بالصور.. التاريخ المدفون بمنزل الزعيم عرابى بمسقط رأسه بـ"رزنة"

"إننى فلاح وابن فلاح مصرى، بذل كل ما فى طاقته لحرية بلاده العزيزة التى ينتمى إليها، والتى أحبها الحب كله، وأخلص لها الاخلاص كله، وإذاكان سوء حظى حال بينى وبين خدمة بلادى، وإذا كنت اليوم أغادر بلادى الحبيبة، فكفانى فخر أنى أترك مصر وأنا مقتنع كل الاقتناع بأن مرور الأيام سوف يوضح للعالم كله، عدالة قضيتنا وعظمة الأهداف التى قامت من أجلها ثورتنا".. تلك الكلمات الخالدة للزعيم الراحل "أحمد عرابى" قائد الثورة العرابية، الذى تستعد محافظة الشرقية للاحتفال بعيدها القومى يوم السبت المقبل، التاسع من شهر سبتمبر، وذلك من كل عام، لإحياء ذكرى وقوف الزعيم أحمد عرابى فى وجه الخديوى توفيق، عارضًا مطالب الجيش والشعب.

منزل الزعيم "عرابى" الكائن بقرية هرية رزنة، التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، والشاهد على مولد ونضال "عرابى" مهدد بالانهيار، المنزل الذى به تاريخ مدفون منذ عشرات السنين، وتحمل جدرانه صور فوتوغرافية للزعيم وأسرته، والذى يحمل عبق التاريخ، تحول إلى خرابة بعد أن كان يقصده السياح من كافة الدول لمشاهدته، آثار الشرقية أعدت دراسة علمية عن المنزل، وأرسلت أكثر من مرة إلى الهيئة ومحافظ الشرقية لترميم المنزل، خشية انهياره فى أى لحظة، ولكن الخطابات ما زالت فى الأدراج لم يطلع عليها أحد.

يقول "مصطفى شوقى إبراهيم" مدير عام آثار الشرقية للآثار القبطية والإسلامية، بعد انتهائه من إعداد دراسة علمية عن منزل الزعيم عرابى بقرية هرية رزنة بالشرقية، إن المنزل مبنى من الطوب اللبن والخشب، وهو عبارة قوالب من الطين، وبنى المنزل فى عصر محمد على "1805- 1848"، أى أن عمر المنزل اقترب من 212 سنة، وعام 1862 أصدر الزعيم جمال عبد الناصر قرارًا باعتبار المنزل فى عداد الآثار الإسلامية، ويقع منزل الزعيم عرابى وسط الكتلة السكانية، بمساحة 150 مترًا مربعًا متفرعًا من شوارع وحارات عديدة أغلب هذه الشوارع والحارات بعرض "2 متر"، والمنزل مكون من دورين الدور الأرضى به ثلاث حجرات إحداهما بها فرن وحجرة المجلس يطلق عليها "المندرة"، والحجرة الثالثة كانت تستخدم كخزين للحبوب، والطابق الثانى هو عبارة عن حجرة المقعد وهى حجرة واحدة، أمامها باقى سطح المنزل.

وأضاف "شوقى"، أن المنزل الآن فى حالة سيئة جدًا، حيث يوجد تآكل فى طبقة التليس، حيث إنها صنعت من الطين والتبن المخمر، بالإضافة إلى تآكل بالجدران نتيجة مياه الأمطار والمياه الجوفية، كما أن السلم الخشبى المدرج بالطوب اللبن متآكل وبحالة سيئة جدًا، وأيضًا الفرن المبنى من الطين، والأبواب والشبابيك متآكلة وبحالة سيئة، وتواجد الفطريات والحشرات بسقف المنزل.

وأشار "شوقي"، أن منطقة آثار الشرقية للآثار الإسلامية والقبطية، قامت بإجراءات عديدة منذ عام 2010 وحتى الآن، وللأسف لا توجد اعتمادات مالية من قبل المجلس الأعلى للآثار سابقًا ووزارة الآثار حاليًا، حيث تم مخاطبة رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية، ومحافظ الشرقية، أكثر من مرة لترميم المنزل، وخاصة أن القيمة المطلوب لتطوير المنزل ليس مبالغ فيه، ولكن لم يتم الرد حتى الآن.

وناشد "شوقى" اللجان الشعبية بمدينة الزقازيق، ورجال الأعمال، بسرعة ترميم المنزل، من خلال تشكيل لجنة تشرف عليها وزارة الآثار أو محافظة الشرقية، للحافظ على ذلك الأثر التاريخى.

وتقول "فايقة فهيم" عضو مجلس النواب بالشرقية، إنها سوف تتقدم بطلب إحاطة لوزير الآثار، للمطالبة بمتابعة أثار الشرقية وتطويرها، وتنشيط السياحة داخل المحافظة، فضلاً عن ترميم منزل الزعيم "عرابى".

وقال كمال أبو ضيف، عضو مجلس إدارة جمعية الزعيم أحمد عرابى الثقافية، ومسئول لجنة المحافظة على تراث أحمد عرابى، ومن أبناء قرية هرية رزنة، "إنه لا توجد رقابة على المنزل، مما دفع البعض من الجيران، بيجروا على المنزل، والمكان سيئ جدًا، وسبق وتم تقديم مقترح طلب لجامعة الزقازيق، من أجل تسجيل السيرة الذاتية للزعيم، كصوت وضوء، ولكن دون استجابة، ومحافظ الشرقية لم يستجب لتطوير المنزل، خاصة أن المنزل أصبح عرضة لتعاطى المخدرات".

ويضيف "محمد ذكى" أمين الإعلام بحزب الوفد بالشرقية، أن هناك علامات استفهام كبيرة حول عدم ترميم منزل الزعيم "عرابى"، خاصة مع تقديم العديد من الطلبات التى تطالب بترميم المنزل للمحافظة على التراث.