طالب أصحاب الكتاتيب بمحافظة الشرقية، مشيخة الأزهر، أن يعود الاهتمام بالكتاتيب، لما كان عليه ويمنح المحفظ والحافظ نفس المبالغ التى كان يحصل عليها قبل عام 2000 رغم أنها مبالغ زهيدة إلا أنها حافزا لهم مؤكدين أن تجديد الخطاب الدينى الحقيقى لن يتم إلا من خلال الكتاتيب لأنها ضمانة عدم اعتناق أى أفكار متطرفة.
قال الشيخ عمرو الشبراوى صاحب كتاب بقرية البوها المحطة مركز كفر صقر: أنا خلفت والدى فى إدارة الكتاب حيث فتح والدى كتاب عام 1954 وتم ترخيصة برقم 26 تبع الأزهر الشريف وكان يلتحق الطلاب حفظة القرآن بالمعاهد الدينية بعد الحصول على شهادة من الكتاب تفيد أنه يحفظ نصف القرآن على الأقل.
وأضاف أن مهندسين وأطباء، تخرجوا من كتاب والده، بخلاف ضباط الشرطة والقوات المسلحة وما زالت أسماء هؤلاء الأعلام الذين تخرجوا من كتاب والدى مدونة بدفاتر الكتاب احتفظ بها حتى الآن.
واوضح أنه سار على درب والده وأكمل مسيرته فى تحفيظ القرآن الكريم رغم أن الأزهر كان يمنحنا كل 3 شهور 60 جنيه للمحفظ ويمنح الطالب الحافظ للقرآن 8 جنيهات بخلاف 4 جنيهات للمحفظ ولكن منذ عام 2000 أوقف الأزهر منح تلك المبالغ سواء للمحفظين أو للطلاب رغم اننا نوافيهم شهريا بأسماء الطلاب المقيدين بالكتاب لصرف المبالغ لهم دون جدوى وهذا ترك أثر سلبى وبدأ الأولاد يهربون من حفظ القرآن والمعاهد الأزهرية لدرجة أن المعاهد أصبحت خاوية على عروشها فى حين أن المدارس العامة تكتظ بالطلاب، معربا عن أمله فى أن يعود الأزهر إلى ما كان عليه ويقوم بجذب الطلاب والأهالى للكتاتيب.
وقالى إن أحد الطلاب بكتاب والده قام بكتابة المصحف نسختين بخط يده وهو الآن يعمل معيد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر فرع الزقازيق ولم يهتم به أحد.
وقال الشيخ محمد على محمد ابراهيم إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ومحفظ للقرآن الكريم انه بدأ فى تحفيظ القرآن عام 2007 فور تعيينه خطيب بإدارة أوقاف أبو كبير، مضيفا: بدأت أساعد أبناء الجيران وبعض الأقارب وتطور الأمر إلى أن بدأ الأطفال والشباب الراغبين فى حفظ القرآن فى الحضور إلى المنزل فاستحرمت أن أتركهم ولا أحفظهم، ووجدت أن القرآن دافع كبير لتفوق الطلاب فجميع من يحفظ القرآن من المتفوقين فمنهم طلاب بكلية الطب والهندسة والعلوم والآداب وكل القرى التى بدأت أحفظ فيها القرآن ارتفع مستوى التعليم بها من التعليم المتوسط إلى التعليم العالى بل بدأ الطلاب يتفوقوا ويدخلوا كليات القمة، والكتاتيب بدأت فى الاندثار ونحن نحاول إحيائها مرة أخرى.
وقال الشبراوى محمد من قرية الحصاينة التابعة لمركز كفر صقر طالب بالفرقة الثالثة بكلية طب دمياط جامعة الأزهر: بدأت حفظ القرآن الكريم وأنا فى سن 10 سنوات، وأتممت حفظه فى سن 15 سنة ووجود الكتاب شجعنى كثيرا على حفظ القرآن وعلمنى الوسطية فى كل شئ والبعد عن الأفكار المتطرفة والتى تهدف لهدم الدين عن طريق التشدد مضيفا: الحمد لله التفوق كان حليفى بسبب حفظ القرآن.
أضاف إسلام نبيل عيد بنوى من كفر محمد خليل مركز أبو كبير طالبة بالفرقة الثالثة بكلية علوم الزقازيق: ختمت القرآن وأنا بالصف الثانى الإعدادى والقرآن كان حافزا لى للتفوق وشجعنى كثيرا على حفظه وجود الكتاب.
وأشارت آية جمعة عبده من كفر محمد خليل مركز أبو كبير إلى أنها أتمت حفظ القرآن فى الصف الرابع الابتدائى وسأبدأ فى قراءة التفسير وأتعلم القراءات المختلفة للقرآن.
وقالت هاجر عبد الكريم: ختمت القرآن فى الكتاب وسنى 12 سنة ولولا وجود الكتاب ما حفظت شئ وأشكر شيخى ووالدى ووالدتى الذين شجعونى وحفزونى على حفظ القرآن.
وطالب الجميع بضرورة انتشار الكتاتيب بأنحاء القرى والنجوع وداخل كل الأحياء لأنها الوسيلة الوحيدة لتحفيظ القرآن الكريم وأن يظهر دور وزارة الأوقاف والأزهر الشريف بتخصيص كتاب بمسجد من مساجد القرية أو معهد من المعاهد الدينية.
من جانبه أكد الشيخ زكريا الخطيب وكيل وزارة أوقاف الشرقية لـ"اليوم السابع" أن المقارئ تعمل بإشراف تام من الأوقاف والقائمون عليها اجتازوا الاختبارات اللازمة لاعتمادهم كمحفظين بالمقارئ ويحضرها جميع الأعمار من الأهالى ويحضرها بعض الأئمة من الأوقاف وأن وزارة الأوقاف خصصت مقارئ بعدد من المساجد ووزعتها جغرافيا بحيث يتواجدون بشتى القرى والنجوع.
وأضاف الشيخ السيد غريب مدير إدارة أوقاف أبو كبير أن إدارة أوقاف أبو كبير بها عدد 8 مقارئ بشتى قرى المركز وهناك 3 مقارئ بمدينة أبو كبير 2 منهم يعملون الأحد من كل أسبوع عقب صلاة العصر واحدة بمسجد الحاجة زبيدة سالم باعتباره أحد المساجد الجامع والثانية بمسجد أبو السيد بمدينة أبو كبير وباقى المقارئ تقام يوم الاثنين من كل أسبوع بقرى المركز.
الكتاب
الطلاب داخل الكتاب
الطلاب يحفظون القرآن الكريم
المحفظ مع الحفظة
جانب من الكتاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة