سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 سبتمبر 1882.. ميدان عابدين يتزين بالفرش الثمين لاستقبال الخديو توفيق أثناء استعراضه الجيش الإنجليزى

السبت، 30 سبتمبر 2017 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 30 سبتمبر 1882.. ميدان عابدين يتزين بالفرش الثمين لاستقبال الخديو توفيق أثناء استعراضه الجيش الإنجليزى الخديوى توفيق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تم إعداد ساحات ميدان عابدين على نظام ووضع متفنن، يصفه سليم خليل النقاش فى كتابه «مصر للمصريين»، الصادر عن «الهيئة المصرية العامة للكتاب - القاهرة»: «رفعت فوقه الألوية البهيجة، وفرش بالبسط النفيسة والمفروشات الثمينة، حتى كان بهجة للأنظار وسحرًا للعقول».
 
تزين ميدان عابدين يوم 30 سبتمبر «مثل هذا اليوم» من عام 1882، وذلك لاستقبال استعراض الخديو توفيق للجيش الإنجليزى، وكانت مصر وقتئذ تنتقل إلى سيادة الاحتلال الإنجليزى عليها منذ أن دخلها بعد هزيمة جيش «عرابى» فى التل الكبير يوم 13 سبتمبر 1882، وكان «توفيق» يواصل إصدار قراراته التى تساعد على بسط وهيمنة هذا الاحتلال، ومن أهمها قراره بحل الجيش المصرى يوم 19 سبتمبر من عام 1882، ويذكر «عرابى» فى مذكراته عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة»، دراسة وتحقيق الدكتور عبدالمنعم الجميعى: «صدر أمر الخديو بإلغاء الجيش المصرى وصرف العساكر إلى بلادهم، ومحاكمة الضباط وكبار قادة الجيش المدافع عن البلاد بصفته أنهم عصاة»، ويحدد «الجميعى» الهدف الأصلى من هذا القرار بقوله»: «القضاء على العسكرية المصرية، وتشكيل جيش جديد تحت الإشراف الإنجليزى، وإلغاء الرتب العسكرية المعطاة فى مدة الثورة العرابية»، وتقول لطيفة سالم فى تعليقها على داود بركات فى كتابه «خمسون عامًا على الثورة العرابية - رؤية الأهرام»: «أصدر الخديو أمره بحل الجيش على أساس أنه أيد الثوريين، وبالطبع جاء ذلك وفقًا لإرادة المحتل».
 
بعد 11 يومًا من قرار حل الجيش المصرى، وقع الحدث المهين الذى «عبّر عن غروب شمس الكرامة والعزة القومية فى نفوس أولئك الذين اجتمعوا لتكريم جيش الاحتلال»، حسبما يقول عبدالرحمن الرافعى فى كتابه «الثورة العرابية والاحتلال الإنجليزى»، عن «دار المعارف - القاهرة»، كما كان «ميدان عابدين» على النقيض تمامًا من اللحظة الوطنية التى كان عليها يوم 9 سبتمبر 1881، ويرصدها محمود الخفيف فى كتابه «أحمد عرابى الزعيم المفترى عليه» عن «دار الكتب والوثائق القومية - القاهرة»، قائلًا: «فى الثلاثين من سبتمبر اصطف الجيش الإنجليزى فى ميدان عابدين، فى المكان نفسه، حيث وقف عرابى قبل ذلك بسنة وقفته المشهورة ومعه الجيش المصرى فى التاسع من سبتمبر 1881 يسمع الخديو مطالب الأمة، ويعلن مشيئتها، ولا تقع عينا توفيق الآن على جنود يتحدونه، بل تقع على جنود يحيونه ويحييهم رافعًا يده بالسلام العسكرى، ولكم أثلج فؤاده أن يرى هذه القوة التى ظن أنها تسند عرشه، ولو أنه فكر قليلًا لفطن إلى أنها كانت تمتهن ذلك العرش، وكان الخديو فى المقصورة التى أعدت له يرتدى ملابسه الرسمية، وكان يحيط به الوزراء والكبراء كذلك بأرديتهم الرسمية وأوسمتهم».
 
يذكر «النقاش»، وقائع ما جرى فى 30 سبتمبر المشؤوم، وكان يوم سبت، قائلًا: «تم إعداد مقام للخديو فى ساحة عابدين، وفوقه سرادق عظيم ليكون فيه أثناء عرض الجيوش الإنجليزية عليه»، ويضيف: «تم إعداده «الميدان»، ورفعت فوقه الألوية، وفرش بالبسط والأثاثات الثمينة، وفى الساعة الرابعة بعد الظهر أقبل الخديو بالملابس الرسمية، وعلى يساره محمد شريف باشا، رئيس مجلس النظار، وأمامه مصطفى رياض باشا، ناظر الداخلية، وعمر باشا لطفى، ناظر الحربية والبحرية، ومن خلفه بقية النظار وبعض العلماء والذوات الذين لم يسجنوا ورجال المعية، وكلهم بالملابس الرسمية، وكان الجنرال ولسلى، قائد القوات الإنجليزية فى حربها ضد عرابى، والدوق أوف كنوت، نجل الملكة، على ظهور الخيل بجانب المقام المذكور، وكثير من الضباط والياوران الإنجليز، وفى بدء الساعة الخامسة أخذت العساكر فى المرور، واستمرت ساعة ونصفًا، وكانت موسيقى كل فرقة منهم تقف أمام المقام، وتعزف بألحانها العسكرية حتى يتم مرور فرقتها، ثم تليها الثانية ثم تليها الأخرى، وهكذا إلى أن تم مرور الجيش بأجمعه، وكان الجيش فى مروره منقسمًا إلى قسمين، كل منهما مؤلف من الفرسان ورجال المدافع والمشاة، واكتمل مرورهم على هذا النظام والترتيب العسكريين قبل الغروب».
 
«أخذت البهجة طريقها للخديو والحاضرين معه بما رأوه»، حسبما جاء فى عدد «الوقائع المصرية»، الأول من أكتوبر، أى فى اليوم التالى للعرض، حيث قالت: «انشرحت صدور الحاضرين وأعجب الجناب الخديو المعظم بما رآه من مهارة رؤسائهم وضباطهم «الإنجليز»، وحسن انتظام العساكر وكمال نظامهم، وشكر الكل لهم ما قدموا به من إخماد فتنة العصاة «رجال الثورة العرابية» وإطفاء ثورتهم».






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة