نشرت صحيفة "ديلى ميل" تقريرا عن الأنفلونزا الأسترالى التى تسببت فى وفاة شخص فى أيرلندا خلال الأسابيع القليلة الماضية، فيما أكد مدير الخدمات الصحية الأيرلندية أن 73 شخصا آخرين دخلوا المستشفى.
وتظهر إحصاءات الحكومة البريطانية أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص أصيبوا بالإنفلونزا الأسبوع الماضي، حيث نتج الارتفاع الحاد فى الحالات عن زيادة فى نوعين أكثر شراسة من أنواع الأنفلونزا.
وحذر الأطباء فى المملكة المتحدة من أنه قد يكون أسوأ تفشى منذ 50 عاما، حيث كشفت الأرقام الرسمية عن وقوع حالات أكثر من الضعف فى أسبوع واحد فقط.
وتظهر الإحصاءات الحكومية أن حوالى 1.111 شخص تعرضوا للإصابة بالأنفلونزا مع انخفاض درجات الحرارة الأسبوع الماضى، بزيادة 156% عن الأسبوع الماضى.
وقال التقرير إنه رغم أن عدد الوفيات المرتبطة بالأنفلونزا المسجلة فى ايرلندا حتى الآن أقل من 10 أشخاص، فإن 73 شخصا قد دخلوا إلى المستشفى، ويحث المدير التنفيذى للخدمات الصحية الايرلندية الناس على الحصول على التطعيم.
وقالت السلطة التنفيذية فى بيان لها أن عدد حالات الأنفلونزا المبلغ عنها ازداد فى الأسبوع قبل عيد الميلاد، وأن الأنفلونزا تنتشر حاليا فى أيرلندا.
وفى الوقت نفسه، أظهرت الأرقام الصادرة عن صحيفة الصحة العامة بإنجلترا ارتفاعا حادا فى الحالات التى سببتها زيادة فى نوعين شرسين يهاجمان السكان فى وقت واحد.
وتحث السلطة التنفيذية، المواطنين وخاصة الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، على ضرورة تلقى التطعيم الخاص بالإنفلونزا.
وتشمل هذه الفئات الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما أو يزيد، أو أى شخص مصاب بمرض مزمن، وجميع النساء الحوامل، وكذلك الأشخاص فى دور الرعاية أو مرافق الإقامة الطويلة.
وفى الوقت نفسه، أظهرت الأرقام الصادرة عن صحيفة الصحة العامة بإنجلترا ارتفاعا حادا فى الحالات التى سببتها زيادة فى نوعين شرسين يهاجمان السكان فى وقت واحد، ويشمل ما يسمى "الأنفلونزا الأسترالي"، سلالة من الأنفلونزا A التى تسببت فى دخول المرضى المستشفيات فى أستراليا خلال فصل الشتاء.
وأدى النوع الثانى H3N2 إلى ظهور ضعفين ونصف العدد الطبيعى للحالات فى أستراليا.
ويخشى الخبراء من أن تكون سلالة الأنفلونزا التى وصلت إلى المملكة المتحدة قد أصبحت مميتة مثل أنفلونزا هونج كونج فى عام 1968 والتى أسفرت عن مصرع مليون شخص.
وأضاف التقرير أنه عادة ما يكون هناك نوع واحد فقط، سواء أنفلونزا A أو B، هو المسئول عن غالبية الحالات، والذى ينتشر أسهل بكثير فى الطقس البارد، مشيرا إلى أنه تم تسجيل خلال الأسبوع الماضى 522 حالة من الأنفلونزا A، و546 من الأنفلونزا B فى جميع أنحاء إنجلترا وويلز.
ومع ذلك، لا يظهر هذا الشتاء أى علامات على التباطؤ، حيث من المتوقع أن ترتفع حالات الأنفلونزا بشكل أكبر فى الأسابيع المقبلة.
وقال البروفيسور روبرت دينجوال خبير الصحة العامة فى جامعة نوتنجهام، أن الأنفلونزا يمكن أن تسفر عن مصرع عدد كبير من الأشخاص مثل تفشى أنفلونزا "هونج كونج" فى عام 1968 الذى أسفر عن مصرع مالا يقل عن مليون شخص.
من جانبه، قال الدكتور أشرف العدوى استشارى الأمراض الصدرية، وخبير بمنظمة الصحة العالمية، أن سلالة الأنفلونزا الموسمية التى تصيب الإنسان هى 3 سلالات الأول وهو "AH1N"، والأنفلونزا AH3N2 والأنفلونزا" B "، موضحا أن فيروس الأنفلونزا لديه القدرة على التحور، والتغير، ولذلك يتم تحديث تركيب لقاح الأنفلونزا الموسمية سنويا لمجابهة هذه التحورات.
وقال استشارى الأمراض الصدرية أن السلالة الموجودة حاليا فى أستراليا هى بسبب سلالة" H3N2"، وهى سلالة جديدة متحورة تؤدى إلى الإصابة بأعراض شديدة للأنفلونزا وهى أسوأ موسم شتاء فى أستراليا، لأنها تعتبر الأعنف منذ 50 عاما، وتؤدى للإصابة بالأنفلونزا الموسمية، لكنها أكثر عنفا، وأكثر خطورة، وأعراضها تشبه الأنفلونزا الموسمية، ولكنها أكثر شدة وأكثر حدة، وتؤدى إلى الإصابة بالمضاعفات الخطيرة مثل الالتهابات الرئوية، وخاصة فى الفئات الأكثر عرضة للإصابة بهذه المضاعفات، من كبار السن، الأكثر من 65 سنة، والأطفال أقل من عامين، والحوامل وأصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من الأمراض المزمنة، وأمراض نقص المناعة.
وقدم استشارى الأمراض الصدرية أهم طرق الحماية من الأنفلونزا الموسمية بصفة عامة:
أولا: غسل اليدين بالماء والصابون باستمرار .
ثانيا : وضع منديل الفم والأنف أثناء السعال والعطس.
ثالثا : استخدام المناديل الورقية والتخلص منها فى سهلة المهملات مباشرة.
رابعا : ابعد يديك عن الأنف والفم وعينيك واحرص على التنظيف المستمر للأسطح بالمطهرات.
خامسا : الالتزام بالمنزل عند الشعور بأعراض الأنفلونزا، واستشير الطبيب .
وأوضح الدكتور أشرف العدوى أن عقار "التامنيل" هو العقار المتوافر لعلاج جميع أنواع الأنفلونزا، ومتوافر بمستشفيات وزارة الصحة فى مصر، موضحا أن مصر يوجد بها السلالة " H3N2 " فى مصر والعالم، ولكن الموجود فى أستراليا أكثر عنفا حاليا، وهو فيروس يمكن أن ينتشر فى العالم، قائلا: "المهم أنه يوجد دواء له، وهناك برتوكول للعلاج متوافر فى مصر"، مؤكدا أنه قد يؤدى إلى الوفاة فى المجموعات عالية الخطورة، حيث يصاب سنويا مليار شخص بالأنفلونزا الموسمية، منهم 5 ملايين حالة تحتاج إلى دخول المستشفيات نتيجة الإصابة بمضاعفات خطيرة، قد يتوفى منهم فى المتوسط من 300 إلى 500 ألف شخص سنويا على مستوى العالم، موضحا أن نسبة الوفيات تكون أكثر فى المجموعات عالية الخطورة.
وأشار الدكتور أشرف العدوى إلى أن بعض المواسم أكثر شدة من بعض المواسم الأخرى، وهو الموجود فى أستراليا فى الوقت الحالى.
من جانبها، قالت الدكتورة مايسة شرف أستاذ الأمراض الصدرية بطب القاهرة، أن الأنفلونزا المنتشرة حاليا فى أستراليا كانت قد بدأت فى إنجلترا، وهى سلالة" H3N2"، وهو نوع متحور من فيروسات الانفلونزا، ويتميز أنه يختلف فى الأعراض عن الأنفلونزا الموسمية العادية، حيث يتميز بارتفاع الحرارة بصورة أكبر، وشدة الأعراض وأخطرها هو الإصابة بالفشل التنفسى نتيجة إصابتها للحويصلات الهوائية، مما يمنع تبادل الغازات أو دخول الأوكسجين للجسم، روج ثانى أكسيد الكربون، مما يؤدى لدخول المريض إلى العناية المركزة، موضحة أن هذا الفيروس، هو فيروس متحور من فيروس الأنفلونزا، وللأسف التطعيمات الموجودة حاليا غير فعالة فى الوقاية منه .
وأضافت أن هذا النوع من الأنفلونزا يصيب كبار السن فوق السبعين، وصغار السن أقل من 4 سنوات، ومرضى الفشل الكبدى، والكلوى، ومرضى اللأورام، والحوامل، ومرضى السكر غير المنتظم، موضحة أن طرق الوقاية تتمثل فى التهوية الجيدة، وغسل الأيدى، وعدم البصق على الأرض، وضع منديل على الفم والأنف عند العطس والكحة، واستعمال القناع الواقى أو الكمامة فى الأماكن المزدحمة والمغلقة، والاهتمام بالغذاء الذى يحتوى على فيتامين "A,C".
وقالت : "عند الإصابة بأعراض شديدة يجب التوجه إلى الطبيب للتشخيص"، وتنصح الأطباء عند مقابلة حالة شديدة قادمة من البلاد المصابة مثل استراليا أو انجلترا يتم اجراء مسحة من الحلق لتشخيص سلالة الفيروس، حتى الآن فى مصر لم يتم عزل حالة من الأنفلونزا الاسترالى حتى الآن، ويبلغ عدد الحالات المصابة فى استراليا إلى حوالى 70 ألف حالة حتى نهاية عام 2017 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة