محمود سعد الدين

500 كلمة فى حق الشهيد أحمد شبراوى

الأربعاء، 10 يناير 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع بداية عمليات حق الشهيد بسيناء، أعدت القوات المسلحة فيلما تسجيليا لبطولات جنودنا وضباطنا بالجيش، حمل عنوان «المارد»، وكان المشهد الأول فى الفيلم للضابط أحمد شبراوى، يتحدث بصوت قوى: «جاهزين يا رجالة»، فيردد الجنود خلفه: «جاهزين يا فندم»، وكانت تلك إشارة البدء لعمليات طويلة فى مواجهة التكفيريين مستمرة حتى الآن، يسقط فيها شهداء يوميا على أرض الفيروز، كان شبراوى واحدا منهم.
 
شبراوى كان قائد سرية فى الكتيبة 103 بسيناء، وسقط شهيدا فى نفس العملية العسكرية- البرث- التى استشهد فيها القائد أحمد منسى، والحكايات التى تتناقل عن العلاقة بينهما كثيرة، لدرجة أن ملابس المنسى بسيناء وصلت إلى أهل شبراوى مع ملابس شبراوى، وبعد ذلك تم إرسالها لعائلة المنسى.
 
إنسانيات الرجل كانت طاغية فى كل تعاملاته، لأنه مثلا كان يزور كل المصابين فى سيناء بعد أى عملية إرهابية، ويطمئن عليهم وعلى ذويهم، فضلا عن أنه كان متعلقا بقادته فى الجيش، وتحديدا العقيد رامى حسانين، قائد كتيبة الصاعقة، لدرجة أن شبراوى أوصى زوجته الفاضلة بأن تسمى طفلته الصغيرة على اسم ابنة الشهيد رامى حسانين «تالين».
 
من بين الحكايات المتناقلة عن الرجل أيضا، أنه كان دائما يبدأ فى الهجوم، ويتقدم الصفوف قبل جنوده، حتى إن أحد جنوده ذهب لوالدته بعد الاستشهاد، وقال لها: «أدين بروحى للشهيد شبراوى، فالمفروض أن أكون فى المقدمة، ولكنه رفض وتقدم هو الصفوف، واستشهد ليفدينى».
 
واقعة غريبة أيضا تكشف ترتيب ربنا عز وجل لهذا الشهيد، فالأسرة قبل 48 ساعة من استشهاد شبراوى اشترت مقبرة جديدة وجهزتها، اشترتها يوم الأربعاء، واستشهد شبراوى فجر الجمعة، سبحان الله، وكأن هذه المقبرة تم شراؤها من أجله.
 
رحل شبراوى تاركا خلفه طفلين، عمر وتالين، عمر 4 سنوات، وتالين 5 أشهر، خرجت إلى الدنيا بعد استشهاد والدها، وتحكى الزوجة الفاضلة أنها كانت تشاهد زوجها وهى فى غرفة العمليات وقت ولادة تالين.
 
الطفل عمر لا يزال حتى الآن يتذكر المكالمة الأخيرة بينه وبين والده، كانت قبل الاستشهاد بـ24 ساعة، طلب الشهيد شبراوى من عمر أن يستمع جيدا لتعليمات والدته، وطلب من والدته أن تلعب مع عمر بـ«العجلة» كما يحب، لأنه قد لا يستطيع أن يلعب معه بعد ذلك.
 
كلمات عمر عن والده البطل تهز قلب أى رجل، وتزيدنا حزنا على شاب بطل بقدر الشهيد شبراوى، وتدفعنا أن نقدم تحية تقدير واحترام لهذا البطل الذى ضحى بحياته من أجل أن نبقى وتبقى هذه البلاد.
 
إلى عمر أحمد شبراوى:
عمر ابن الغالى أحمد شبراوى، سيبقى والدك رمزا للبطولة والشهادة، سيبقى أيقونة بين أصدقائه فى سيناء، سيبقى فخرا للدولة المصرية، فخرا لشجاعته وإقدامه وإصراره على مواجهة كل صاحب فكر شاذ يحاول أن يضر البلاد، سيبقى والدك قدوة للجميع، وعندما تكبر سيناديك أصحابك بابن الشهيد، وما أجمله لقب، نعم أنت ابن الشهيد، وسيقدم لك أساتذتك فى المدرسة التحية كل صباح، ستكون أنت عنوان الفصل الدراسى، وستكتب عنه أول موضوع تعبير يطلب منك فى حصة اللغة العربية بعنوان «أنا ابن الشهيد».
 
تحية لك ولشقيقتك الصغيرة تالين، وحفظكما الله من كل سوء.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة