واشنطن والدوحة .. 100 يوم مراوغة قطرية لعدم تنفيذ المطالب الـ 13 فى العلن..وتلعب بالموافقة فى السر.. ترامب يعرض الوساطة بعدما وصف الدوحة بالممول الرئيسى للإرهاب.. وتيلرسون يتسبب فى ارتباك الموقف الأمريكى

الجمعة، 08 سبتمبر 2017 10:00 م
واشنطن والدوحة .. 100 يوم مراوغة قطرية لعدم تنفيذ المطالب الـ 13 فى العلن..وتلعب بالموافقة فى السر.. ترامب يعرض الوساطة بعدما وصف الدوحة بالممول الرئيسى للإرهاب.. وتيلرسون يتسبب فى ارتباك الموقف الأمريكى تميم مدعم الارهاب
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على الأزمة بين قطر والدول العربية الرافضة لدور قطر المشبوه فى دعم الإرهاب، لا يزال الموقف الأمريكى مرتبكا ما بين مصالح شخصية لوزير الخارجية ريكس تيلرسون فى دعم إمارة تميم، وسياسة الرئيس ترامب المؤيدة للدول العربية والرافضة لتأييد قطر للتطرف والإرهاب واحتضانها له. وربما كانت "المراوغة" أفضل ما يمكن أن يصف موقف واشنطن من الأزمة التى تسببت فيها الدوحة بخروجها عن الصف العربى وتبنيها لسياسات مزعزعة لاستقرار الدول وللمنطقة كلها.

 

 وتزامنا مع مرور 100 يوم على الأزمة الأخطر لقطر والتى تهدد اقتصادها وعلاقاتها الدولية، عرض الرئيس دونلد ترامب أن يتوسط بشكل شخصى لحل الأزمة، بعدما فشلت محاولات وزير خارجيته ريكس تيلرسون المتكررة  للوصول إلى تسوية للموقف. وخلال استقباله لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح فى البيت الأبيض أمس، الخميس، قال إنه بينما يحترم وساطة الكويت، إلا أنه مستعد لكى يقوم بدور الوسيط.

إلا أن العديد من مراكز الأبحاث الأمريكية ترفض التهاون مع قطر، وتدعو واشنطن إلى ضرورة اتخاذ موقف صارم من الدوحة فى ظل سياستها المقوضة للاستقرار الداعمة للإرهاب والهادمة للمصالح الأمريكية.

 وفى جلسة عقدها مجلس الشيوخ الأمريكى فى أواخر يوليو الماضى طرحت إيلانا روز ليتنين، رئيسة لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أثناء جلسة اللجنة، تساؤلات جديدة بشأن مدى ملائمة قطر، لاستضافة القاعدة الجوية الأمريكية "العديد" فى ظل فشلها فى التحرك ضد ممولى الإرهاب، موضحة أن دور نقل تمويل للإرهابيين أو فشلها فى منع الآخرين من إرسال أموال للجماعات المحظورة، يجب أن يثير تساؤلات بشأن استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فيها.

وقالت روز: لا يمكننا أن نسمح بأن تستغل قاعدتنا كوسيلة لتبرير هذا النوع من السلوك.. لقد عرف عن قطر، كونها بيئة متسامحة مع تمويل الإرهاب.. وبحسب تقارير فهى مولت منظمات مدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية بالإضافة إلى مجاميع عدة متطرفة تنشط فى سوريا".

 

وأوضحت أن السعودية والإمارات العربية حاولتا إثناء قطر عن هذه الممارسات منذ فترة طويلة، مستطردة: "كاترين باور وهى موظفة سابقة رفيعة المستوى فى وزارة الخزانة الأمريكية قالت مؤخرًا فى محاضرة ألقتها، إن المملكة العربية السعودية والإمارات حاولتا لفترة طويلة من الزمن إيقاف تصرفات قطر فيما يخص تمويل الإرهاب.

وفى السياق ذاته، تحدث جوناثان سكانزر، نائب رئيس مركز الدفاع عن الديمقراطيات البحثى الأمريكى، فى شهادته أمام اللجنة عن دعم قطر للكيانات الإرهابية ودعمها للجهاديين فى سوريا وليبيا وللإخوان وطالبان، مشيرًا إلى أن دعمها لمثل هذه الكيانات مزعج على وجه التحديد فى ظل استضافتها للقاعدة العسكرية الأمريكية التى تشن منها واشنطن عملياتها على الإرهاب.وأكد سكانزر، على أن قطر استغلت ثروتها الهائلة وقوتها الناعمة لتقويض المصالح الأمريكية بما فى ذلك حلفاء أمريكا، مضيفًا أنه عندما واجهت الولايات المتحدة الدوحة فى هذا صلتها بالإرهاب كان الرد القطرى متراخيا أو مقللًا من أهميته.

 

وأوضح سكانزر أن قطر عملت من أجل القاعدة فى سوريا، ووعدت بتقديم دعم مالى إضافي لو قامت جبهة النصرة بتغيير علاقتها بالقاعدة وأن تنأى بنفسها عن التنظيم الإرهابى، حيث رصد أيضا فشل قطر فى ملاحقة أى من ممولى الإرهاب، لاسيما من يقومون بتمويل القاعدة، مشيرًا إلى أن مسئولى وزارة الخزانة وثقوا هذا الأمر ففى مارس 2014 على سبيل المثال وصف مساعد وزير الخزانة للاستخبارات المالية والإرهاب ديفيد كوهين قطر بأنها متساهلة قضائيا مع ممولى الإرهاب، واتهم الدوحة فى أكتوبر هذا العام بمنح حصانة قضائية لأبرز ممولى الإرهاب ومنهم خليفة الصبيحى وعبد الرحمن النعيمى القطريين اللذين يواجهان اتهامات من الأمم المتحدة والولايات المتحدة لجمع ملايين الدولارات لصالح القاعدة.

ودعا الخبير الأمريكى، فى شهادته الولايات المتحدة إلى البحث عن بدائل أخرى للقاعدة العسكرية الأمريكية فى الدوحة، على الأقل لتمنح واشنطن حرية كافية فى الضغط على الدوحة عندما تخطئ، موضحًا أنه من غير المعقول أن تكون هناك قاعدة أمريكية جوية تقوم بعمليات على بعد أميال قليلة من عناصر حماس والدوحة الموجوين فى قطر، ومن بين البدائل التى طرحها قاعدة الظفرة فى الإمارات الواقعة جنوب شرق أبو ظبى، وقاعدة الشهيد موفق الجوية فى الأردن والتى لعبت دورا فى الحرب على داعش، وقاعدة الشيخ عيسى الجوية فى البحرين، ومطار أربيل الدولى بكردستان العراق.

وقدم سكانزر فى النهاية عدة توصيات للسياسة الأمريكية إزاء قطر، وقال إن على الكونجرس أن يبحث تشريعات تفرض رقابة مشددة على تمويل قطر للإرهاب.

من ناحية أخرى، قال إيلان جولدنبرج، مدير برنامج الشرق الأوسط بمركز أمن أمريكى، إن قطر تمثل شريكًا معقدا للولايات المتحدة، فمن ناحية اتبعت سياسة تتضمن بناء علاقات مع عدد من الأطراف التى تجدها الولايات المتحدة مقلقة للغاية منها الجماعات المتطرفة فى سوريا وطالبان وحماس والإخوان، ومن ناحية أخرى، تستضيف قاعدة جوية أمريكية، كما أن تعاملها مع هذه الأطراف جعلها طرف اتصال مفيد عندما تكون الدبلوماسية مطلوبة.

 

وفيما يتعلق بالأزمة الحالية بين قطر ودول الخليج، دعا جولدنبرج إدارة ترامب إلى اتخاذ عدة خطوات لتعديل سياستها الحالية فى التعامل معها، أولها أن يكون لديها رسالة واحدة لجميع شركائها، فلا يمكن أن ينتقد الرئيس قطر علانية فى الوقت الذى يقوم فيه وزير خارجيته بدور الوسيط.

 

إلا أن الدور المشبوه لوزير الخارجية ريكس تيلرسون فى أزمة قطر هو السبب الرئيسى لارتباك الموقف الأمريكى، فلا يبدو أن تيلرسون يهتم بمخاوف الأمن القومى الأمريكى بقدر ما يهتم بمصالحه الشخصية.

ولا يتفق مع رئيسه الذى وصف قطر بأنها الممول الرئيسى للإرهاب فى المنطقة. وقد كشف تقرير لمنظمة كلاريون عن علاقة تيلرسون بقطر، وأشار إلى أن شركة إكسون موبيل، التى كان يتولى رئيس مجلس إدارتها قبل توليه مهام الخارجية الأمريكية، هى عضو مؤسس فى مجلس الأعمال القطرى الأمريكى فى عام 1996، وهى كيان تم تأسيسه من قبل النظام القطرى، وقتها كان تيلرسون مسئول رفيع المستوى. وبعد توليه رئاسة الشركة النفطية العملاقة، أصبح عضو فى الهيئة الاستشارية لمجلس الأعمال القطرى الأمريكى.. كما أن نائب رئيس إكسون موبيل للإنتاج مدرج كعضو فى مجلس مدير المجلس.

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة