أصبحت تعانى محافظة الشرقية من عشوائية عقارية، بسبب بزنس رجال الأعمال التى تنذر بكارثة خلال السنوات المقبلة تهدد حياة المواطنين نتيجة للانهيار متوقع ببعض هذه المبانى، وأبرزهم مناطق الغشام والقومية والزهور وفاقوس ومنيا القمح، حيث يوجد أكثر من 1400 قرار إزالة حبيس الأدراج.
ففى العاصمة الزقازيق، تعد مناطق الغشام والجانب الغربى من حى الزهور بناحية قضبان السكك الحديدية وامتداد حى القومية من موقف المنصورة من أكثر الأمثله التى استغل فيها اصحاب النفوذ سلطاتهم ووبعض الموظفين الفاسدين وقاموا بناء عقارات مخالفة على أرضى زراعية بطرق غير مشروعة، وباعوها للمواطنين بأسعار تتعدى النصف مليون للوحدة السكانية الواحدة وتركوهم يوجهون مصير مجهول.
وعلى سيبل المثال صدور قرار من محافظ الشرقية، بإزلة لبرجين ناحية موقف المنصورة تم بناءهم على أرض زراعية مخصصة لإنشاء طريق دولى يربط مدن القناة بالزقازيق موصل إلى المنصورة ودمياط.
أما مدينة القمح كانت خير دليل على "بنزنس الكبار فوق دماء المواطنين"، حيث وقعت كارثة إنسانية، أثر انهيار عقار قديم مكون من 5 طوابق فى يناير 2016، بسبب أعمال حفر برج سكانى بجواره بدون تراخيص الذى خلف وفاه 8 ضحايا معظهم من الأطفال، وفى مركز ههيا تسبب ميل برج سكنى حديث الانشاء يملكة أحد الأثرياء على الشارع الرئيسى بالقرب من مجلس المدينة لتصدع ثلاث منازل مجاورة وتم إخلاء الملاصق له مباشرة وتشريد أصحابه لكونه أصبح غير مهدد بالانهيار.
وأكد الدكتور محمد مهدى مدرس التخطيط العمرانى بجامعة الزقازيق لـ"اليوم السابع"، أن بسبب الزحف العمرانى خلف مناطق عشوائية غير مربوط لها شبكة مرافق أو بنية تحتية لكونها تم بناؤها جميعها بتراخيص مزورة، الذى أدى بدورة ضعف الخدمات، مضيفا بقوله وأن الأكثر خطورة فى الشوارع الضيقة مع المبانى المرتفعة هو حيال تأثر أى مبان منها سواء بتشققات أو تصدعات سوف يؤثر على المبانى المجاورة سيودى إلى مسلسل انهيارات عمارات متكررة كما يحدث فى الإسكندرية، فضلا عن حالة حدوث حريق أو أى ظرف طارئ فى أى من تلك الأبراج يصعب السيطرة عليه بسبب ضيق الشارع وصعوبة دخول وخروج سيارات المطافئ أو الإسعاف.
من جانبه قال اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية، لـ"اليوم السابع" أنه قرر إعادة تشكيل لجنة المنشآت الآيلة للسقوط، تضم أفضل العناصر المشاركة فيها والتى تتمتع بالكفاءة والنزاهة والحيادية، حفاظاً على المصلحة العامة ومراعاة لأهمية القرارات الصادرة عنها.
مؤكد أنه سيتم إصدار قرارات حاسمة مع جميع المخالفين وإحالتهم للنيابة العامة، أن اللجنة تهدف لدراسة وضع تلك المبانى والإخلاء الفور لأى عقار ثبت أنه يمثل خطورة على سكانه.
وأضاف بقوله المهندس حامد على وكيل وزارة الإسكان بالشرقية، أن أعمال اللجنة مازالت جارية، وأنه تم رصد 16 برج سكنى به ميل فى مناطق "القومية، الغشام، الزهور" وآخر فى ههيا، أن لجان المعانية التى شكلت بمعرفة كلية الهندسية تحت إشراف المحافظ، أكدت أن 16 برجا لا يمثلون خطرا على السكان، وتقرر تشكيل لجنة متابعة دورية لتلك العقارات لاتخاذ ما يلزم حيال حدوث أى ظرف طارئ سيؤثر على سلامة تلك العقارات، مضيفا أن فى كل مجلس مدينة به لجنة تخص العقارات الآيلة للسقوط وتراخيص الإزالة، خاصة أن نسبة كبيرة يتقدم أصحابها بطلب تراخيص إزالتها بغرض إنشاء جديد، مضيفا أن أى عقار يثبت خطورة على سكانه يتم إبلغ غرفة عمليات المحافظة، للاتخاذ ما يلزم وإخلائه فورا حفاظا على الأرواح.
فى سياق متصل كشف مصدر مسئول داخل ديوان عام محافظة الشرقية، أن هناك ما لا يقل عن 1400 قرار إزالة معظمهم لمبانى مخالفة فى الزقازيق، أو أدوار مخالفة فى تلك العقارات، ذلك بسبب تزوير تراخيص البناء والمرافق المزورة التى حصل أصحاب العقارات من موظفى المحليات بمقابل مادى، لافتا أن معظم تلك التراخيص صدرت فى عامى 2011 و2012 خلال فترات الانفلات الأمنى، إلا أن تلك القرارات حبيسة الأدراج بسبب فساد المحليات وتؤاط موظفى الإدارات الهندسية مع رجال الأعمال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة