"زحمة ودمعة وسيلفى" فى رحلة وداع أم لابنها الوحيد بحادث قطارى الإسكندرية.. "عواطف" تجد جثة ابنها مبتور الساق بمشرحة كوم الدكة بعد شهرين من رعايتها شابا آخر.. وتروى تفاصيل آخر مكالمة معه..وتكمل حياتها دون لقب أم

السبت، 30 سبتمبر 2017 03:28 م
"زحمة ودمعة وسيلفى" فى رحلة وداع أم لابنها الوحيد بحادث قطارى الإسكندرية.. "عواطف" تجد جثة ابنها مبتور الساق بمشرحة كوم الدكة بعد شهرين من رعايتها شابا آخر.. وتروى تفاصيل آخر مكالمة معه..وتكمل حياتها دون لقب أم الابن شادى طارق
المحافظات فتحية الديب و أسماء على بدر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مازالت المشاهد المأساوية التى نسجت واحدة من أغرب القصص الإنسانية، تتلاحق فى العرض، فبعد أن اكتشفت الأم التى كانت ترقد على أحد أسرة المستشفى بجوار ابنها، ان من ترعاه وتسهر على راحته ليس فلذة كبدها، عادت تلك الأم لتروى تفاصيل آخر مكالمة هاتفية مع نجلها قبل أن يقاطعهما القدر بحادث قطار الإسكندرية.

  اقارب شادى يطبعون صورة استعدادا لرفعها حال وصول جنازته

اقارب شادى يطبعون صورة استعدادا لرفعها حال وصول جنازته

"ياماما أنا نايم فى القطر جنب الشنط، ليه كدا ياشادى، أصل ياحبيبتى القطر زحمة جدا، وأول ما الاقى كرسى فاضى هاجلس عليه فورا، انتظرى هابعت لك صورتى وأنا فى القطار، الأم: جميلة بس خالى بالك من نفسك ياعين مامتك، شادى: حاضر ياماما وأدعيلى كتير"، وأغلق الهاتف، كانت هذه آخر مكالمة تليفونية بين عواطف محمد ربة منزل بالشرقية، ونجلها الوحيد شادى، أثناء تواجده فى القطار المتجه إلى محافظة الإسكندرية برفقة أشقاء والده لقضاء يوم على شاطئ عروس البحر المتوسط، وبعد نصف ساعة من إرسال شادى لولدته صورته الأخيرة وقع الحادث الذى خلف وراءه ضحايا ومصابين، ولم تعلم الأم أنها المكالمة الأخيرة من فلذة كبدها وآخر صورة له.

 

وعلى بعد 38 كيلو من مدينة الزقازيق بشمال محافظة الشرقية، تقيم أسرة شادى طارق أحد ضحايا حادث قطار الإسكندرية، الذى عثرت أسرته على جثته اليوم، بمشرحة كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية، حيث تم رصد ترقب الجيران الموجودين أمام المنزل، فى انتظار وصول الجثمان، الحزن يطغى على وجوه الكثيرين من أهالى القرية، بعد علمهم بالخبر، ووفاة الابن الوحيد لأسرته.

 

وتروى "عواطف محمد" 41 سنة ربة منزل مقيمة بقرية كفر البلاسى مركز فاقوس بمحافظة الشرقية، تفاصيل أسوأ أيام مرت فى حياتها، بعد علمها بخبر العثور على جثة نجلها الوحيد "شادى طارق" 19 سنة طالب بالفرقة الثانية بكلية التمريض.

  صورة لشادى داخل معهد التمريض الذى يدرس به

صورة لشادى داخل معهد التمريض الذى يدرس به

وتقول السيدة "الأربعينية"، إنها متزوجة من شخص محترم يعمل بدولة السعودية، ورزقها الله منه بـ"شادى" فقط ولظروف صحية، لم تتمكن من الإنجاب مرة ثانية، وأنها حمدت الله على ما رزقها، وكان "شادى" فرحة عمرها، ووالده سافر للغربة لكى يوفر له كل شئ، وقام ببناء فيلا لعش الزوجية لـ "شادى"، وتم وضع صوره على جدران وحوائط الفيلا.

 

وتصمت برهة من الوقت، ثم تتحدث: يوم الحادث، "شادى" سافر مع أشقاء والده لمحافظة الإسكندرية، للمصيف، وجهزت له الطعام الذى يحبه بيدى، لم يأكل منه شيئا، وطول رحلته بالقطار كان يحدثنى هاتفيا، وقبل الحادث بنصف ساعة، أتصل بى، وأرسل لى صورته الأخيرة، وهو نائم فى القطار بجوار الشنط لعد وجود كرسى خالى، ولم أكن أعلم بأنها آخر مرة أسمع صوت فلذة كبدى، وبعدها أخبرنى أحد الجيران بوقوع حادث بقطار بالإسكندرية، وضعت يدى على قلبى، وتوجهت إلى الإسكندرية، وعثرنا على جثة عم شادى، وعمه الثانى كان من بين المصابين، وبعض الأطباء أبلغنى أن نجلى بمستشفى سموحة، فتوجهت مسرعة فوجدته فى غيبوبة تامة.

  صور لشادى مع صديقه

صور لشادى مع صديقه

وأسردت الأم تفاصيل تلك القصة المأساوية، قائلة: "رحت المستشفى وجدت شادى يعانى من غيبوبة كاملة ونزيف داخلى وكسر فى الحوض، ويحتاج لعملية جراحية كبرى بالفخذين، وتركت كل شئ ومكثت معه لمدة شهرين فى المستشفى، لن أتركه لحظة واحدة، أمسك يده طوال الوقت حتى لا ينزع خرطوم التغذية من يده بسبب حالة التشنجات التى يعانى منها، القرح التى أصابته، وناشدت الجميع لكى يتم نقله إلى مستشفى ناصر لكى يتم علاجه، وتم نشر صورة على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى استجاب وزير الصحة، وتم نقله وأجرى العملية، وعندما فاق وجدته لهجته مختلفة ويقول أنا اسمى "عبد الله من أبوكبير" فسألت الطبيب المعالج له، أخبرنى أن هذا من تأثير الصدمة، لكن اتضح أنه ليس نجلى وأنه شاب يدعى "عبد الله" من مدينة أبوكبير وأحد مصابى الحادث، وحضرت أسرته وتعرفت عليه، وذلك بعد نشر صوره على فيس يوك على أنه "شادى" إبنى لمطالبة وزير الصحة بعلاجه، واتهمونى بخطف "عبد الله" بعد شهرين من رعايته، وبعد 4 أيام قمنا برحلة بحث فى مستشفيات الإسكندرية وعثرنا على جثة ابنى.

  شادى قبل يومين من سفره للإسكندرية للمصيف

شادى قبل يومين من سفره للإسكندرية للمصيف

وتعرفت أسرة الشاب شادى طارق فتحى، على جثته بمشرحة كوم الدكه بالإسكندرية بعد حادث تصادم قطار الإسكندرية، الذى مر عليها أكثر من 50 يوما، وذلك بعد واقعة غريبة مرت بها والدته بعد مكوثها أكثر من شهر بجانبه أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى خاصة أن ملامحه تغيرت تماماً بعد الحادث.

 

وقال طارق فتحى، والد الشاب شادى المتوفى، أنه بعد مكوث الأم فترة طويلة بجانب نجلها فوجئت بأن أم آخرى تقول بأنه نجلها وتم تحرير محضر بالواقعة والتى اثبتت بأنه ليس نجلهما.

 

وأضاف فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أنه توجه إلى مشرحة كوم الدكة بعد علمه بوجود جثث لم يتعرف على ذويها حتى الآن وبمجرد النظر إلى أحد الجثامين عرف بأنه نجله شادى من ملابسه التى كان يرتديها.

 

وأكد أن الجثة كانت فى حالة انتفاخ واقتربت على التحلل وملامحها غير واضحة، وهما الآن يقومون بالإجراءات النهائية، وفى انتظار رئيس النيابة للتوقيع على تصريح دفن الجثة صباح باكر.

 

وأوضح أنه رفض إجراء تحليل DNA، لأنه سوف يستغرق وقت طويل وجثة نجله لا تستدعى الانتظار أكثر من ذلك وبمجرد صدور تصريح الدفن سيتم نقله إلى مثواه الأخير بمقابر العائلة بالشرقية.

 

ومن جهتها قالت "نوسة" خالة "شادى": "عثرنا اليوم عليه، جثة بمشرحة مستشفى كوم الدكة، ورجله مبتورة، ويوجد تعنت كبير فى الإجراءات مع شقيقتى وزوجها، وتم إهانة شقيقتى معنويا من قبل بعض أقارب أسرة الشاب "عبد الله" حيث وجه البعض لها اتهام بخطف نجلهم "عبد الله" لمدة شهرين، وتم اصطحابها من قبل الشرطة، وتحرير محضر لها، لكن النيابة تعاطفت معاها، وأخلت سبليها، وطلبت إجراء تحليل الحامض النووى.

 شادى أثناء حضوره حفل خطوبة

شادى أثناء حضوره حفل خطوبة

"دا شاب على خلق.. ربنا يصربنا على فراقه" هكذا تحدثت "سعاد محمد" جارة والدة "شادى" عن الشاب المتوفى، مؤكدة أن القرية جميعها فى حالة حزن على الشاب الخلوق وحيد أسرته.

 

فيما قام العشرات من أصدقاء "شادى" بطباعة عدد من صورة ووضع كلمة الشهيد عليها، استعدادا لرفعها فى جنازته عند وصول الجثمان.

 

 شادى يتلقط صورة أمام صورته المطبوعة على جدران فيلته التى أعدها والده لكى يتزوج بها
شادى يتلقط صورة أمام صورته المطبوعة على جدران فيلته التى أعدها والده لكى يتزوج بها

 

 

 شادى فى صورة سيلفى بجوار والده وعمه الذى أصيب فى القطار
شادى فى صورة سيلفى بجوار والده وعمه الذى أصيب فى القطار

 

 

 آخر صورة لشادى التقطها وهو نائم بالقطار وأرسلها لوالدته
آخر صورة لشادى التقطها وهو نائم بالقطار وأرسلها لوالدته

 

 

 أصدقاء شادى ينعونه على الفيس
أصدقاء شادى ينعونه على الفيس

 

 

 

 

 

 

 

 







مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

زهرة

شهيد

ربنا يرحمه ويسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء ..اللهم أفرغ على أهله الصبر والسلوان

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة