هل يمكن أن تكون الرياضة سببًا فى فض غشاء البكارة.. جدل حول تأثير ركوب الخيل والعجل والجمباز.. مواقع أجنبية تؤكد ضررها.. وأطباء: تحديد أسباب فضه لا يمكن كشفها.. ولا يعد مقياسًا لممارسة الجنس من عدمه

"متنطيش من مكان عالى عيب"، "متلعبيش جمباز عشان خطر عليكى"، "بلاش تركبى العجلة دى عشان أخوكى بس" جمل ترددت على مسامع معظم الفتيات فى مجتمعنا الشرقى دون تفسير أحيانًا لسببها، وبتفسير أحيانًا أخرى، وسواء صارحت الأم ابنتها عن مخاوفها فقدان العذرية خلال ممارستها للرياضة أو لا، فالأمر سيان حيث إنه يتلخص كله فى "غشاء البكارة وإمكانية فضه".

المشكلة ليست فقط فى مجتمعنا الشرقى

خلال بحثى عن حقيقة هذه المخاوف ومصادر ترددها وجدت العديد من المواقع الأجنبية الإلكترونية تنشر مقالات طبية تؤكد مخاوف فقدان العذرية خلال ممارسة الرياضة، ولكن مع ذلك لا توجد دراسة علمية واحدة تم نشر تفاصيلها حول هذا الأمر إنما كلها مقالات منسوبة لأطباء أجانب أو دون ذكر مصدر معين.

ومن بين ذلك، ما ذكره موقع "Plannedparenthood"، عن طبيعة غشاء البكارة فى كونه نسيج رقيق، يقع فى فتحة المهبل، ويكون عبارة عن نسيج به فتحات ينزل منها دم الدورة الشهرية بسلاسة، ويتمدد فى فتحته مع أول مرة يحدث اتصال جنسى مهبلى، والتى قد تسبب بعض الألم أو النزيف. ولكن هذا لا يحدث للجميع بنفس الشكل، مشيرًا إلى أن هناك طرقًا أخرى يمكن أن تمتد فتحة الغشاء بها مثل: ركوب الدراجة، ممارسة الرياضة، أو وضع شيء فى المهبل الخاص بك، وعندها لا يمكن أن يعود كما كان مرة أخرى.

أما عن موقع "Sexinfo online"، فقد صدر عنه أن النشاط البدني، خاصة فى رياضة مثل ركوب الخيل أو الجمباز، يمكن أن يسبب فتح غشاء البكارة، وإذا فض غشاء البكارة أثناء الممارسة المكثفة لهذه الأنواع من الرياضات، فإنه قد لا يكون مؤلمًا خلال حدوثه، مشيرًا إلى أنه إذا نزلت دماء من البنت بعد الانتهاء من النشاط ولم يكن فى موعد الدورة الشهرية فقد يكون ناتج عن فض غشاء البكارة.

وتستمر هذه المخاوف فى التزايد، مع ما نشره موقع "ourbodiesourselves"، عن تصريحات الدكتور كارول روي، أستاذ التمريض فى كلية هنتر وممرض ممارس متخصص فى رعاية المراهقين الأولية والصحة الإنجابية بالولايات المتحدة الأمريكية، الذى يؤكد أنه على عكس ما تعتقد الفتيات أن غشاء البكارة قطعة مسطحة من الأنسجة التى تغطى المهبل، والتى تثقب أثناء الجماع، إنه ليس كذلك وإذا كان كما هو معتقد، لكانت الفتيات غير قادرة على الحيض قبل أن تفقد عذريتها لأنه لن يكون هناك منفذ لخروج الدم.

غشاء البكارة ليس مقياس للعذرية

وأضاف الدكتور كارول روى أن العذرية لا يمكن أن تقاس فقط بغشاء البكارة، لأنه قد يتضرر من ركوب العجلة أو من علاقة جنسية أو تكون مشكلة من الولادة أن الفتاة ولدت بدون غشاء البكارة من الأساس، ولا يمكن تحديد أى سبب أفقدها غشاء البكارة عند الكشف عليها، فعلى الرغم أنه فى الولايات المتحدة الأمريكية هناك سرية فى المعلومات الخاصة عن الفتيات حتى عن والديهن إلا أنه حتى حال أمكن الإفصاح إذا كانت الفتاة عذراء من عدمه، فلا يمكن لطبيب معرفة ذلك لأن أسباب فض الغشاء كثيرة وبالتالى لا تعبر عن العذرية وعدم ممارسة الجنس من قبل.

ويتناسب رأى الدكتور كارول روى، مع ما أكده الدكتور محمد جبريل، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب الأزهر، الذى أكد أن غشاء البكارة أنواع فيوجد الغشاء المطاطى الذى لا ينزل دم حتى مع إجراء علاقة زوجية كاملة، ولا يكون فضه إلا مع ولادة الأم لطفلها الأول، ويوجد أنواع أخرى مثل الهلالى وغيره ولكل منهم طبيعة وشكل وصفات فى سهولة الفض أو صعوبته وكذلك نزول الدم من عدمه، مؤكدا أنه يوجد سيدات لا يولدن بغشاء بكارة فى حين تولد أخريات بغشاء لا يوجد فيه فتحة لنزول الدورة الشهرية ويحتاج لعملية من أجل إحداث فتحة لخروج الدم.

فى حين أنه اختلف تمامًا مع فكرة أن ممارسة الرياضة للفتيات قد تفض الغشاء، مهما كانت طبيعتها سواء عنيفة أو متطلبة لمرونة عالية مثل الباليه والجمباز، مؤكدًا أن الرياضة مستحبة جدًا وبالعكس تعطى للسيدة صحة ونشاط وليس لها تأثير إطلاقًا فغشاء البكارة محمى وعلى بعد 2 سنتيمتر من فتحة المهبل ولا يتأثر بسهولة بأى حال من الأحوال، إنما الحالة الوحيدة التى قد تشارك فيها الرياضة هى السقوط خلال ممارستها عند هذه المنطقة من الجسم والاحتكاك بجسم صلب، فهى قد تؤدى لذلك بشكل غير مباشر فقط.