مدينة أثرية أمدتنا بأعظم الآثار والبرديات الفرعونية، رغم ما تعرضت له من نهب من قبل الإنجليز والتعامل الخاطئ مع مبانيها الأثرية من قبل المزارعين بالقرية.. إنها مدينة "أم البريجات" التى تقع على بعد 30 كم جنوب غرب الفيوم بالقرب من قرية قصر الباسل التابعة لمركز إطسا.
يقول سيد الشورة مدير عام آثار الفيوم، إن المدينة نمت وازدهرت فى العصر اليونانى الرومانى، وعثر بها على معبد كبير للإله "سوبك" من بداية العصر البطلمى، كما عثر على عدد كبير من البرديات الديموطيقية واليونانية التى تكشف عن الحالة الاقتصادية لهذه المنطقة خاصة فى القرن الأول الميلادى، وكان بها معبد أيام الأسرة الـ12 وازدهرت فى العصر اليونانى، وتضم آثار معبد ومدينة أم البريجات الرومانية وقد كشفت الحفريات بها مؤخرًا على بقايا معبدها القديم.
ولفت "الشورة"، إلى أن المدينة أمدتنا بالبرديات اليونانية عن هذه الحقبة من تاريخ الفيوم ومصر، والمدينة قديمًا كانت تتكون من العديد من المنازل والمعبد الرئيسى، الذى كان فخرًا للقرية وبنى من الحجارة فى عهد الملك بطليموس، وكان بطول 210 أمتار يعقبه شارع أنشأ فى العصر الرومانى ومركز احتفالات بأعياد آلهة المعبد فى الشمال منه، وفى الغرب كان هناك مبنى فى الصحراء مخصص لدفن الإله سوبك "التمساح" بعد تحنيطه، أما فى الشرق فكان يوجد معبد لـ"إيزيس"، ولم يحدث فيه التنقيب حتى الآن، وتذكر أوراق البردى التى عثر عليها أنه كان يوجد فى القرية معابد أخرى لم تكتشف بعد
وكان أول تنقيب عن الآثار فى هذه المدينة كان عام 1899-1900، وكان الهدف البحث عن أوراق بردى فى غرب وجنوب الموقع، وتم اكتشاف مومياء مع أوراق بردى تحيط بتماسيح محنطه من العصر البطلمى المتأخر وبرديات من العصر الرومانى.
وأكد "الشورة"، أنه ذكر اسم قرية تبتينيس "أم البريجات" 1052 مره فى 707 وثائق بردى فى العصر الرومانى، وذكرت الإحصائيات العلمية أنه اكتشف ما يقرب من 1400 وثيقة بردية فى قرية "تبتنيس"، وهناك الكثير منها محفوظ فى جامعة ميلان.
وعثرت البعثة الإيطالية عام 1988 أثناء التنقيب للمرة الثانية على المزيد من المخطوطات لأوراق البردى فى جنوب المدينة، ووضعت فى متحف القاهرة، ولتعدد بعثات التنقيب وسطو السكان المحليين على أطلال المدينة لا يعرف أحد حصرًا دقيقًا لأوراق البردى المكتشفة لكن يقدر الأثريون ما تم اكتشافه بأكثر من 100 ألف بردية.
وذكر مدير عام الآثار بالفيوم، أن مدينة أم البريجات الأثرية تعرضت للنهب الأجنبى لكنوزها، كما تعرضت للإهمال من قبل رعاة الأغنام من السكان المحليين للقرى القريبة منه كانوا يأخذوا أتربة المدينة، ويهدمون حوائطها التى كان كثير من مبانيها من الطوب اللبن، ليستخدموها "سباخ" للأرض الزراعية فاختفت أجزاء من المدينة تمامًا، وكان هؤلاء الفلاحون يعثرون على الكثير من أوراق البردى ويبيعونها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة