وقتها الفريق أول عبد الفتاح السيسى، وتطورت أشكال الدعاية الانتخابية منذ تلك اللحظة عبر 4 مراحل، بدأت انطلاقا من مشاعر المواطنين فى الميادين والمحافظات من خلال دعوات وتصريحات ورفع لافتات تأييد وحب للسيسى الذى كان وزيرا للدفاع وقتها، ثم انتقلت لتتجسد فى أوسع حملة تأييد شعبية وهى حملة "كمل جميل"، التى جمعت أكثر من 20 مليون توقيع تطالب السيسى بالترشح.
الحملات الانتخابية فى 2014
المرحلة الثالثة، كانت إعلان الرئيس نيته الترشح وانتشار مئات الآلاف من الصور المهنئة والداعمة له من المواطنين فى كافة المحافظات وفى الشوارع الكبيرة والصغيرة، وصاحبها ظهور الأغانى الوطنية التى اشتهرت جدا وقتها، ثم جاءت المرحلة الرابعة والتى قادتها الحملة الانتخابية للرئيس السيسى من خلال تنظيم عدد من الفعاليات والمؤتمرات واللقاءات التليفزيونية التى تميزت بمشاركة كافة المذيعين وكافة القنوات بها فى سلسلة لقاءات متتالية.
وعلى مدار ذلك العام كانت الدعاية الانتخابية للمرشح المحتمل، وقتها، عبد الفتاح السيسى تتخذ اشكالا كثيرة، أغلبها ذو طبيعة خاصة لم تشهدها أى انتخابات فى مصر أو خارجها.
حملات مطالبة السيسى بالترشح.. نموذج مصرى من وحى الإرادة الشعبية
من صوره التى حملها المصريون فى ميادين ثورة 30 يونيو، انطلقت أولى الأصوات المطالبة له بالترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية، وتطورت تلك المطالبات على مدار عام كامل سبقت الانتخابات، من دافع شعبى ومن وحى حب المواطنين وتعلقهم به، وشعورهم له وللقوات المسلحة بالامتنان لدورهم فى ثورتى يناير ويونيو.
صور الدعاية الانتخابية فى 2014
وشهدت الميادين تحركات منفردة ومتفرقة ساعية للضغط على السيسى لإعلان ترشحه، لكنها لم تكتمل فى شكلها الأكبر إلا من خلال حملة "كمل جميلك".
حملة دعم السيسى
"كمل جميلك".. الدعاية الشعبية بملايين التوقيعات
لم تشهد انتخابات رئاسية أو غير رئاسية، داخل مصر أو خارجها، ما شهدته الانتخابات الرئاسية فى 2014، حيث كونت حملة "كمل جميلك" الشعبية ظهير شعبى بالملايين لم يكن دوره فقط الدعايا له، بل الضغط عليه من أجل الترشح، وهو ما نجحت فيه بعد أن أعلن السيسى ترشحه فى 26 مارس 2014، معلنا استجابته للإرادة الشعبية التى شارك بعضها فى حملة كمل جميلك بتوقيع أكثر من 20 مليون استمارة مطالبة بالترشح.
حملة كمل جميلك
شوارع مصر تمتلأ بمئات الآلاف من اللافتات المجانية للسيسى
بعد أن أعلن السيسى نيته الترشح للرئاسة دخلت الدعاية الانتخابية مرحلة أكثر توسعا، حيث تحولت شوارع مصر فى المدن والقرى بكافة المحافظات إلى ساحات دعائية مجانية لدعم السيسى، وامتلأت المنازل والأسوار والشوارع بصور المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى، وكان الحضور الدعائى للمرشح المنافس حمدين صباحى ضعيف جدا فى مواجهة شعبية السيسى الجارفة.
صور الدعاية الانتخابية فى
2014
المؤتمرات واللقاءات التليفزيونية.. "الطريق الأقصر للمواطن"
الرئيس السيسي
على عكس ما كان يتمناه الملايين فى كافة المحافظات بأن يروا السيسى زائرا لهم فى مؤتمرات شعبية، قررت حملة السيسى أن تستثمر الوقت المخصص للدعايا الانتخابية فى عقد عدد من المؤتمرات النوعية، مثل مؤتمر المرأة المصرية، إضافة إلى جدول ملىء باللقاءات التليفزيونية لضمان إيصال رسائله إلى أكبر عدد من المواطنين بأسهل الطرق نظرا لضيق الوقت وعدم إمكانية التحرك بكافة المحافظات، وفى نفس الوقت كان المرشح المنافس حمدين صباحى، يجرى أيضا عددا من اللقاءات التليفزيونية والمؤتمرات الشعبية فى عدد من المحافظات.
السيسيى فى أحد اللقاءات التليفزيونية
وأجرى السيسى وقتها الكثير من اللقاءات بأغلب الإعلاميين الذين تجمع بعضهم من قنوات وبرامج مختلفة فى حوار واحد مع المرشح عبد الفتاح السيسى.
كما لعبت الحملة الرئاسية للمرشح عبد الفتاح السيسى دورا كبيرا فى التواصل مع الإعلام وعقد المؤتمرات والندوات، كما أضافت الأغنيات التى دعمت السيسى روحا حماسية ووطنية على نمط الدعايا الانتخابية فى معركة الرئاسة فى 2014.
جانب من اللقاءات التليفزيونية
