الرمان مقابل السلاح فى أسيوط.. "البدارى" الأعلى تصديراً للمحصول والأكبر استيراداً للأسلحة.. موسم حصاده هو موعد تصفية الخلافات الثأرية وإزهاق الأرواح.. الأهالى يبيعون المحصول ويشترون أسلحتهم

الثلاثاء، 05 سبتمبر 2017 10:05 م
الرمان مقابل السلاح فى أسيوط.. "البدارى" الأعلى تصديراً للمحصول والأكبر استيراداً للأسلحة.. موسم حصاده هو موعد تصفية الخلافات الثأرية وإزهاق الأرواح.. الأهالى يبيعون المحصول ويشترون أسلحتهم موسم الرمان فى البدارى
أسيوط – ضحا صالح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تصدرت محافظة أسيوط قائمة محافظات الجمهورية الأكثر إنتاجا وتصديرا لمحصول الرمان الذى يعتبر المحصول الأشهر من حيث الكمية والجودة مما دعا غالبية المستوردين من الدول العربية إلى الاعتماد على محصول محافظة أسيوط اعتمادا أساسيا فضلا عن بعض الدول الأوروبية أيضا ويعد مركز البدارى من أكبر المراكز بالمحافظة زراعة وإنتاجا للرمان إلا أن المزارعين يشتكون من عدم وجود اهتمام حقيقى من قبل الدولة فى عملية تنظيم التصدير بما يكفل حقوقهم فضلا عن انتشار الخصومات الثأرية فى جميع أنحاء المركز مما جعل محصول الرمان محصولا استراتيجيا يتم استخدام المبالغ المالية المنحصلة منه بعد بيعه لشراء الأسلحة والذخيرة من قبل العائلات المتخاصمة فبدلا من أن يتحول المحصول إلى دخل لأبناء المركز أصبح نقمة عليهم.

 

موسم الرمان فى البدارى (4)

قال على عبادة مالك إحدى حدائق الرمان إن مركز البدارى بمحافظة أسيوط أحد مراكز شرق النيل أصبح من أكبر المراكز زراعة للرمان حتى أن الأراضى الزراعية بأكملها تحولت إلى مزارع رمان وذلك بسبب القيمة الاقتصادية الكبيرة للفدان الواحد مقارنة بالمحاصيل الزراعية الاخرى مما جعل معظم الفلاحين يحولون أراضيهم إلى حدائق مزروعة بالرمان وأصبح مصدرا كبيرا للربح ينتظره الأهالى من العام للعام وخاصة انه يأتى دائما قبل بداية العام الدراسى فيكون موسم مربح لبدء الدراسة والزواج.

 

موسم الرمان فى البدارى (1)

وأضاف محمد عبد الرحمن أن الخصومات الثأرية بمركز البدارى انتشرت انتشارا كبيرا فى المركز فأصبحت لا توجد منطقة أو شارع إلا وبها عائلتان متخاصمتان وخصومة ثأرية الأمر الذى اثر تأثيرا كبيرا على تصدير المحصول خارج مصر وخاصة أن المستوردين للمحصول يأتون بسيارات كبيرة (مبردة) لنقل المحصول ولكن بسبب الخصومات الثأرية وإطلاق الأعيرة النارية بشكل مستمر يتخوف الكثيرون من المستوردين من القدوم إلى المركز حتى أن بعض السنوات وخاصة التى أعقبت ثورة يناير شهدت ندرة فى التصدير بسبب أعمال العنف وزيادة الخصومات الثأرية بين العائلات المتخاصمة.

 

موسم الرمان فى البدارى (2)

عبد الراضى سليم من أهالى مركز البدارى قال إن كثير من الأهالى ينتظر موسم الرمان من العام إلى العام لشراء الأسلحة والطلقات النارية المختلفة ويبدأ الصراع السنوى المعتاد بين كل عائلة وأضاف أن حالات القتل والإصابة تزيد بشكل كبير بعد موسم حصاد الرمان.

 

موسم الرمان فى البدارى (3)

وطالب عثمان حسين أحد الأهالى بضرورة وجود آلية وطريقة لإنهاء هذه الخصومات الثأرية التى تؤثر بشكل كبير على حياة المواطنين واقتصادهم وإنهاء علاقة موسم الرمان بحصاد الأرواح كل عام، ولابد أن تضع الحكومة خطة لمواجهة بيع الرمان من أجل الحصول على الأسلحة. 

وقال (حمد –م) احد كبار تجار الرمان والمصدرين له إن مركز البدارى واحد من المراكز المميزة فى زراعة وحصاد الرمان وهو أكبر مركز مصدر للرمان على مستوى الجمهورية وأغلب التجار يعملون فى الاتجار بالرمان لشراء الأسلحة فقط ويتم ذلك إما عن طريق تبادل الصفقات الرمان بالأسلحة أو الحصول على المال من اجل شراء الأسلحة وفى النهاية الطريقتان تؤديان الغرض. 

 

موسم الرمان فى البدارى (5)

ونظرا لأن المركز تعتبر الخصومات الثأرية فيه علامة مميزة فهو يعتبر أيضا أكبر مركز استيرادا وشراء للأسلحة على مستوى الجمهورية، مؤكدا أن سعر كيلو الرمان فى الجملة للتصدير يتراوح مابين 5 جنيهات إلى 7 جنيهات طبقا لدرجته وحجمه فالحجم الكبير غير الحجم الصغير ودائما ما يتم تصدير الرمانة ذات الجودة العالية والحبة الكبيرة فهى الاعلى والاغلى فى التصدير، وكلما كان الربح من الرمان أعلى كلما تم شراء أسلحة أكثر

 

موسم الرمان فى البدارى (6)

وأضاف (ا،عطيه) انه لا يوجد على مستوى المركز بالكامل عائلتين ليس بينهما ثأر أو خصومات ومشاكل وتعتبر زراعة الرمان وتصديره ومن بعده محصول المانجو أهم دخل لأهالى المركز والذى يعتمدون عليه اعتمادا كليا فى شراء الأسلحة فالشهور سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر هم أشهر مواسم الثأر والخصومات الثأرية ومواسم الزواج حيث تعتبر تلك الشهور هى الأكثر ازدحاما فى مواسم الزواج وتستغل مواسم الزواج والأفراح أيضا فى الأخذ بالثأر ويقوم أصحاب الجناين بتصدير الرمان واستغلال ثمنه فى شراء الأسلحة، ورغم ذلك يعتبر المركز من المراكز الفقيرة بمحافظة أسيوط لان الأهالى لا يسعون إلا لشراء الأسلحة وليس لتحسين وضعهم المادى

 

موسم الرمان فى البدارى (7)

ومن جهته قال المهندس ابراهيم سرور وكيل وزارة الزراعة بأسيوط فى تصريح خاص لليوم السابع، إن محصول الرمان من أهم المحاصيل التى تصدر للخارج والذى يبلغ متوسط إنتاجه سنويا 10436 فدان ويتم تصديره لأكثر من دولة عربية وأوروبية على رأسها دول الخليج والعراق وروسيا واكرانيا وبعض الدول الاوروبية، حيث بلغت المساحة المنزرعة هذا العام 10436 فدان منهم 9208 و17 قيراط داخل الزمام و1227 فدان و8 قيراط خارج الزمام وبلغت المساحة المنزرعة بمركز البدارى تحديدا 6749 فدان وهى اعلى مساحة منزرعة بالمحافظة 

وفى نفس السياق طالب المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط المزارعين خلال لقاء عقده بمزارعين الرمان بتشكيل كيان مؤسسى لمزارعى الرمان بالمحافظة حتى يتمكن من تأسيس إدارة ناجحة للحفاظ على استمرارية زراعة محصول الرمان والقيام باستثمار هذا النجاح فى زراعته فى إنشاء صناعات تقوم على المنتج بدلًا من تصديره مباشرة إلى الخارج.

وقال ياسر الدسوقى أن ارتفاع مستوى الإنتاج فى المحافظة يجعل من الرمان أحد أهم المحاصيل الإستراتيجية وأسيوط تملك مقومات كبيرة للتصدير مشددًا على أن الاستخدام المكثف للمبيدات والتقنيات القديمة فى تشذيب وتربية الأشجار يحد بشكل كبير من إمكانيات التصدير.

وطلب المزارعون من محافظ أسيوط مخاطبة مجلس التصدير بتحديد بداية ونهاية لموسم تصدير الرمان والذى يفضل أن يكون بمنتصف شهر أغسطس مع بداية موسم حصاد زراعات الرمان فى بداية شهر أغسطس.

كما وجه محافظ أسيوط بقيام مدير الزراعة بأسيوط بعقد ندوات إرشادية للفلاحين بنطاق المحافظة بأهمية إستخدام أحدث طرق الزراعة لتحسين إنتاجية الرمان بالمحافظة والذى يعد من أجود أنواع الرمان فى العالم حتى تحتفظ مصر بمكانتها فى تصدير ثمار الرمان على مستوى العالم










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة